عادي

«أبو الفنون» لكل الأعمار

00:33 صباحا
قراءة 6 دقائق
الصندوق من عروض 2021

استطلاع: نجاة الفارس

يؤكد عدد من الفنانين المسرحيين أن مهرجان دبي لمسرح الشباب، منذ دورته الأولى يلعب دوراً مهما في تنشيط الحركة المسرحية في الدولة، وإثراء الساحة الثقافية بالموهوبين من الشباب، وقد لمعت العديد من الأسماء المسرحية، كمخرجات لهذا المهرجان سواء في التمثيل، أو الإخراج، أو التأليف، ما خلق بيئة إبداعية خصبة لأبي الفنون في الإمارات، ساهمت في تحسين الذائقة الفنية لجميع شرائح المجتمع، ونشر الوعي بأهمية الفنون الأدائية كقوة ناعمة.

إن ما يميز الشباب في المسرح هو حماسهم في الأداء، واستخدامهم التقنيات الحديثة، ما يستوجب الاهتمام بهم في ظل غياب الدعم المادي للأعمال الشابة، كما أن وجود مهرجان شبابي سنوي يعتبر داعماً ومحفزاً لكل المواهب المسرحية، وتمنى الفنانون من الجهة المنظمة للمهرجان زيادة الجوائز المسرحية، واستضافة عروض شبابيه عربية متميزة للتعرف إلى تجارب الآخرين.

وأوضحوا أن المهرجان في هذا العام يأتي بطابع متميز، ويقدم عروضاً شيّقة ومتنوعه للجماهير، من خلال مسرحيات كوميدية وأكثر شعبية، فالمنافسة قوية وتدفع الشباب لإخراج أفضل مواهبهم، وذلك يصب في مصلحة تطوير المسرح الإماراتي، وشكروا هيئة دبي للثقافة والفنون، على اهتمامها بالمهرجان وإخراجه من دائرة الطابع التقليدي للمهرجانات.

تنشيط

يقول الفنان المسرحي يوسف الكعبي، إن المهرجان، منذ دورته الأولى في عام 2006 وحتى اليوم، يلعب دوراً مهماً في تنشيط الحركة المسرحية في الدولة، وإثراء الساحة الثقافية بالفنانين الموهوبين، حيث إنه كان، ولا يزال يحتضن ويتبنى الشباب، وقد لمعت العديد من الأسماء المسرحية، كمخرجات لهذا المهرجان، سواء في التمثيل، أو الإخراج، أو التأليف، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الفنان مروان عبدالله صالح، الذي كان إضافة للمسرح الجماهيري في دولة الإمارات بعدما توقف فترة من الزمن، منذ نهاية الثمانينات منذ أيام مسرحيتي «فالتوه»، و«بومحيوس»، بأجزائهما.

ويضيف، من الأسماء المتميزة التي قدمها مهرجان دبي لمسرح الشباب، طلال محمود كمؤلف شاب جميل، وحسن يوسف كمخرج، ولا ننسى محمد صالح، وغانم ناصر، وإبراهيم القحومي، وغيرهم الكثير ممن تخرجوا في مهرجان دبي لمسرح الشباب، ثم اعتلوا خشبة أيام الشارقة المسرحية والمهرجان الخليجي، وانطلقوا في رحلة الإبداع المسرحي، موضحاً أن هذا ما اعتدنا عليه من نهج حكومة الإمارات عامة، ودبي خاصة، في دعم الشباب، وصقل مهاراتهم وتحفيزهم وتسخير كل الإمكانات أمامهم في جميع المجالات.

الصورة

فرصة ذهبية

ويذكر الفنان المسرحي مبارك ماشي، أن مهرجان دبي لمسرح الشباب يشكل احتفالية سنوية لجميع شباب الإمارات، وفرصة ذهبية في دعم كل من لديه موهبة في الإخراج، أو التمثيل، أو التأليف، ما يسهم في تطوير الحركة المسرحية وتفجير الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الشباب، الذين يعتبرون أمل المستقبل، وعماد الوطن، وحماة إرثه وحضارته وثقافته.

