إكسبو 2020 دبي : محمد إبراهيم
أكد حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن منظومة التعليم في الإمارات، هزمت كورونا بالاستفادة من الممكنات وتوظيفها وفق مسارات ممنهجة ومدروسة، إذ استطاعت أن تجتاز الأزمة والتغلب على تداعياتها، موضحاً أن الجاهزية التي تتمتَّع بها منظومة الدولة التعليمية مكَّنت الإمارات من تجاوز التحديات والصعوبات، التي تسبَّبت فيها الجائحة بسلامة، وإعادة التعليم الحضوري في المدارس والجامعات.
قال إن التعليم يتميز بقدرته على الاستفادة من التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة والمتغيرات التي تشهدها ميادين العلم؛ ففي دولة الإمارات، اتخذ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قراراً في عام 2012، بإطلاق مشروع وطني لتمكين التقنية في قطاع التعليم وإطلاق منظومة التعليم الذكي في الدولة، وينطوي هذا القرار على استشراف للمستقبل وفكر سابق لعصره.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان «صُنع السياسات في عصر مجتمع المعرفة»، التي نظمتها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ملتقى الأمم المتحدة بمنطقة الفرص - إكسبو 2020 دبي، لمناقشة نتائج «مؤشر المعرفة العالمي 2021».
وأدار الجلسة الدكتور هاني تركي، مدير «مشروع المعرفة» لدى المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالدول العربية، بمشاركة حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، وأحمد الهناندة، وزير الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتورة فادية كيوان، مدير عام منظمة المرأة العربية.
قدرة المنظومة
وتطرق حسين الحمادي إلى قدرة منظومة التعليم في الإمارات على التجاوب مع أزمة جائحة كوفيد 19، نظراً لتوفر البنية التقنية اللازمة بكامل ولم نحتج سوى تقديم عُطلة الربيع المدرسية أسبوعين قبل موعدها الرسمي، للتأكد من قدرة المُعلمين على التعامل مع منظومة التعليم عن بُعد، التي تم تطبيقها أيضاً على الجامعات، بحمد لله لم يحدث لدينا أي توقف في التعليم بالإمارات حتى الآن على الرغم من تداعيات الجائحة وأثارها.
بنك المعرفة
الدكتور طارق شوقي تحدث عن تجربة بنك المعرفة المصري، الذي تمَّ إطلاقه في عام 2016، بهدف نقل المعرفة من مختلف أنحاء العالم وإتاحتها مجاناً للشعب المصري، معتبراً أنَّ البنك يمثِّل العمود الفقري للنهضة المعرفية التي تشهدها جمهورية مصر العربية حالياً، ويحظى بدعم كامل من الحكومة المصرية، ويحتوي على أحدث ما توصَّل إليه العلم سواء في البحث العلمي والكتب الإلكترونية أو التعليم ما قبل الجامعي والجامعي والعالي وفي كل التخصُّصات، مؤكداً أنَّ لبنك المعرفة المصري دوراً كبيراً ومهماً في نشر المعرفة وأنه سيستمرُّ بلعب هذا الدور في المستقبل.
سياسات وتشريعات
وبدوره، أكد أحمد الهناندة ضرورة المرونة الكافية في السياسات والتشريعات لاستيعاب التحوُّل الرقمي الذي نشهده، موضحاً أنَّ العالم يعيش اليوم عصر التحوُّل بالكامل، ولا يقتصر هذا على التحوُّل الرقمي فحسب، إنما يمتد أيضاً ليشمل التحوُّل السياسي والاقتصادي والعلمي والمعرفي، مشيراً إلى أنَّ التحوُّل الرقمي هو الممكِّن لجميع عمليات التحوُّل التي يمرُّ بها العالم في الوقت الراهن.
وضع المرأة
فيما تحدثت الدكتورة فادية كيوان عن وضع المرأة في العالم العربي، بالمقارنة مع وضعها في العالم، وتأثير جائحة «كوفيد-19» على السيدات في المنطقة، إذ ترى أن وضع المرأة في العالم العربي أسوأ نسبياً، مقارنة مع وضعها على مستوى العالم في بعض المجالات، ولكن في مجالات أخرى قد يكون أفضل، وخلافاً للصورة السلبية النمطية عن المرأة في العالم العربي، فقد تكون النساء العربيات في مواقع متقدمة في العديد من المجالات؛ فعلى سبيل المثال، النساء العربيات متقدمات في المهام الطبية والصحية والتربوية، ويشغلن فيها الصفوف الأمامية. وأضافت أن دول الخليج العربي حقَّقت أرقاماً متقدمة للغاية في اختيار البنات للتخصُّصات العلمية والتقنية كالهندسة، الطب، والعلوم والتكنولوجيا، إلا أننا لا يمكننا أن نُعمِّم ذلك على سائر الدول العربية؛ لأنَّ الظروف السائدة في كل دولة تختلف عن الأخرى.
حقائق وبيانات
واشتملت الجلسة على حقائق وبيانات مهمة، إذ إن جائحة «كوفيد-19» تسببت في توقُّف أكثر من 1,5 مليار طالب في 165 دولة حول العالم عن الذهاب إلى المدارس، و35% من الطلاب في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل لا يستطيعون القراءة والفهم في سن العاشرة، وفقاً لبيانات مؤشر فقر التعلّم الصادر من البنك الدولي.
