آراء ... الكتاب سلعة فكرية مدعومة حكومياً وتحتاج إلى المزيد

مؤلفات بقيمة مليوني درهم مخزنة في اتحاد الكتّاب
00:37 صباحا
قراءة 6 دقائق
انتهى منذ فترة معرض الشارقة للكتاب وفي الطريق خلال أيام يفتتح معرض القاهرة للكتاب وفي ابريل/ نيسان المقبل سيفتتح معرض أبوظبي للكتاب وفي الحقيقة أنها ليست معارض أي للعرض فقط بل لبيع الكتاب وبذلك فالأصوب هو ذكرها كأسواق للكتاب، وأن الهدف منها للناشر والكاتب هو بيع الكتاب وليس عرض الكتاب للاطلاع كما هو حادث في معرض فرانكفورت وبعض الدول الأوروبية مثلاً. ابتدأت بهذه المقدمة بعدما قرأت ما كتبه الزميل أحمد محمد عبيد الباحث في الشعر الجاهلي والتاريخ القديم وهو من أهل دبا في دولة الامارات العربية المتحدة، ما كتبه في عدد 11 يناير/ كانون الثاني في جريدة الخليج لقد وجدت نفسي مدفوعا بالكتابة في هذا الموضوع لارتباطه بي شخصياً وأدبياً فالنشر والكتاب والكتابة موضوع مهم في بلدنا الامارات.لابد هنا أن أذكر انني نشرت أول كتاب لي باسم آثار الشارقة عام ،1978 بمعنى أن اهتمامي بهذا الموضوع لا أذكره كشهرة ولكن أذكره كزمن بعيد، لقد اهتممت بالنشر في عملي الرسمي والآن في اتحاد كتاب وأدباء الامارات، فقضية النشر تحظى بأهمية واهتمام من قبل جهات رسمية مختلفة في الإمارات، ومازال اهتمامي مستمراً بنشر الثقافة والفكر في الإمارات من خلال المراكز التي أنضم إليها ولا شك أن في الامارات جهات عديدة مضطلعة بموضوع النشر ونقصد بالنشر هناك في مجال الآداب من شعر وقصة ورواية ونقد، وفي مجال الفكر من سياسة وثقافة وتاريخ وآثار واجتماع ووثائق. ولن ندخل في النشر العلمي أو الالكتروني. اضطلعت سابقاً في بادئ الأمر وزارة الاعلام والثقافة بموضوع النشر منذ عام 1971 عند تأسيس الدولة والآن هناك المجمع الثقافي هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ودائرة الثقافة والاعلام في الشارقة ومركز الدراسات الاستراتيجية في أبوظبي واتحاد كتاب وأدباء الامارات وندوة الثقافة والعلوم ونادي تراث الامارات (مركز زايد للتراث) وأخيراً مؤسسة العويس الثقافية وسابقا مركز الوثائق والدراسات في رأس الخيمة وهناك مؤسسات مختلفة تنشر ولكن ليس باستمرار اضافة للمشروع المشترك للنشر بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع واتحاد كتاب وأدباء الامارات والذي بدأ عام 2007م، ما نقصده هنا نشر الكتب وليس المقالات.أقصد بالنشر هنا لموضوع الثقافة والأدب وليس كتب الاعلام أو الدعاية الاعلامية، ولكن ماذا ينشر في الامارات؟ ففي الامارات تنشر كتب أو دواوين شعرية ومجموعات قصصية وقليل من الروايات. وفي مجال الثقافة تنشر كتباً في مجال الثقافة بشكل عام، وفي التاريخ الحديث والقديم وفي الآثار القديمة والتراث الشعبي من دواوين شعرية شعبية وموضوعات متصلة به من الأزياء الى الزينة والحناء، وفي تحقيق المخطوطات القديمة الى تراجم لكتاب ومفكرين وفلاسفة، الى كثير من الأمور المتصلة.