وفاء حتى الموت

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

يقال إن قصص الحب في حياة الفنانين مكتوب لها أن تنتهي بفشل وطلاق، لكن هناك استثناءات مشرقة وحكايات أسطورية كحكاية سمير ودلال، التي تحدّث عنها أهل الفن والجمهور كثيراً، وصارت عائلتهما نموذجاً للحب والوفاء والفن الراقي، ولتكتمل فصول الحكاية، كان الختام أسطورياً أيضاً، وقد دمغ رحلتهما بختم الحب الأبدي. 
في حكايات الحب يتعاهد الحبيبان على العيش معاً «حتى الموت»، وتبقى العبارة مجازية جميلة شاعرية رومانسية، لكن سمير ودلال جعلا منها عهداً صادقاً حقيقياً. 
قصة سمير غانم ودلال عبد العزيز استثنائية بكل ما فيها، حب دلال لسمير منذ الصغر وإصرارها على الزواج منه، هروبه من الارتباط وخوفه من تحمل مسؤولية أسرة، وقد عُرف بأشهر عازب في الوسط الفني، فارق السن بينهما، عزيمة دلال وقدرتها على إنجاح الزواج ليتغير معه سمير ويحرص على تكوين أسرة ناجحة بكل المقاييس الاجتماعية والفنية. 
لم نعلم أن نجم الكوميديا رومانسي «حتى الموت»، ولم ندرك أن تعلّق دلال به ضارب في الجذور، أحست بمشاعرها لا باليقين أنه راحل، فاستسلمت وأمهلت ابنتيهما دنيا وإيمي بعض الوقت لتستوعبا صدمة رحيل الأب، ثم لحقت به وهذه المرة أيضاً دون أي اعتبار لفارق السن بينهما. 
ليس سهلاً أن تعيش الاستقرار العائلي، وتحافظ على نهج واحد وخط مستقيم في مسيرتك الفنية وتواصل الصعود، في كليهما رغم كل مغريات الشهرة وانعكاساتها السلبية لاسيما على الأبناء. وليس سهلاً أن يحافظ الأب والأم على نجاحهما في الوسط الفني وسمعتهما وحب الجمهور لكل منهما، دون إغفال دوريهما في البيت وتربية ابنتيهما وحسن توجيه موهبتيهما البارزتين بلا واسطة، والأهم أنه ليس سهلاً أن تربي الابنتين على الالتزام بأصول الفن والوصول إلى الجمهور بفضل الموهبة. لا بفرض الذات بدافع الاسم والشهرة وتاريخ الأب والأم.. 
موهبة دنيا وإيمي فرضتهما في الوسط الفني وأدخلتهما إلى بيوت الناس بكل الحب والاحترام. لم يسمح هذا الثنائي، سمير ودلال، أن يعشش الغرور في نفس أي من ابنتيهما، بل تشعر أحياناً بأن موهبة دنيا فاقت موهبة دلال وسمير وبراعتها في الفن الاستعراضي، بينما إيمي تستكمل رحلة أبيها في الكوميديا وقد ورثت عنه خفة الظل وحسن اختيار الأدوار دائماً. 
رحم الله هذا الثنائي الجميل، وقد جعل منهما الله صورة عن الحب والوفاء والالتزام والاحترام، وتكمل مسيرتهما الناجحة دنيا وإيمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"