آبل تعيد اختراع التلفاز بتقنيات غير مسبوقة

02:19 صباحا
قراءة 3 دقائق

كلنا يعرف أن شركة آبل تحتفظ بأسرار منتجاتها الجديدة وتخشى من تسريب المعلومات عنها، فهذه الشركة العملاقة التي تبلغ قيمتها السوقية أكثر من تريليون دولار، تعلن عن منتجاتها فقط في كبرى المحافل، والمؤتمرات العالمية التي تهتم بعرض آخر وأحدث التقنيات في عالم التكنولوجيا .

ينتظر المحللون الاقتصاديون وخبراء السوق، وحتى عامة المستهلكين وبفارغ الصبر المزيد من الإيضاحات من تيم كوك الرئيس التنفيذي لآبل حول التلميحات التي أدلى بها في مؤتمر D10 AlthingsD .com حول تلفاز آبل القادم الذي تشير كل المصادر إلى أنه سيكون مختلفاً بشكل كبير عن نظام آبل الحالي الذي تبيع منه الشركة أكثر من 3 ملايين تلفاز سنوياً .

ولعل أفضل ما يمكن أن تقوم به آبل في عالم التقنيات هو فتح آفاق جديدة في هذا العالم المرئي، فأجهزة التلفاز الحالية لا تحتاج إلى شاشات أفضل أو سماعات أكبر أو إعدادات متنوعة، فكل شيء يمكن الحصول عليه وبسعر مناسب، لذلك يمكن لهذه الشركة المرموقة إعادة اختراع جهاز التلفاز من جديد، ما يعني تغيير الواجهة التقليدية بين المشاهد والتلفاز .

وحتى تبدأ آبل بهذه الثورة عليها أولاً أن تقنع المستخدم بترك خدمات الكابل . ويبدو ذلك ليس بعيداً عن منالها، حيث إن شركات الكابل التي توصل خدماتها إلى البيوت عن طريق الأسلاك لا تملك المحتوى الذي تعرضه على شبكتها، إذ إن حقوق عرض تلك الأعمال الفنية والبرامج تعود ملكيتها إلى الاستوديوهات والقنوات التي تنتجها، بينما تكتفي شركات الكابل بدفع ثمن هذا المحتوى المرئي، سواءً كانت تشتريه من شبكة انتاج واحدة أو عدة شبكات تقدم خدمات فرعية مثل خدمة ESPN الرياضية وقنواتها المختلفة .

ويمكن أن تكون قناة ESPN مفتاح شركة آبل للدخول إلى نظام تلفزيوني جديد، حيث إن هذه القناة لديها علاقات واسعة مع العديد من شركات الكابل المشهورة .

وتمتلك ديزني قناة ESPN، ولديها هي الأخرى علاقات طويلة مع آبل وحتى قبل بيع ستيف جوبز شركة بيكسار لديزني بمبلغ 4 .7 مليار دولار في العام ،2006 إضافة إلى أن ديزني وشبكة ABC جعلتا من تطبيق آي تيونز وكيلاً حصرياً للأعمال التي انتجتها والتي يتم بيعها من خلال التطبيق الشهير . صحيح أن ستيف جوبز قد رحل، لكن علاقة ديزني وآبل لا تزال مستمرة وتتوطد عاماً بعد آخر .

يشار إلى أن ديزني تحصل على ما يقارب من ثلثي دخلها من بيع محتوياتها المرئية لشركات الكابل، في حين أن هذه الشركات تدخل عملاءها في متاهة من الخدمات والحزم لبيعهم خدمات لا يريدونها مقابل حصولهم على قناتي ESPN وESPN2، لذلك تحتاج ديزني إلى وسيلة أخرى للوصول إلى عشاقها بشكل مباشر من دون الدخول بصفقات مع شركات الكابل الشرهة .

وهنا يمكن أن نسأل، لماذا لا يُسمح للمشاهد دفع ثمن ESPN فقط من خلال تطبيق على الحاسوب اللوحي أو على تلفاز آبل، وهذا ينطبق أيضاً على شبكة تلفزيون HBO التي تحتفظ بحقوق بث أعمالها من خلال قنواتها المتاحة وبرسوم شهرية يدفعها المشتركون؟

هنالك خدمة مشابهة تقدمها آبل تمكن للمستخدمين من مشاهدة قناة AMC، أو عروض مسلسل Mad Men، بحيث يتاح للمشاهدين متابعة حلقاته أو شراؤها من خلال آي تيونز وبدقة عالية الوضوح ومن دون إعلانات تجارية تتخلل فترة البث .

إن صناعة التلفزيون تستند على شركات الكابل ولكن الإعلانات تقف عائقاً بين المشاهد ومتابعة برنامجه المفضل من دون أن تقطع متعة المشاهدة مجموعة كبيرة من الفواصل الاعلانية، في الوقت الذي يتوجب عليه دفع ثمن ما يحصل عليه من هذه المتعة شهرياً ومن دون أن يضطر رغماً عنه أن يشاهد فيضاً من الإعلانات التجارية .

ماذا لو كان بإمكانك أن تدفع ثمن ما تريد مشاهدته على الشاشة فقط وفي الوقت الذي تريد فمن شأن هذا أن يغير هذه الصناعة برمتها، وهذا هو ما تفكر آبل في تطبيقه جدياً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"