ولا شك أن المنشور من الكتب تتفاوت أهميته من مؤسسة ناشرة الى أخرى وايضا في المؤسسة نفسها (وتندر مؤسسات النشر التجارية باللغة العربية) أي ان ما ينشر تضطلع به مؤسسات رسمية أكانت اتحادية أو محلية وهيئات أهلية تحصل على ميزانياتها من مؤسسات رسمية كوزارة الشؤون الاجتماعية وبعض الدوائر المحلية كاتحاد كتاب وأدباء الامارات مثلا. ولكن هل نستطيع القول إن ما ينشر في بلادنا هو جيد ويستحق الشراء أولاً والقراءة ثانياً والحفظ بالمكتبة الرسمية الوزارة أو الدائرة أو في البيت ثالثاً. هذا السؤال يدعونا الى البحث في ما ينشر من طرف مؤسسات وافراد:1- هناك مؤسسات رسمية اتحادية أو محلية لديها ميزانية مخصصة للنشر تقوم بنشر ما يأتيها من مخطوطات وتسمح بنشره لأبناء الامارات أكثر من غيرهم.2- مؤسسات أهلية وهي الجمعيات ذات النفع العام المشهرة من وزارة الشؤون الاجتماعية المربوط عملها بموضوع الثقافة والتراث والأدب.3- بعض الابحاث والدراسات تنشرها دوائر وهيئات رسمية، (القصد من ذلك اعلام أو دعاية).4- بعض ابحاث الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه تُنشَر على نفقة اصحابها.5- كتب افراد قادرين على تحمل نفقات وتكاليف النشر في مختلف المعارف وعلى رأسها الشعر والقصص القصيرة.6- كتب تنشر بتمويل من بعض رجال الأعمال والمحسنين.7- كتب تنشر بتمويل من الكاتب نفسه الى أشخاص يقومون بالكتابة أو المساعدة على اعداد المادة نيابة عنه ويكتب على الكتاب اسمه كمؤلف.هذه الجهات السابقة بعضها يعي موضوع النشر وأهمية الكتاب ومقصدها تعميم الفائدة على افراد المجتمع وبعضها يعمل للدعاية للمؤسسة وحتى الأفراد نطلق عليهم ما يطلق على المؤسسات، ولكن في ما يخص الجهات الرسمية أو الميزانية المخصصة للنشر وهو ما يسمى المال العام، هل تراعي هذه المؤسسات الخطوات العلمية الصحيحة في تقيم المادة المراد نشرها المخطوط من خلال افراد مختصين محايدين أو موظفين في الإدارة نفسها ومقدار تدخل المسؤول أو المدير في قرار النشر والمكافأة التي تعطى للكاتب إذا كانت هناك مكافأة أصلا، ان واقع المخازن والتوزيع المجاني لهذه الكتب يشير إلى أنه لا يوجد تقييم صحيح لموضوع النشر من قبل هذه المؤسسات.وإذا كنت اضع نفسي في صف الكاتب أحمد محمد عبيد في موضوع ضرورة قيام جهات رسمية وعلى رأسها الجهات ذات الامكانيات في بعض الامارات من اتحادية أو محلية بشراء الكتاب المطبوع على نفقة صاحبه، ودعمه ليستمر في البحث والكتابة وقبل ذلك في نشر الكتاب الجيد ومكافأة صاحبه مكافأة مجزية من خلال لجان مستقلة من دون توسط، أرى ضرورة التكليف بالكتابة، اذا ان الجهات هذه تستلم كتاباً جاهزاً في مواضيعه وتبويب صفحاته. ربما لا نتفق أو هي لا تتفق بأهميته وتفضل موضوعاً آخر أو بحثاً آخر، لذلك وجب التكليف بالكتابة بمعنى الطلب من بعض الباحثين والكتاب العمل بالكتابة في موضوع معين ويحدد له زمن فترة معينة لإنجازه لقاء مكافأة محددة، يكون ذلك من خلال اتفاقية توضع بين هذه الجهات الرسمية أو الأهلية وبين الكاتب نفسه، لا يهم أن يكون الكاتب اماراتياً أو عربياً أو اجنبياً.