عادي
أرجعه مختصون للعوامل المرضية والبيئة المنزلية

الشرود الذهني للطلبة أثناء الدرس..اضطراب مزاج وسوء تكيف

00:41 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: أمير السني
يصاب العديد من الطلاب بالشرود الذهني خلال فترة الدارسة وعدم التركيز أثناء شرح المعلم للدرس، ما يؤثر في التحصيل العلمي، وضياع أوقات ثمينة ومعلومات قيمة، ويعاني العديد من أولياء الأمور صعوبة فهم أبنائهم للدروس أثناء الحصص، ولا يبحث الكثيرون عن الأسباب التي ساعدت على ذلك، والتي أرجعها مختصون في علم النفس والاجتماع إلى عوامل عديدة منها عوامل مرضية مثل عدم السمع أو قصر النظر، وعوامل تتعلق ببيئة الطالب في المنزل وتأثيرها على تركيزه في الفصل.

تقول سهيلة شريف أخصائي اجتماعي في إحدى المدارس الخاصة إن مشكلة عدم التركيز يقصد بها أن الطالب ليس ذكياً أو ليس مهتماً، ولكن يقصد بها أن الطالب يريد التركيز في أمر ما، لكنه لا يقدر أو يتمكن من ذلك، وقد يكون ذلك بسبب الجوع أو مشكله صحية، أو الإصابة بنقص الانتباه أو زيادة النشاط وغيره، ونجد العديد من الطلاب يعانون اضطراب المزاج وسوء التكيف مع متطلبات واحتياجات الدراسة النفسية والذهنية، لصعوبة استعادة نشاطهم وحيويتهم وقابليتهم للدراسة، وبرامج اليوم الدراسي الذي يحتاج إلى درجة عالية من الجدية، والصفاء والتركيز الذهني، والاستعداد النفسي.

وتتطلب استعادة الطالب لمهارة التركيز، من أجل تحصيل دراسي أمثل، بعض الجهد والجدية والانضباط، للدخول سريعاً وفي وقت قصير في أجواء الدراسة والتحصيل حتى تختفي مظاهر ومشاكل عدم التركيز والقدرة على الاستيعاب، أو الاستيعاب البطيء بما يعرض الطالب لمظاهر التوتر والقلق والأرق، ومن ثم يشعر بتعطل في مواكبته استيعاب وتحصيل الدروس، لاسيما أن البعض منهم يجري مقارنة لنفسه خلال فترتين مختلفتين، أو يشعر البعض منهم بأنه لا يفهم ولا يستوعب ما يقرأ إلا بعد قراءتها عدة مرات مع أنه كان في السابق غير ذلك، فالطالب اعتاد على السهر خلال العطلة، وربما على نمط وبرنامج يومي مختلف يتسم بعدم النظام والعشوائية واللامسؤولية أيضاً، كما أن صعوبة الشرح من جانب المعلم يمكن أن تؤدي إلى خروج الطالب من دائرة الاستيعاب.

فهم وإدراك

فيما يوضح سمير ياسين، أخصائي اجتماعي، أن التركيز في الصف الدراسي أثناء سير الدرس، يعني حصر تفكير الطالب في موضوع الدرس أكثر من غيره، والإلمام بجوانب الموضوع الذي يشرحه المدرس، والحرص على التفاعل الإيجابي والمشاركة بجدية مع المدرس والدرس، وهناك عدة مشتتات للتركيز أهمها العوامل الداخلية مثل، الحالة المزاجية والنفسية، والمشاكل الخاصة أو الأسرية، وأحلام اليقظة، والقلق، والتخطيط الجيد للأهداف، والقدرة على التحصيل، ولابد معرفة طبيعة التركيز باعتباره أحد جوانب التفكير العميق كعملية عقلية، وتعني تجميع وحصر التفكير في موضوع واحد فقط، وهنالك عوامل عدة تؤثر في التركيز مثل نقص مهارة التركيز، والتشتت، والانشغال بأمور فرعية أو هوايات أو عادات شخصية محببة، ووجود عوامل إثارة الانتباه الخارجية، كالأصوات والضوضاء، وقلة التدريب والممارسة، أو الاهتمام بأمور جانبية هامشية كالاستجابة لاستثارة وكلام وهمس الزملاء في الصف.

