أرض الواقع والخيال

01:30 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا نستفيد نحن من «إكسبو ٢٠٢٠»؟، سؤال يرد إلى ذهن أي إنسان يعيش على أرض الإمارات ولا علاقة له بالتجارة أو الاقتصاد أو العلاقات الدولية، يثيره الفضول بلا شك للذهاب إلى هذا المعرض الضخم ليتفرج على كل هذا الجمال والإبهار في التصميمات ويحاول تلمس الطريق إلى الأنشطة، ويحسب أنها نزهة ترفيهية فنية فقط، أما أرض «إكسبو» فتخبره بأشياء أخرى وتدهشه أكثر وأكثر، ليكتشف فعلياً ماذا يستفيد من إكسبو؟!
 بدأت وفود الطلاب تتجه نحو الحدث الحلم الذي استعد له كل تلاميذ المدارس طويلاً وكتبوا عنه وشاركوا في الإعداد لحملات الترويج والتعريف عنه، وزينوا مدارسهم وقدموا أفكاراً لمواكبة «إكسبو ٢٠٢٠»، قبل أن يدركوا فعلياً ما الذي سيستفيدونه من وجود هذا اللقاء العالمي على أرض دبي. 
 يجذب المعرض كل الناس إليه، ويثير غيرة وفضول شعوب تتمنى السفر إلى دبي من أجله، لكن ليس كل الناس يدركون أهمية المعرض وكيفية الاستفادة منه. من يشارك بعرض أعماله ويقدم نفسه للآخرين، يجدها فرصة ذهبية لتعريف دول العالم كله (تقريباً) بمنتجاته وحضارته وأفكاره ورؤاه وهو في مكان واحد، وفرصة أيضاً ليراه كل هذا العالم وكأنه سافر بنفسه إلى ١٩١ دولة، والتقى شخصيات بارزة ومسؤولين وموظفين ومبدعين.
 أمام الباحثين عن فرص كبيرة للتعارف واكتساب الأفكار والاستفادة من خبرات الشعوب في مختلف المجالات. وأمام العاشقين للسفر لاكتشاف ثقافات الشعوب وعاداتها وتاريخها وحاضرها ومشاريعها المستقبلية.. فرصة أيضاً للتنقل هنا بين كل الأجنحة وكأنهم يحلقون على متنها في جولة حول العالم. 
 أما الجولات والزيارات التي تنظمها المدارس لتعريف أبنائها ب «إكسبو ٢٠٢٠»، فهي ليست فسحة ورحلة ترفيهية أو بالأحرى لا يجب أن تكون كذلك، المتعة من زيارة المعرض والإحساس بالانبهار والبهجة تحصيل حاصل، سيشعر به كل طالب لأنه عاش الحلم منذ فوز الإمارات بتنظيم إكسبو، وواكب مراحل الاستعداد له، وهو يستمتع اليوم برؤية الحلم وقد صار حقيقة؛ إنما الهدف الأساسي من توافد المدارس إلى هنا، هو فتح أعين الطلاب على العالم، وعلى المستقبل والتطور وكيفية الاستفادة والعمل معاً من أجل غد أفضل ومن أجل حماية الأرض والإنسان. 
أرض المعرض هي أرض هؤلاء الشباب والأطفال، أرض حاضرهم وأحلامهم ومستقبلهم، أرض واقعهم وخيالهم. كيف يستفيدون من «إكسبو ٢٠٢٠»؟ هو السؤال الأول الذي علينا أن نضعه في خطتنا كي تكون زيارة كل شاب وفتاة وكل مراهق إلى هذا المعرض مثمرة وغنية ومبهرة، فهذه فرصتهم وهذا غدهم والفرصة ذهبية أمامهم ليكتشفوا ويفهموا قبل أن يعملوا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"