عادي
وجه من السلفادور

روكي دالتون.. الشاعر المشاغب

23:35 مساء
قراءة دقيقتين

إعداد: علاء الدين محمود

من خلال جناح السلفادور، سيتعرف الزوار إلى تلك الدولة الصغيرة في أمريكا الوسطى من منظور يعكس أبرز معالمها الثقافية والجمالية؛ حيث سيعرض الجناح ملامح مهمة ومتنوعة لتاريخ وحضارة ذلك البلد، بأسلوب فني يتواصل من خلاله الزائر مع الطبيعة والحياة البرية، ويتذوق طعم القهوة الأصيلة التي تشتهر بها السلفادور.

تعني كلمة «سلفادور»، المخلص، وهي ذات دلالات خاصة على المستويات السياسية والثقافية والأيديولوجية، وعلى الرغم من أن السلفادور تعد أصغر دول أمريكا الوسطى، فإنها في ذات الوقت تعد أكثرها كثافة سكانية، وإلى جانب العاصمة «سان سلفادور»، التي تعد أكبر مدن البلاد، هناك أيضاً «سانتا آنا»، و«سان ميغيل»، وهي مراكز ثقافية وتجارية مهمة.

يعد «روكي دالتون» (1935 1974) أبرز الوجوه الأدبية في ذلك البلد، ولُقب بشاعر السلفادور الأول، وكذلك بالشاعر المشاغب، نسبة لروحه المتمردة والتي انعكست كثيراً في أعماله ونصوصه الشعرية التي تعبر عن مبدع عظيم، وهب نفسه للحب والجمال.

ولد دالتون في عاصمة البلاد، وتلقى تعليمه الأولي هناك، ثم شد الرحال إلى سانتياغو في شيلي؛ حيث التحق بكلية الحقوق، ليعود مرة أخرى إلى السلفادور من أجل إكمال تعليمه.

ومن المنعطفات الكبيرة في حياة دالتون، زيارته، ضمن عدد من الطلاب، للاتحاد السوفييتي في عام 1957، للمشاركة في المهرجان العالمي للطلاب والشباب، وهناك تعرف إلى العديد من المثقفين والسياسيين الذين أصبح لهم شأن عظيم في ما بعد، ومن أبرز هؤلاء: كارلوس فونسيكا، السياسي النيكاراغوي الشهير، وميجيل أنخيل، الكاتب الغواتيمالي الحائز جائزة نوبل للآداب سنة 1967، والشاعر الأرجنتيني خوان خيلمان والشاعر التركي ناظم حكمت.

لم تكن حياة دالتون مستقرة؛ وذلك بسبب انخراطه في عالم السياسية، وقد تعرض للاعتقال والنفي كثيراً، فعاش لمراحل طويلة خارج بلاده.

وبعد حياة في المنافي يعود دالتون إلى وطنه ليلتحق بالجيش الثوري للشعب، الجناح العسكري لحركة الثوار السلفادوريين الذي كان يخوض حرب عصابات ضد الديكتاتورية، وتم إعدامه ومن دون محاكمة سنة 1975 عن عمر يناهز 39 سنة، بتهمة تعاونه مع المخابرات المركزية الأمريكية بناء على شكوك ثبت فيما بعد أنها كانت غير صحيحة.

هزت جريمة مقتل دالتون السلفادور كلها، وأعيد له الاعتبار في ما بعد، بوصفه أحد أهم الأدباء الثوار في بلاده، وصارت قصائده تدرس ضمن مناهج التعليم الدراسي، ويتغنى بها البسطاء من أبناء الشعب، فقد كانت تنادي بالحرية والمساواة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"