العالم في الإمارات

00:47 صباحا
قراءة 3 دقائق

عبدالله السويجي

تعافت الإمارات من جائحة «كورونا»، وصارت جاهزة لاستقبال العالم. معرض إكسبو 2020 سينطلق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بحضور أغلبية دول العالم، مستضيفاً كبار مثقفيها ومفكريها وعلمائها وقادتها الاستراتيجيين، الذين سيناقشون محاور ذات صلة بمستقبل أفضل للعالم، عالمياً وثقافياً وابتكارياً، حيث التركيز على الاستدامة في الطاقة، والحداثة في التنقّل، والفرص الجديدة بعد وباء أليم ضرب العالم.

تلك عناوين ومحاور وخطوط عريضة، قد لا تقدّم صورة حقيقية عن المعرض الضخم الذي ستحتضنه دبي، دبي التي اعتادت تنظيم المهرجانات والمعارض والفعاليات العالمية، دبي الخبيرة في تحويل الحدث إلى ذكريات ودروس لا تُنسى، دبي المحترفة في التعامل مع روح العالم وتحقيق الأحلام، دبي العاصمة الاقتصادية للإمارات، تفتح ذراعيها للتنوع الثقافي العالمي، والجهد الابتكاري العالمي، وربما مستقبل العالم.

ما سبق أيضاً يعتبر من العناوين، والمحاور والملامح الرئيسية؛ لأن التفاصيل صعب تناولها هنا، فلو أردنا ذكر أسماء الدول المشاركة لانتهى المقال، ولو أردنا ذكر المشاريع التي ستقدمها الدول لاحتجنا إلى ملحق كبير، ولو أردنا التعريف بالمؤسسات والشركات والشخصيات العلمية والثقافية والفكرية والرياضية والفنية التي ستحضر الفعالية، لاحتجنا أيضاً إلى صفحات وصفحات، لكن من المهم الإشارة إلى أن الجهد الذي بُذل في التخطيط والاتصال والتنفيذ يكفي لتنظيم معارض بعدد الدول والمؤسسات والشركات المشاركة، ومن المهم ذكره بفخر هنا، أن العقول التي فعلت ذلك كانت إماراتية، إنها العقول التي اعتادت على عصف الأفكار، واحترام الابتكار والإبداع، وطرح السيناريوهات، إنها خبرة الإرادة وفضاء التجريب، وخوض المغامرة.

من الصعب جداً الإحاطة بتفاصيل ما ذكرنا؛ لأن المشهد الذي سيتجسد في الأول من أكتوبر القادم سيتجاوز أي وصف، فرؤية الحلم تختلف عن الحلم ذاته، والحصول على التفاصيل لن يتحقق إلا بحضور إكسبو 2020 بشكل مباشر، هناك ستتجلى الدهشة.

إن كان ما سبق من كلام يرمي إلى الترويج للمعرض، فليكن.. هي فرحة وإحساس بالإنجاز وشعور بالشموخ، فدولتنا التي ستحتفل بمرور خمسين عاماً على قيامها، وهي فترة زمنية ليست بالكثيرة ولا بالكبيرة إذا ما قورنت بالدول الأخرى التي استضافت إكسبو، سيكون إكسبو أحد ملامح الاحتفال باليوبيل الذهبي لها، ليؤكد على متانة مسيرة الاتحاد، وعلى إصرار قادة الإمارات على مواصلة التطور والتقدّم وإضافة الإنجازات النوعية، وعلى رأسها الإنجازات ذات الصلة بالإنسان الإماراتي، المؤمن بالتسامح والتنوع الثقافي والسلام بين الأمم، والمحترم عادات وتقاليد وأعراف ومعتقدات الشعوب، المقدّر لحرية الإنسان وخياراته الدينية والدنيوية، والمشارك في رفاهية شعوب الأرض، وإيجاد الحلول الجذرية لتحدياتها المناخية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو بذلك يصبح مواطناً إماراتياً بامتياز، ومواطناً عالمياً بمرتبة عالية.

معرض إكسبو 2020 تجسيد للمحتوى الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وليس للمحتوى الاقتصادي فقط؛ لأن الثقافة بما تحمله من رؤى ومرتكزات ومبادئ وسياسات واستراتيجيات، هي التي توجه الاقتصاد وفق أسس متينة، فلا اقتصاد من دون ثقافة بمفهومها الشامل، ونجاح معرض إكسبو يعتمد كثيراً على الإيمان الحقيقي والراسخ بمبدأ التنوّع، والشخصية الإماراتية، ومعها الشخصية المقيمة، مهيّأة لاستقبال ثقافات العالم والتفاعل معها، وهذه الشخصية محصّلة عمل مخلص أدى إلى تراكم نوعي أنتج شخصيةً قلّما تتواجد إلا في الدول المتحضرة والمتقدمة، ذات الباع الطويلة في صياغة قوانينها الحضارية والإنسانية لتحقيق العيش المشترك بسلاسة وعفوية بالغتين.

لا أعتقد أننا دخلنا في التفاصيل ونحن نتحدث في الشخصية الإماراتية، أو العقلية الابتكارية أو التوق للوصول إلى عالم يستخدم طاقة نظيفة في عالم مليء بالفرص، فالتفاصيل تشبه حالة التأمّل والاستغراق بالجزئيات نحو فضاء مليء بالسلام والطمأنينة، والفضاء هو ما سنشاهده في الأول من أكتوبر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"