جولات تفتيشية

جهود مقدّرة قامت بها فرق التفتيش في بلدية أبوظبي على مواقع البناء والإنشاء للتأكد من تطبيق معايير السلامة المهنية في المواقع الإنشائية، وشملت زيارة 466 موقعاً في مختلف المناطق في أبوظبي وضواحيها، أسفرت عن توجيه 155 إنذاراً للمواقع غير الملتزمة بمتطلبات البيئة والصحة والسلامة، وتحرير 9 مخالفات للشركات التي تبيّن وجود تجاوزات لديها تتعلق بسلامة بيئة العمل.
أهمية الجولات التفتيشية والميدانية من قبل جهات الاختصاص في مختلف المجالات والقطاعات، تتيح إمكانية التعرّف إلى الواقع الميداني بأدقّ تفاصيله، ومن ثم تحديد مدى الالتزام بتطبيق القوانين والأنظمة واللوائح التي من شأنها أن تعزز مستويات الأداء، بما ينعكس إيجاباً على بيئة العمل والعاملين والإنتاجية. 
مثل هذه الحملات التفتيشية تُلزم الجهات والقطاعات المستهدفة بالالتزام التام بالنظم واللوائح، وبالذات عندما تكون العقوبات للمخالفين مغلّظة، ولا يتم التهاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من يرتكب المخالفات ولا يلتزم بالإجراءات ومتطلبات السلامة والصحة المهنية، وغيرها، وفقاً لكل قطاع؛ الأمر الذي يتطلب الكشف عن طبيعة وتفاصيل المخالفات والعقوبات التي تقرر اتخاذها. 
العديد من الجهات تقوم بحملات تفتيشية ميدانية، كل في مجال اختصاصه، إلا أنها لا تعلن عن هذه الحملات ولا عن تفاصيلها، ولا الفئات المستهدفة بها، وما أسفرت عنه من تجاوزات ومخالفات تم ضبطها، على الرغم من أهمية الإعلان عن تفاصيل هذه الحملات بشكل دوري والنتائج التي تم التوصل إليها، والعقوبات التي اتُّخذت بحق المخالفين، والإعلان عن تفاصيلها يساعد كثيراً في تشجيع أغلبية المؤسسات والشركات على الالتزام التام بالنظم والقوانين وعدم تجاوزها، والاستعداد في الوقت ذاته لمثل هذه الحملات التفتيشية، وذلك بالحرص على التقيد بالقرارات والأنظمة لتجنّب المخالفات. 
في المقابل هناك قطاعات تكاد تكون فيها الحملات التفتيشية محدودة جداً، وعلى فترات متباعدة، وإن تمت لا تشمل نسبة كبيرة من الجهات المستهدفة، ما يتطلب تكثيف الحملات والجولات التفتيشية في هذه القطاعات، وبالذات الحيوية والخدمية منها، لضبط ورصد أي مخالفات واتخاذ الإجراءات اللازمة. 
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما هي نتيجة الحملات التفتيشية التي تقوم بها إدارة حماية المستهلك؟ وما هي نتائج الحملات التفتيشية على مختلف المنشآت الصحية؟ وما هي نتائج الحملات على مراكز استقدام العمالة ومكاتب الطباعة وغيرها؟ 
فلتكن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية مثالاً يحتذى في هذا الجانب، فهي لا تتوانى في نشر أسماء المحال المخالفة التي يتقرر إغلاقها نتيجة مخالفاتها الخطرة.

[email protected]