مسببات التشتت

وينصح نسيم فلاح، مختص في علم النفس، بالابتعاد عن مسببات التشتت والتي من بينها الاستسلام للإحباط البسيط، وضعف الاهتمام، ونقص الدافعية والحافز، والميل إلى التأجيل التلقائي لمهمة غير محببة وعدم وضوح الهدف، واختلاط الأولويات والالتزامات والواجبات، فضلاً عن التعب والإجهاد أو المرض أو وجود انفعالات سلبية، وعلى الطالب أن يشجع نفسه، ويتدرب على وقف التفكير السلبي في الأمور التي تشغله بعد الحصة، أو بعد اليوم المدرسي، كممارسة هواية يحبها أو شغل الوقت مع الأصدقاء، والتمسك بالصبر والمثابرة وعدم الاستسلام للمشتتات، ويدرب نفسه على إقصاء هذه المؤثرات بالتجاهل التام وإلغاء المؤثرات غير المرغوبة تلقائياً، ويحاول أن يقصر نشاط المخ على شيء واحد على الرغم من تعدد المثيرات حوله، وهذا يحتاج تدريباً وتعوداً، فإن لم يستطع التركيز أثناء مراجعة الدروس في المنزل على سبيل المثال أثناء استماعه للموسيقى عليه أن يتوقف عن سماعها.

ويوصي مرتضى النذير، اختصاصي التغذية، بضرورة الاهتمام بالبرنامج الغذائي السليم، وتحديد الأولويات والوقت المتاح، وطريقة المطالعة ومراجعة الدروس منذ اليوم الأول للدراسة، لأن إحساس الطالب الذاتي بأنه يواكب دروسه يحفزه على المزيد من التركيز، كذلك الاهتمام بالظروف البيئية المحيطة، أو الاهتمام بممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من النوم والراحة والابتعاد عن المنبهات، واعتماد نظام غذائي سليم، وعلى الطالب أن يدرك أن هناك عدداً من الحقائق يجب ألاّ تغيب عن باله، كأن يفعل ما يراه ضرورياً لضمان فهم ما يسمع أو ما يدرس في الصف، وأن يدرس المحتوى يوماً بيوم.

خطوات عملية

وتضع سارة إبراهيم، الاختصاصية الاجتماعية، عدداً من الحلول لمنع تشتيت ذهن الطالب خلال فترة الدراسة؛ حيث تقول: «إن الذاكرة ليست معضلة بشكل فعلي، لكنها يمكن أن تساهم في تحسين التركيز لدى الطلاب، حيث إن ألعاب الذاكرة تساعد على صقل التركيز لدى الطلاب بطريقة ممتعة ومشوقة ولا تؤدي بهم إلى الشعور بالملل، وحتى يتمكنوا من التركيز عند شرح شيء صعب، ينبغي الحصول على أوقات منتظمة في اليوم الدراسي العادي من أجل تأدية مجموعة من ألعاب الذاكرة داخل الفصل الدراسي، والعمل على إضافة مجموعة من ألعاب الذاكرة إلى الأجهزة الإلكترونية للفصول الدراسية من أجل تشجيع هذا النوع من اللعب أثناء وقت الفراغ».

والأفضل أن يمنح المعلم الطلبة فترات راحة قصيرة لأجل اللعب النشط؛ حيث إنه من الممكن أن يساعد أخذ استراحة، وممارسة بعض الألعاب، وتقسيم التعلم إلى أجزاء، كأوقات اللعب في الهواء الطلق، أو توفير استراحة سريعة للتمدد أو القفز في الفصل الدراسي، على تقديم المساعدة للطلاب الذي يواجهون تحديات في الانتباه أو التركيز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"