عادي

رجلان وسيدتان في سباق محموم لاختيار رئيس الحزب الحاكم باليابان

17:55 مساء
قراءة 3 دقائق
اليابان

طوكيو - أ ف ب
بدأ أربعة مرشحين هم رجلان وامرأتان رسمياً الجمعة الحملة الانتخابية لاختيار رئيس الحزب الحاكم في اليابان في 29 أيلول/سبتمبر، والتي تعد نقطة انطلاق مباشرة للوصول إلى منصب رئيس الوزراء.
ومن شبه المؤكد أن يتم تعيين الفائز رئيساً للحكومة بعد التصويت على ذلك في 4 تشرين الأول/أكتوبر في البرلمان، إذ يهيمن الحزب الليبرالي الديمقراطي اليميني المحافظ على الحياة السياسية في البلاد.
وبعد ذلك، يفترض أن تُجرى انتخابات تشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر على أبعد تقدير، يُتوقع أن تعزّز مكانة رئيس الوزراء الجديد، ما لم تحدث مفاجآت كبيرة.
وتحدث المرشحون الأربعة لخلافة يوشيهيدي سوغا، الرئيس الحالي للحزب الليبرالي الديمقراطي ورئيس الوزراء، الواحد تلو الآخر في مقر الحزب بالعاصمة طوكيو الجمعة.
ويعتبر كثيرون أن المرشح الأوفر حظاً من بينهم هو تارو كونو وزير الإصلاح الإداري المنتهية ولايته والمسؤول أيضاً عن حملة التطعيم الوطنية ضد كوفيد والبالغ من العمر 58 عاماً.
وشدد كونو الذي يحظى بشعبية، على "الأولوية" التي يجب أن تعطى لمصادر الطاقة الخضراء، بقوله: "ليس من الوهم أن يكون لدينا في يوم من الأيام مصادر طاقة متجددة بنسبة 100% في هذا البلد"، لكن كونو خفف في الفترة الأخيرة معارضته للطاقة النووية، ويخوض حملته تحت شعار "النهوض باليابان".
لا توجيهات بالتصويت
لكن يبدو أن المعركة الانتخابية ستكون مفتوحة لأن معظم التيارات الرئيسية داخل الحزب لم تصدر علانية تعليمات بالتصويت لأعضائها، خلافاً للعادة.
وقال توبياس هاريس، خبير منطقة شرق آسيا في مركز أبحاث العلوم السياسية "مركز التقدم الأمريكي"، في مقابلة صحفية: "إنها معركة مفتوحة حقاً. من الصعب أن نقول إن لأي منهم الأفضلية. ربما لدى كونو مزايا، لكنه ضعيف".
ويُعد المعتدل فوميو كيشيدا، وزير الخارجية السابق (2012-2017)، أخطر منافس لكونو، ولديه تياره الخاص داخل الحزب.
وقال كيشيدا البالغ 64 عاماً إن "الناس يتطلعون إلى سياسة تقوم على السخاء، مع قائد يستمع إلى أصواتهم ويقبل بصدق تنوع الآراء"، وتعهد بالعمل على زيادة الأجور.
أما الوزيرة السابقة سناي تاكايشي ولها من العمر 60 عاماً، فهي قومية متشددة ذات شخصية مثيرة للانقسام، لكنها تحظى بدعم رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي يحرك خيوط تيار يميني قوي داخل الحزب.
وقالت تاكايشي إن "المهمة الأسمى للحكومة هي حماية أرواح اليابانيين وممتلكاتهم. حماية سيادة وشرف" اليابان.
من جانبها، تحظى سيكو نودا، الوزيرة السابقة البالغة من العمر 61 عاماً والتي قامت بحملة لتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم الأشخاص الضعفاء، بأقل قدر من الدعم داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي.
وقالت إن "التنوع سلاح"، ووعدت بتعيين حكومة ذات تمثيل متساوٍ إذا انتُخبت، وبمحاربة انخفاض معدل الولادات في اليابان.
أغلبية مطلقة
يحتاج المرشح إلى الغالبية المطلقة للفوز في انتخابات 29 أيلول/سبتمبر، ومن الدورة الأولى، سيتنافس المرشحون على 766 صوتاً نصفها أصوات أعضاء الحزب المنتخبين في البرلمان وعددهم 383، والنصف الآخر لمسؤولي الحزب في 47 مقاطعة في الأرخبيل.
وفي حال عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، تُنظم دورة ثانية تفصل بين المرشحين النهائيين في اليوم نفسه، ولكن بمشاركة 430 ناخباً فقط، بمن فيهم جميع النواب.
وتولى سوغا منصب رئيس الوزراء في أيلول/سبتمبر 2020 محل شينزو آبي الذي اضطُر للاستقالة لأسباب صحية، وقرر سوغا البالغ من العمر 72 عاماً في نهاية آب/أغسطس عدم الترشح للمنصب ومن ثم التخلي عن السلطة في الوقت نفسه.
وتراجعت شعبية سوغا كثيراً بعد الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها إدارته للأزمة الصحية في اليابان وإبقائه على تنظيم الألعاب البارالمبية في طوكيو هذا الصيف، على الرغم من معارضة الرأي العام الياباني بغالبيته تنظيم هذا الحدث.
وأعادت الفترة القصيرة الأمد التي أمضاها سوغا في السلطة إحياء الخوف من العودة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي على رأس اليابان مع تغيير متكرر للحكومات شهدته البلاد قبل فترة شينزو آبي الثانية (2012-2020) التي تعد أطول فترة لرئيس وزراء ياباني في الحكم.
ومنذ انتهاء الحرب، شغل خمسة رؤساء وزراء يابانيين فقط هذا المنصب لمدة خمس سنوات أو أكثر.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"