ما في غيرهم

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في إحدى دول ما وراء البحار كان هناك رجل أعمال أطلق أولى شركاته في النقل. ومع مرور الوقت ازدهرت أعماله وصولاً إلى القمة، فأخذ يفكر بإنشاء شركة جديدة في مجال العقارات. لكن لم يكن لديه خيار بشأن اختيار من يقودها سوى فريقه القديم في شركة النقل.
وهكذا، أوكل صاحبنا مهام الشركة الجديدة إلى فريق العمل القديم، الذي فرح أعضاؤه بتولي المناصب الجديدة التي ستضمن لهم الحصول على دخل إضافي إلى جانب رواتبهم في الشركة الأولى.
بعد فترة، راودت رجل الأعمال فكرة دخول عالم السيارات، فأسس شركة تختص ببيعها وشرائها وصيانتها، وقام بتعيين نفس الفريق لقيادتها، ثم أسس بعدها شركة مقاولات وصيانة عين لتسيير أمورها ذات الفريق الذي اختاره لقيادة جميع شركاته.
وعلى هذا المنوال، ظل صاحبنا يفتتح كل مرة شركة جديدة إلى أن أصبحت لديه 10 شركات. لكن مع مرور الوقت، بدأت شركاته تتكبد خسائر فادحة، ولم تكن هناك أي طريقة لوقف نزيف الخسائر، حتى اضطر إلى إغلاقها واحدة تلو أخرى.
لو تلمّسنا دواعي هذا الإخفاق، فسنجد عدة أسباب أوصلت رجل الأعمال إلى نقطة اللاعودة، بيد أن السبب الرئيسي يرجع إلى انعدام خبرة من عُينوا لقيادة الشركات؛ إذ كانت مهام الأعمال توكل إلى السكرتارية الذين يعطون الأوامر إلى الموظفين، وينوبون عن المسؤولين في أحيان كثيرة.
ولك أن تتخيل شخصاً وظيفته السكرتارية يقود إحدى المؤسسات (مع احترامنا لهذا الدور الوظيفي وعدم تهميشنا لأهميته)، لكننا نشير في مقالنا هذا إلى القدرة على تسيير العمليات الإدارية، التي يجب أن تدار من قبل أشخاص ذوي علم وخبرة ودراية، يستطيعون قيادة هذه المؤسسات بكفاءة وفاعلية.
ولا ننسى التخصص أيضاً، فكيف يدير شخص لا علم له ولا دراية ولا شهادة ولا خبرة شركات كهذه، ويعطي الأوامر لموظفين يفوقونه في كل شي، بينما لا يستطيعون معارضته بشيء أو تصحيح أمر يصدره، خشية التعرض لعقوبة أو حتى الفصل من العمل؛ بل ينصاعون لأوامره وإن كانت خاطئة، ما يؤدي إلى خسائر لا تحمد عقباها.
فإذا كنت رجل أعمال يحوز شركات متعددة، ولا تزال تعمل على مبدأ «ما في هالبلد إلا هالولد»، فعليك قبل أن تخسر كل شيء كما حدث مع صاحبنا، أن تبدأ في وضع الأشخاص المناسبين من ذوي العلم والخبرة والتخصص في كل شركة تملكها، على أن يكونوا متفرغين لتلك الشركة فحسب، وأن يكون هناك قسم مشترك بين كل شركاتك يسمى «تجمع المواهب»، يقوم بتدريب الصف الثاني والثالث ليكونوا جاهزين لتولي المناصب القيادية في أي وقت مستقبلاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"