فر الآلاف من منازلهم بجزيرة إيفيا اليونانية، مع احتدام حرائق الغابات، وتعذر السيطرة عليها أمس الأحد، لليوم السادس على التوالي، في حين استعدت العبّارات لمزيد من عمليات الإجلاء بعد نقل كثيرين إلى مناطق آمنة بحراً، وفيما حرائق تركيا تستعر على الأرض فإنها اشتعلت على موقع تويتر أيضاً، وأعلنت روسيا النجاح في إطفاء 51 حريق غابات في 24 ساعة، وفي كاليفورنيا الأمريكية اعتبر ثمانية أشخاص في عداد المفقودين، وأعلنت بوليفيا أن حرائق الغابات التهمت 150 ألف هكتار.
فرار الآلاف
تراجعت حدة الحرائق التي كانت تهدد الضواحي الشمالية للعاصمة اليونانية أثينا في الأيام الأخيرة إلى حد ما. لكن حريق إيفيا وهي جزيرة كبيرة تقع إلى الشرق من العاصمة سرعان ما انتشر في عدة جهات. وأتت النيران على عشرات الآلاف من الأفدنة في الغابات عبر القطاع الشمالي، ما أجبر السلطات على أخلاء عشرات القرى.
واشتعلت حرائق الغابات في أجزاء كثيرة من اليونان في وقت تواجه فيه أسوأ موجة حارة منذ نحو 30 عاماً. ونشرت السلطات قوات من الجيش للمساعدة على مكافحة الحرائق. كما أرسلت عدة دول من بينها فرنسا ومصر وسويسرا وإسبانيا مساعدات منها طائرات إطفاء.
وقالت السلطات إن أكثر من 570 من رجال الإطفاء يكافحون النيران في إيفيا.
وقامت قوات خفر السواحل بإجلاء أكثر من ألفي شخص بينهم عدد كبير من المسنين من أجزاء مختلفة من الجزيرة في عمليات إنقاذ بحرية صعبة مع تحول سماء الليل إلى اللون الأحمر بسبب ألسنة اللهب.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، احترق 56655 هكتاراً من الأرضي في اليونان، بحسب نظام معلومات الحرائق الأوروبي.
وتواجه تركيا حرائق مدمّرة منذ نحو أسبوعين، وأدت حتى الآن إلى مقتل ثمانية أشخاص فيما نقل العشرات إلى المستشفيات. وخففت الأمطار من حدة الحرائق في تركيا أول أمس السبت.
ومع اتساع رقعة أكبر حرائق غابات في تاريخ تركيا الحديث، يستعر الجدل كذلك على تويتر عبر وسم #ساعدوا-تركيا، بين نقاشات وشبهات بالتلاعب.
وفتحت النيابة العامة تحقيقاً في هذا الوسم الجديد الذي أشعل جدلاً جديداً في هذا البلد المنقسم، حيث يمكن لأدنى حدث أن يثير مؤيدي الرئيس رجب طيب أردوغان ومعارضيه. ووصف أردوغان التغريدات المرتبطة بالوسم على أنها «ترهيب عبر أكاذيب منتشرة من أمريكا وأوروبا وأماكن أخرى معينة»، معتبراً أنه «للرد على ذلك، هناك شيء واحد فقط يمكن قوله: تركيا قوية».
وهددت الهيئة الناظمة للإعلام بتغريم المحطات التلفزيونية التي تواصل بث الصور الحية للحرائق ونشر مقالات «تثير خوف السكان وقلقهم».
8 مفقودين في حريق ديكسي
فُقد ثمانية أشخاص على الأقل في أحد أسوأ حرائق الغابات بالولايات المتحدة، حيث يستعر حريق ديكسي في شمال ولاية كاليفورنيا ويلتهم الغابات والشجيرات الجافة في جبال سييرا نيفادا ويدمر بلدة تاريخية لاستخراج الذهب. وعلى الرغم من هدوء الرياح، ما أتاح لرجال الإطفاء فرصة لالتقاط الأنفاس ليلاً وهم يكافحون ثالث أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا، إلا أن مكتب رئيس بلدية بولماس أعلن هذه الأنباء الحزينة.
وينتمي خمسة من المفقودين لمدينة جرينفيل لتعدين الذهب، حيث دمرت ألسنة اللهب معظم قلب المدينة الواقعة على بعد 160 ميلاً إلى الشمال من سكرامنتو.
وقال مسؤول بإدارة مكافحة الحرائق إن حريق ديكسي التهم نحو 447 ألف فدان من الغابات، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء تمكنوا من احتواء 21 في المئة منه.
إطفاء 51 حريقاً في روسيا
تمكنت فرق مكافحة الحرائق الروسية من إخماد 51 حريق غابات في 24 ساعة. وقالت الهيئة الروسية لحماية الغابات إن الحرائق امتدت على مساحة 1379 هكتاراً.وبحلول منتصف ليل السبت/الأحد، كان هناك 174 حريق غابات في روسيا على مساحة تتجاوز 1,5 مليون هكتار، وتم إخمادها فعلياً، حيث تم تسجيل أكبر منطقة حرائق( 90 حريقاً ) على مساحة تبلغ نحو 1,4 مليون هكتار في غابات جمهورية ياقوتيا ( ساخا) بالشرق الأقصى الروسي، وطالت النيران منذ بداية موسم الحرائق في الجمهورية، أكثر من 4 ملايين هكتار.
150 ألف هكتار في بوليفيا
أتت حرائق غابات على حوالى 150 ألف هكتار هذه السنة في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل، على ما أعلنت السلطات المحلية. وقالت يوفينما روسادو التي تنسق برنامج مكافحة حرائق الغابات في المنطقة، إن الحرائق اجتاحت ما مجموعه 147,254 هكتاراً. وأضافت «في الأماكن التي زاد ارتفاع النيران فيها على خمسة أمتار مع أعمدة دخان تتجاوز 30 متراً سنلقي المياه من مروحية سوبربوما عسكرية». في منطقة سان ماتياس الأكثر تضرراً من الحرائق تهدد النيران محمية طبيعية.
وفي أول أيام أغسطس «سجلت 831 بؤرة» على ما أوضحت المسؤولة.
ويعود السبب في الجزء الأكبر من هذه الحرائق إلى نزع أشجار الغابات في بوليفيا البالغة مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 12 مليوناً. وتفيد «مؤسسة أصدقاء الطبيعة» غير الحكومية أن حرائق أتت على أكثر من 2,3 مليون هكتار من الأحراج والمراعي في عام 2020.
(وكالات)