إضافة ايضاً أن تقوم بعض الجهات الرسمية بتمويل ابحاث للكاتب نفسه كون هذه الكتابات تدفع في ما يسمى البحث العلمي المفيد، وعلى سبيل المثال هناك الكثير من الابحاث والدراسات لا يستطيع الكاتب تحمل نفقات بحثه من حيث المراجع والكتب الغالية الثمن وغير المتوفرة أصلاً في البلاد ومن ضرورة السفر الى بعض البلدان للاطلاع على بعض المراجع والكتب الوثائقية والخرائط الى ترجمة بعض من الكتب والمنشورات بلغات مختلفة إضافة الى تحليل مختبري لبعض المواد مثل الصخور أو المياه أو التربة، الخ، الى رسم هندسي مطلوب الى آلة أو بناية أو موقع أثري الى رسم بعض النماذج أو التصوير الفني أو الجوي اللازم لمكونات طبيعية أو ازياء شعبية أو لوحات فنية أو قطع اثرية، اعلم أن وزارة التعليم العالي تدفع الى بعض الطلبة المشتغلين بالدراسات العليا بعض هذه التكاليف والتي من دونها لن يكون البحث متكاملاً، لذلك ان الشق الثاني من مسمى هذه الوزارة وهو البحث العلمي ضرورة أن يشمل بنداً كبيراً في مجال دعم الابحاث العلمية التي يقوم بها ابناء البلاد وغيرهم من الدين يشتغلون علمياً على مواضيع تهم دولة الامارات، وكلنا يعلم ما للبحث العلمي من أهمية في رقي الشعوب كمثل اليابان التي تنفق حوالي 5-15% من ميزانيتها على البحث العلمي، والوطن العربي الذي لا ينفق إلا (0،05%) من ميزانية على ذلك وتذهب هذه المخصصات للجامعات باعتبارها مراكز للبحث العلمي.وفي النهاية لا بد من العودة الى موضوع توزيع المادة العلمية المنشورة في ما يسمى الكتب، إن هذا الموضوع ذو أهمية بالغة فتكدس الكتب في المخازن مرده في كثير من الاحيان ضعف التوزيع وعلى سبيل المثال توجد في مخازن كتب اتحاد كتاب وأدباء الامارات ما قيمته أكثر من مليوني درهم كتب مخزنة بتقدير ميزانية على ،2006 لا مجال يسير أو مساعد لتصريفها على الرغم من الاهداءات المجانية الكثيرة والكثيفة التي يقوم بها الاتحاد لمؤسسات رسمية كوزارات اتحادية وسفارات ومراكز علمية ودوائر محلية وجمعيات ومدارس ونواد ومؤسسات ثقافية مختلفة، لذلك نرى ضرورة اهتمام الجهات الرسمية المطلعة رسمياً بموضوع الكتاب مثل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالبحث بالكتاب ونشر الكتب ودعم الكتاب وتسويق الكتاب وتعريف العالم الخارجي العربي والاجنبي بالكتاب الاماراتي. والكتاب في حد ذاته صناعة، فالكثير من الدول تعرف بأنها صناعة الكتاب ومنها على سبيل المثال بيروت والقاهرة في الوطن العربي، فجانب مؤلف الكتاب وحقوقه الأدبية هناك تكاليف تتحملها جهة النشر من صف ومراجعة واخراج وطباعة ونقل وتخزين وعرض في المكتبات أو المعارض المخصصة للكتب، فالكتاب فيه شقان رئيسيان ثقافي وتجاري، وهذا دليل واضح على أهميته لدى المجتمعات.ان الكتاب في الامارات يحتاج الى دعم من خلال المؤسسات الرسمية أو الأهلية أو دعم مباشر للكاتب الاماراتي وغيره ممن يكتب في الشأن الوطني الاماراتي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"