عادي

دراسة جديدة ل«تريندز» ترصد عوامل استمرارية التنظيمات الإرهابية

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
3

أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات الدراسة الثانية عشرة من سلسلة «أوراق سياسية» تحت عنوان: «في تفسير استمرارية التنظيمات الجهادية الإرهابية: داعش نموذجاً»، ألفها الدكتور حسنين توفيق إبراهيم باحث غير مقيم في «ترريندز» وأستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد.

وتهدف الدراسة إلى رصد أهم العوامل التي تفسر استمرارية تنظيم «داعش» وتحليلها، كما توضِّح أسباب الاستمرارية برغم الهزيمة العسكرية الثقيلة التي لحقت بالتنظيم، والضربات الأمنية الموجعة التي تلقاها.

وتسلط الدراسة الضوء على ملامح مستقبل «داعش» في ضوء التحولات الراهنة على مستوى استراتيجيته الحركية وانتشاره الجغرافي من ناحية، والمستجدات الأمنية والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي من ناحية أخرى.

وترصد الفروق الجوهرية التي تميز تنظيم «داعش» عن غيره من التنظيمات الجهادية الإرهابية، ومن أبرزها: أيديولوجيته التكفيرية، حيث بلغ الحدود القصوى في التكفير (حتى الآن)، وانتشاره الجغرافي، وإعلانه تأسيس دولة الخلافة الإسلامية لفترة من الزمن.

وتؤكد أن تنظيم «داعش» خاض مواجهات مسلحة حادة مع جيوش نظامية وقوات شبه نظامية، فضلاً عن قدرته، في مرحلة صعوده، على تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب ضمن صفوفه، وكذلك تميزه في توظيف وسائل الإعلام الجديد لخدمة أهدافه ومخططاته؛ ولذلك فإن تنظيماً بهذه المواصفات لن يندثر بسهولة.

وذكرت الدراسة أن المواجهات العسكرية والأمنية للتنظيمات الجهادية الإرهابية مثل «داعش» وغيره تؤدي إلى إضعافها والحد من فاعليتها، ولكنها لا تكفي لتجفيف منابع التطرف والإرهاب المتمثلة في المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والاستبداد السياسي، والحروب الأهلية، والانقسامات العرقية والطائفية، وضعف أجهزة الدولة ومؤسساتها.

وتشير إلى أن المواجهة الحقيقية لتنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الجهادية تتطلب إلى جانب الحلول العسكرية والأمنية التوصل إلى تسويات تاريخية للحروب والصراعات الأهلية، وإعادة بناء أجهزة الدولة ومؤسساتها على أسس المواطنة ومبادئها وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

وتوصي الدراسة بأهمية تعزيز التنسيق بين استراتيجيات مكافحة تنظيم «داعش» وطنياً وإقليمياً ودولياً، بحيث تعمل على دحض الفكر التكفيري الذي يروِّج له، واستهداف قياداته ومقاتليه، وتحجيم قدرته على تجنيد أعضاء جدد، وتجفيف مصادر تمويله.

وتوصلت إلى أن الجهود الدولية لمحاربة تنظيم «داعش»، التي تركز على المواجهة العسكرية/الأمنية لا تكفي لتجفيف منابع التطرف والإرهاب، إذ يتطلب ذلك تنفيذ استراتيجيات وخطط وطنية لمعالجة المشكلات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحادة والمتزامنة مع بعضها، وتوفر بيئات ملائمة لتمدد التنظيم وتعزيز قدرته على الاستمرار.

وخلُصَت الدراسة إلى أن استمرارية تنظيم «داعش» لا تعني قدرته على تكرار تجربة «دولة الخلافة الإسلامية»، عندما سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق؛ ذلك لأن الظروف والعوامل التي توافرت مجتمعة لتمكنه من تحقيق هذا الهدف سابقاً ليس من السهل أن تتوافر له مرة أخرى، فقد يستمر التنظيم شبكة جهادية إرهابية عابرة للحدود، ومن المتوقع أن يتوسع في استهداف مؤسسات ومرافق اقتصادية وخدمية، ويتجه نحو تشجيع أسلوب الذئاب المنفردة، وخاصةً في ظل وجود الكثير من الخلايا النائمة التابعة له؛ إلاَّ أنه لن يقتدر على إعادة تجربة الدولة الإسلامية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"