عادي

ماكرون يستبق زيارته إلى أوكرانيا بتشديد لهجته حيال روسيا

15:36 مساء
قراءة 3 دقائق
اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقفاً أشد صرامة إزاء روسيا، اليوم الأربعاء، بعد زيارة للقوات الفرنسية والقوات الحليفة في قاعدة لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، في محاولة لتهدئة المخاوف لدى أوكرانيا وبعض الحلفاء الأوروبيين بشأن موقفه السابق تجاه موسكو، مشيراً في نفس الوقت إلى أنه سيتعين على الرئيس الأوكراني التفاوض مع روسيا في مرحلة ما.
وقال مصدران دبلوماسيان، إن ماكرون وصل رومانيا، مساء الثلاثاء، ضمن جولة تستغرق ثلاثة أيام إلى الجناح الجنوبي للحلف تشمل مولدوفا قبل أن يتوجه على الأرجح إلى كييف غداً الخميس في زيارة يشترك معه فيها المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.
وتعرض الزعيم الفرنسي لانتقادات من أوكرانيا وحلفاء في شرق أوروبا، بسبب ما يعتبرونه دعماً غير واضح لأوكرانيا في الحرب مع روسيا.
تشديد الخطاب الإعلامي
وسعى المسؤولون الفرنسيون في الأيام الأخيرة إلى تعزيز الخطاب الإعلامي، بينما اتخذ ماكرون ما يبدو أنه موقف أكثر صرامة مساء الثلاثاء، عندما التقى بالقوات الفرنسية. وقال للقوات الفرنسية وقوات الأطلسي في قاعدة عسكرية في رومانيا «سنبذل قصارى جهدنا لوقف القوات الروسية ومساعدة الأوكرانيين وجيشهم ومواصلة المفاوضات». وأضاف «لكننا في المستقبل المنظور، سنحتاج إلى الحماية والردع». وقال ماكرون مراراً في الأسابيع الأخيرة، إن من الضروري عدم «إذلال» روسيا حتى يتسنى التوصل لحل دبلوماسي عند انتهاء القتال، وحافظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع الكرملين، ما أثار استياء الحلفاء. وقال ماكرون اليوم الأربعاء إنه سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في مرحلة ما من أجل محاولة إنهاء الحرب بين البلدين. وتابع قائلاً «سيتعين على الرئيس الأوكراني والمسؤولين الأوكرانيين التفاوض مع روسيا».
مهمة النسر
وتقود فرنسا مجموعة قتالية تابعة للأطلسي في رومانيا قوامها نحو 800 جندي بينهم 500 فرنسي إلى جانب آخرين من هولندا وبلجيكا. نشرت باريس أيضاً نظاماً صاروخياً سطح-جو. وكان ماكرون وصل برفقة وزيري الخارجية كاترين كولونا والدفاع سيباستيان لوكورنو مساء الثلاثاء إلى القاعدة العسكرية الواقعة قرب كونستانتا، الميناء الروماني الكبير المطل على البحر الأسود، والتي أصبحت استراتيجية أكثر منذ بدء الحرب. وبعد أن استقبله رئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشيوكا وعدد من كبار المسؤولين الرومانيين، التقى الرئيس الفرنسي قوات مهمة «النسر» التي أطلقت في إطار تعزيزات قوات حلف شمال الأطلسي «لموقفه الرادع والدفاعي على الجناح الشرقي لأوروبا». وسيتواصل تعزيز هذه المهمة مع إجمالي ألف عسكري وتعزيزات بدبابات لوكليرك بحلول نهاية السنة.
دعم لمولدافيا
واليوم الأربعاء يلتقي ماكرون في كيتشييناو رئيسة مولدافيا مايا ساندو التي طور معها «علاقة ثقة»، بعدما استقبلها ثلاث مرات في باريس منذ فبراير/شباط2021. وهو أول رئيس فرنسي يزور هذا البلد منذ جاك شيراك عام 1998، وسيعبر ماكرون مع كاترين كولونا عن «الدعم بأوضح طريقة ممكنة» لهذه الجمهورية السوفييتية السابقة التي تأثرت بشكل خاص بالغزو الروسي لأوكرانيا التي لها حدود مشتركة معها. ولهذه الغاية، تساعد فرنسا مادياً ومالياً مولدافيا التي تظهر «تضامناً استثنائياً» في استقبال لاجئين أوكرانيين، حيث توجه إليها أكثر من 480 ألف شخص وما زال هناك 80 ألفاً فيها. ومولدافيا التي تعدّ 2,6 مليون نسمة هي إحدى أفقر دول أوروبا وقد قدّمت في 3 مارس/ آذار طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على غرار أوكرانيا وجورجيا. وهو ما ستبث فيه المفوضية الأوروبية بحلول نهاية الأسبوع قبل أن يُبحث خلال القمة الأوروبية في 23 و24 يونيو/حزيران في بروكسل. وخلال زيارتها لباريس في مايو/أيار رحّبت الرئيسة ساندو علناً بـ«المبادرة» التي أطلقها ماكرون لإنشاء مجموعة سياسية أوروبية، تتيح بحسب قولها لبلادها «تسريع» انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"