إجراءات حافظت على الحياة

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

نجح العالم في أن يتحدى كورونا، ولم يرضخ لضغوط ارتفاع منسوب الإصابات، واستقبل العام الجديد بالاحتفال والفرح العابر للقارات، رافضاً الإغلاق حرصاً على الأوضاع الاقتصادية التي لا تحتمل إغلاقات العامين الماضيين. 
نعم، تحدى العالم كورونا، ولكنه التحدي المرتجف الخائف من العواقب وخصوصاً في أوروبا التي تجاوز عدد مصابيها عتبة المئة مليون، وعدد وفياتها الذي يزداد مع زيادة عدد الإصابات وإن كان أقل بكثير عن الموجة الأولى، ولعل السبب وراء ذلك هو اللقاح، فاللقاح هو طوق النجاة صحياً واقتصادياً للدول كما للأفراد. 
ونحن نتابع ما يحدث في العالم، يحق لنا أن نتباهى بالعيش على أرض الإمارات، فرغم ارتفاع أعداد الإصابات لدينا خلال الفترة الأخيرة إلا أن الوفيات صفرية ولا تتجاوز الحالتين، والسبب هو الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة منذ ظهور الجائحة، وسرعة توفير اللقاح، وإتاحته مجاناً للمواطنين والمقيمين، والإجراءات الاحترازية التي التزم بها الجميع تقريباً، سواء النظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار والالتزام بالتباعد الاجتماعي في مواقع العمل والأماكن العامة، والعزل والحجر الصحي للمصابين والمخالطين، والالتزام بإجراء ال«PCR» للمسافرين والعائدين والمتنقلين والعاملين، وعلى رأس كل ذلك الالتزام بارتداء الكمامة. 
هذه هي الإجراءات التي جعلت الدولة تحتل المركز الأول عالمياً في مرونة التعامل مع كورونا، وهي الإجراءات التي حافظت على حياة الناس وضمنت سلامتهم الصحية وعبورهم الآمن من هذه الأزمة. 
وبعد أن تلقى الكثير من المواطنين والمقيمين الجرعات الداعمة، آن الأوان أن يتلقاها الجميع، فهي الضمان في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون شديد العدوى والأسرع انتشاراً بمقدار 70 مرة عن سابقه دلتا. 
يبدو أن حالة السلام الصحي التي تنعم بها الدولة دفعت البعض للتراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعودة السلام باليد وعدم التزام البعض بالتباعد الاجتماعي، وهو ما أدى إلى ارتفاع الإصابات خلال الفترة الماضية. وحرصاً على الأمان الصحي دعا مركز أبوظبي للصحة العامة جميع أفراد المجتمع، إلى تلقي جرعة التطعيم الداعمة بالنسبة للفئات المعنية، والالتزام بإجراءات التباعد الجسدي، وتفادي الأماكن المكتظة، وارتداء الكمامات بطريقة صحيحة تغطي الأنف والفم، والحرص على غسل وتعقيم اليدين باستمرار، مطالباً المخالطين لشخص مصاب، التوجه إلى أقرب مركز طبي من المراكز المعتمدة للمخالطين، لإجراء مسحة الأنف «PCR».
الإمارات حريصة على سلامة الجميع، وعلى الجميع أن يكونوا حريصين على سلامة أنفسهم وذويهم ومجتمعهم، حتى تظل الدولة بمواطنيها ومقيميها الأفضل عالمياً في مواجهة كورونا والأسرع في تحجيمه وتلاشي مخاطره.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"