عادي

رواية تثير الجدل في انتخابات أمريكية محلية

22:40 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»

الكثير من الروايات اكتسبت شهرتها بسبب ما تحمله من أفكار ورؤى مؤثرة، والعديد من القراء حول العالم لا يزالون يحتفون بروائع سردية مثل «الحرب والسلام»، لتولستوي، و«وداعاً للسلاح» لأرنست هيمنجواي، و«أحدب نوتردام» لفيكتور هوجو، وغيرها. فتلك أعمال لم تفقد بريقها، ومازال القراء يقبلون على إعادة قراءتها في كل مرة، وذلك يشير إلى قيمة الأدب وأهميته في حياة الأفراد والشعوب.

ومن الأعمال السردية الخالدة رواية «بيلوفد» أو «محبوبة»، وهي من تأليف الكاتبة الأمريكية توني موريسون، وقد صدرت عام 1987، وهي من الأعمال المتأثرة بأجواء الحرب الأهلية في أمريكا «1861–1865»، ومستوحاة من قصة زنجية أمريكية ذات أصول إفريقية تدعى «مارجريت جارنر»، التي كانت واحدة من بين الذين هربوا من مناخ العنصرية في الجنوب الأمريكي في نهاية يناير/ كانون الثاني عام 1856، لتستقر بعد ذلك في «أوهايو» التي كانت حرة آنذاك.

بطلة رواية «محبوبة» هي «سيث» التي استطاعت الفرار من جور العبودية إلى «أوهايو»، وبعد مرور 28 يوماً حضرت مجموعة من الرجال لاسترداد سيث وأطفالها، بموجب قانون الرقيق الهارب في عام 1850 الذي يعطي مالكي الرقيق الحق في تعقب الهاربين خارج حدود البلاد، ما دفع سيث لأن تفضل قتل طفلتها ذات العامين على أن تسمح لهم بأخذها مجدداً إلى «سويت هوم»؛ أي مزارع العبودية في «كنتاكي».

الرواية عادت مؤخراً للأضواء من جديد هذه الأيام، بسبب جدل شديد نشأ حول حظر تدريسها للطلاب، في سياق السباق الانتخابي لاختيار الحاكم الجديد لفرجينيا في شرقي الولايات المتحدة.

ويتنافس في ذلك السباق الانتخابي كل من «جلين يانجكين» المرشّح الجمهوري، والديمقراطي «تيري ماكوليف» حاكم الولاية من 2014 إلى 2018 والمرشّح لولاية جديدة، وبينما نجد أن الديمقراطي متحمس لرواية محبوبة، فإن المرشح الجمهوري يقف ضد ذلك الأمر، ويدعو إلى حظر تدريس الرواية لكونها تحمل مضامين عنيفة، خاصة أنها تتحدث عن قتل أم لطفلتها، بغض النظر عن القيم العظيمة الواردة في العمل الأدبي والذي تحمل رسالته ضرورة الوقوف ضد العنصرية.

واستعان المرشح الجمهوري «جلين يانجكين»، في هذه الانتخابات، بربّة المنزل «لورا مورفي»، في إعلان لحملته، وهي أم كانت أطلقت سنة 2013 حملة لحظر تدريس «بيلوفد» في مدارس المنطقة، إذ إن بعض الفقرات العنيفة في هذه القصّة تسبّبت بكوابيس لابنها، وكان نضال «لورا مورفي» طوال سنوات مضت، قاد إلى مشروع قانون جمهوري يسمح للأهل بمنع تدريس أطفالهم كتباً تحتوي على فقرات فيها مضامين عنيفة وإباحية، وهو القانون الذي قوبل بالاعتراض كلّ مرة من الديمقراطي «تيري ماكوليف».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"