مرحباً بالمعلمين

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

بدأ العد التنازل لانطلاقة العام الدراسي الجديد 2021-2022، الذي نرى أولى محطاته بعد غد الأحد؛ إذ تستقبل المدارس المعلمين (صناع الأجيال) والهيئتين الإدارية والفنية، ومن بعدهم الطلبة في 29 أغسطس الجاري، لنبدأ رحلة جديدة بين أروقة العلم والمعرفة.
وتيرة العمل متسارعة، والميدان التربوي بفئاته (قيادات وإدارات ومدارس وجامعات وطلبة وأولياء أمور) يعمل على قدم وساق، استعداداً لاستقبال الوافد الجديد، ومسؤولية الالتزام لا تستثني أحداً، لعام دراسي موفق يحصد المزيد من الإنجازات.
العودة للمدارس تختلف في مضمونها جملة وتفصيلاً، مقارنة بالعامين الماضيين؛ إذ إن التعليم يواصل مسيرة كفاحه لمواجهة جائحة كورونا، واليوم تفتح مؤسسات التعليم أبوابها أمام المتعلمين والمعلمين، تأكيداً لقوة عزيمة العلم وسيادته.
المعلمون أبطال المشهد التعليمي؛ إذ بين أيديهم فنون ومهارات صناعة الأجيال، ومسؤوليتهم في مسيرة إعداد أبناء الغد للمستقبل، تفوق جميع المسؤوليات، وتمهيد الطريق أمامهم ضرورة حتمية لا تقل في أهميتها عن الواجب الوطني، وتذليل المعوقات التي تواجههم يعد سراً من أسرار جودة المخرجات.
صناع الأجيال هذا العام في مواجهة ثلاثة سيناريوهات تعليمية متوقعة (الحضوري، والهجين، وعن بعد)، وجميعها أنماط متعارف عليها، وتم تطبيقها خلال العامين الماضين في ظل الجائحة، ولكن بشكل منفصل، لاستيعاب ظروف ومتغيرات واحتياجات مرحلة بعينها، وهنا تكمن صعوبة المهمة التي سيقوم بها المعلمون في الميدان هذا العام.
من المتوقع عودة شريحة كبيرة من الطلبة للمدارس، ليتلقوا علومهم حضورياً، ولكن هناك البعض الآخر الذي يفضّل التعليم «الهجين أو بالتناوب»، وثالث يتجه نحو التعلم عن بعد، وهذا يبلور صعوبة مهمة المعلمين التي تكمن في كيفية استيعاب الأنماط التعليمية الثلاثة، والتعامل معها بنفس القوة والجدية والكفاءة على مدار العام.
وهنا تقع على عاتق الجهات القائمة على التعليم، مسؤولية تذليل المعوقات والصعوبات التي من المتوقع أن تواجه صناع الأجيال المكلفين بمهمة ثلاثية الاتجاهات، على أن تتحرر عملية تدريبهم وتأهيلهم من «التقليدية» لتتوافق الحقائب التدريبية في مضمونها مع حجم مهام المعلمين هذا العام، وتلبي احتياجاتهم الفعلية للتعاطي مع الأنماط الثلاثة.
الطلبة وأولياء الأمور مطالبون بتقديم تقدير يليق بجهود المعلمين في مختلف مراحل التعليم، ليعلموا أن الالتزام والمرونة والتعاون معهم ضرورة حتمية، فالتعليم في الإمارات يشهد حقبة جديدة من الإنجازات، ورسالة المعلمين ومهامهم تزداد أهمية يوماً بعد آخر.
هذا في حد ذاته أوجد مسؤولية تحاكي جميع عناصر المجتمع المدرسي، وفرض علينا ضرورة تضافر الجهود للمضي قدماً نحو مرحلة تطويرية جديدة، فمرحباً بصناع الأجيال في أولى محطات العام الدراسي الجديد. وفق الله الجميع.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"