رغيد جطل
كان جحا يقيم في مدينة يحكمها والٍ سريع الغضب، وفي أحد الأيام أعلن عن مسابقة سيحصل الفائز فيها على جائزة كبرى إن تمكن من تعليم حماره القراءة، ولما سمع جحا بالخبر أسرع نحو قصر الوالي، طالباً منه مهلة خمس سنوات حتى يعلم الحمار القراءة براتب 300 دينار، مع برسيم للحمار، فوافق الوالي.
خرج جحا فرحاً ولما رآه صديقه سأله وهل ستتمكن من تعليم الحمار القراءة، فقال جحا: خلال السنوات الخمس إما أن أموت أنا وإما أن يموت الوالي وإما أن يموت الحمار، ومضت أربع سنوات، ولما جاءت السنة الخامسة لجأ جحا إلى حيلة إذ أتى بكتاب وجعل في الصفحة الثانية منه البرسيم وكذا فعل في بقية الصفحات وعلّم الحمار أن يقلب الصفحات بلسانه، وكلما قلب صفحة وجد البرسيم فأكله، ولما حان موعد اللقاء مع الوالي أخذ جحا حماره والكتاب لكنه لم يضع البرسيم بين صفحاته. وأخذ الحمار يقلب الصفحات بلسانه وكلما قلب صفحة ولم يجد البرسيم نهق، قال جحا: هل رأيت يا سيدي كيف قلب صفحات الكتاب وقرأها، فقال الوالي: لكنه يقلبها وينهق، فقال جحا هو يقرأ بلغته، وأنت أمرتني بتعليمه القراءة ولم تأمرني بتعليمه الكلام.
