ضريبة حب الاكتشاف

03:00 صباحا
قراءة دقيقتين
أبوظبي:آية الديب

منذ طفولته غرس أبواه فيه حب المعرفة واكتشاف كل ما هو جديد والبحث العملي في مختلف المجالات، حيث حفزاه على اقتناء الكتب والقصص، ودعماه بكل ما يحتاج إليه لصقل مهاراته، ويوماً تلو آخر كبر طموحه، وأصبح شغله الشاغل هو اكتشاف كل ما هو جديد، وكل ما من شأنه أن يثير الدهشة والتساؤل، وبدلاً من توقع أبويه أن يفتح حب المعرفة لابنهما آفاقاً جديدة، كان حب المعرفة لدى ابنهما سبباً في وقوفه أمام محكمة أبوظبي، ونمت داخله اللهفة لاكتشاف المجهول بالتزامن مع ما يتداول في وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام الروبوتات والطائرات من دون طيار بمهام مختلفة تزداد كل يوم، فبحث الشاب عن تصميم هذه الطائرات، إلى أن نجح في تصميم طائرة، وزودها بكاميرا لتقوم بمهمتها الأولى وهي التصوير، وحينما بدأ في تجربة طائرته حلقت أمام منزله، وبلاقصد منه اقتربت من منزل جاره الذي رأى جسماً غريباً يحلق حول نوافذ منزله، وحينما أمعن النظر وجدها طائرة يتحكم بها جاره عن بعد، فاستاء الجار مما رآه، وانتابته حالة من الرهبة؛ حيث شعر بأن الشاب يوجه الطائرة عن قصد نحو نوافذ منزله لتصويره هو وأفراد أسرته ومعرفة ما يدور داخل منزلهم، فتقدم ببلاغ بحق الشاب اتهمه فيه بانتهاك خصوصيته بأن أدخل مسكنه طائرة من دون طيار مزودة بكاميرا لتقوم بتصويره من دون علمه.
وجهت النيابة العامة للشاب تهمة انتهاك خصوصية جاره من خلال توجيه طائرة مزودة بكاميرا إلى منزله، وأمام هيئة المحكمة أنكر الشاب الاتهام المنسوب إليه، وبسؤاله حول تزويد الطائرة بكاميرا أكد ذلك، مشيراً إلى أن الطائرة مزودة بكاميرا، لكن كل ما كان يقصده هو اللعب، وخوض تجربة التحكم بها فقط.
قضت المحكمة الابتدائية ببراءة الشاب من التهمة التي أسندت له؛ لعدم توافر القصد الجنائي، إلا أن النيابة العامة لم ترتضِ الحكم واستأنفته، وأمام محكمة الاستئناف أكد مجدداً أنه لم يكن يقصد الاطلاع على أي من خصوصيات جاره، لتقرر هيئة المحكمة تأجيل الحكم في القضية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"