وقود حقيقي

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

وزارة التربية والتعليم، تقود مرحلة جديدة من التطوير في التعليم العالي على مستوى الدولة، نظراً لما فرضته المتغيرات الأخيرة المتسارعة، على الصعُد كافة، بما فيها الجامعات ومخرجاتها، وسوق العمل المستقبلي ومتطلباته من مهارات، فضلاً عن المساقات والبرامج الأكاديمية التي تشكل ضرورة ملحة في الغد القريب.
قراءتنا للمشهد الراهن، تظهر أن هناك مؤثرات كبيرة تجعل التطوير أمراً حتمياً في الجامعات، أبرزها جائحة «كورونا» وما أفرزته من متغيرات تشكل اتجاهات جديدة وأنماطاً مختلفة لعملية التعليم والتعلم، وهناك أيضاً احتياجات سوق العمل التي أعادت تصنيف المهارات المطلوبة، وحددت مواصفات مستحدثة للخريجين ترتبط بشكل مباشر بالبرامج والتخصصات ونوعية التعليم.
خطط الخمسين القادمة لدولة الإمارات، تعد الأهم في قائمة المؤثرات، لاسيما أن تحاكي الاستدامة في التطوير في مختلف المجالات وفق جدولة زمنية ممنهجة ومدروسة يسير وفق خطوط متوازية حتى نقطة الإنجاز الأخيرة، وجميعها تركز على التعليم بمسارية العام والجامعي، لاسيما أن الخريج أصبحت له مواصفات معينة للوظيفة التي يطمح لها، وعليه بتعلم المهارات اللازمة لتلك الوظيفة.
هذا المشهد تجسده أرقام وإحصائيات تشكل حقائق لا يجوز الجدال فيها؛ إذ إن هناك 45%من الوظائف في 6 بلدان عربية منها الإمارات، التي تتمتع بمستوى مرتفع جداً للتنمية البشرية، قابلة للأتمتة اليوم، بواقع 20.8 مليون وظيفة بدوام كامل، بأجور تصل إلى 366.6 مليار دولار سنوياً.
وفي وقائع جديدة حول سوق العمل وإعادة هيكلة الوظائف، هناك إمكانية لإلغاء 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025 عبر تحوّلات في تقسيم العمل بين البشر والآلات والخوارزميات، مقابل 97 مليون وظيفة جديدة، تظهر ضمن هذا التكيف مع التقسيم الجديد للعمل، وهنا تكمن أهمية التفكير في المستقبل من الآن.
جلسة حسين الحمادي، وزير التربية التعليم، الأخيرة مع رؤساء الجامعات، لم تكن حفلاً للعشاء أو احتفالاً بإنجاز جديد، بل كانت لترسم خريطة طريق للمستقبل القادم، وفقاً لمؤثرات الأمس القريب، فهناك برامج وتخصصات جديدة، محددات لنوعية المخرجات تواكب تصنيف المهارات الجديدة واحتياجات سوق العمل.
الجامعات مطالبة بإدراك أهمية المرحلة المقبلة، لاسيما أن المهارات المستقبلية لا تقتصر على القدرة الرقمية حصراً، بل هناك ما يحاكي الإبداع، والذكاء العاطفي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، ومهارات التصميم والتفكير النقدي وغيرها، للتقدم في عالم رقمي دائم التغير.
مخرجات التعليم العالي تعد وقوداً حقيقياً لسوق العمل، الذي يتطور سريعاً، ما يدعو إلى تضافر الجهود، وإعادة النظر في الاحتياجات، لاسيما أن قائمة الوظائف تشتمل على وظائف نوعية جديدة، تضم متخصصي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وتطوير البرامج والتطبيقات وتحليلها، والبيانات الضخمة، وتحليلات أمن المعلومات، وسلسلة الكتل والتحول الرقمي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"