ويهدف المهرجان إلى تعزيز القطاع المسرحي في الإمارات وتطوير قدرة الشباب لتقديم ما في جعبتهم من إبداع مسرحي، ما يخلق بيئة ثقافية خصبة لأبي الفنون في الإمارات، تعمل على تحسين الذائقة الفنية لجميع شرائح المجتمع، وتنشر الوعي بأهمية الفنون الأدائية كقوة ناعمة، فهنيئا لكل الشباب الموهوب على هذا المهرجان الإبداعي الذي يمنحهم بطاقة عبور إلى مهرجان أيام الشارقة والمهرجان الخليجي، والشكر موصول إلى هيئة الثقافة والفنون في دبي، التي تعمل على تنظيم المهرجان وتحرص على تطويره والارتقاء به نحو الأفضل والأجمل، بما يليق بمكانة دبي كمركز عالمي مشع بالثقافة والازدهار.

ويلفت إلى أن المهرجان منذ انطلاقه بدورته الأولى، ولغاية اليوم، نجح في تقديم 124 عرضاً مسرحياً، عكست رؤى وتطلعات الشباب بمواضيعها ومضامينها المتنوعة، ووصل عدد الفائزين إلى 168 فائزاً في مختلف أنواع العمل المسرحي، كما أن كل دورة من دوراته شهدت حضور ما يصل إلى 4 آلاف شخص، ما يرسخ الصناعات الثقافية والإبداعية في مجال المسرح في دبي والإمارات.

تحديات

الدكتور محمد يوسف فنان مسرحي، يقول: مهرجان دبي لمسرح الشباب هو الإكسير المغذي لمسرح الكبار، وإن كنا في المسرح لا نستطيع أن نميز بين الكبار والصغار، لأن لغة المسرح واحدة، ولا تعتمد على الأعمار، ولكن ما يميز الشباب هو حماسهم في الأداء، واستخدامهم التقنيات الحديثة، فمسرح الشباب فيه تحديات عدة، وقد يغلب عليه استخدام عناصر جديدة قد تفيد أحياناً، وقد لا تكون في مكانها، فيجب أن نهتم به في ظل غياب الدعم المادي للأعمال الشابة، ومن معضلاته أن المسرحيين الشباب تنقصهم الدراسة الأكاديمية، ويعتمدون فقط على المشاركات في الورش القصيرة التي تنظمها إدارات المسرح في الشارقة ودبي، وغالباً ما تكون محصورة في بعض التخصصات، ولكن مسرح الشباب يوفر الكثير من الفرص، أهمها الاستمرار في الدراسة، والالتقاء بالخبراء والمختصين، حتى لا تكون الأعمال مسيرة بالهواية والصدف.

تجارب الآخرين

أما الفنان المسرحي عبد الله صالح الرميثي فيقول: «لا شك في أن المهرجان يشكل ركيزة أساسية لتبنّي المواهب المسرحية ودعمها من خلال تقديمها للجمهور في احتفاليه كبيرة، ومن خلال متابعتي للمهرجان منذ نشأته أجد أنه عمل على تقديم مجموعة من الدماء الشابة التي أخذت دورها في مسرح الكبار، ولعل أبنائي خير دليل على ذلك، فمروان هو ابن هذا المهرجان الذي ساهم في دعمه كممثل ومخرج، وأيضا ًحسن يوسف وإبراهيم استادي وجاسم الخراز وسالم التميمي، والعديد من الشباب الذين تخرجوا في هذا المهرجان، وفي تصوري أن اهتمام هيئة دبي للثقافة والفنون بالمهرجان والحرص على استمراريته وتطويره، يشكل حافزاً لكل الشباب الذين يمتلكون موهبة في مجال المسرح بألا يترددوا، وأن يشاركوا في مختلف الورش والدورات المسرحية التي تقدمها الهيئة، أو الفرق المسرحية، والتي من شأنها تطوير قدرات الموهوبين، ومن ثم التحاقهم بالفرق المسرحية، فوجود مهرجان شبابي سنوي يعتبر داعماً ومحفزاً لكل المواهب المسرحية»، متمنياً من الجهة المنظمة زيادة الجوائز المسرحية واستضافة عروض شبابية عربية متميزة للتعرف إلى تجارب الآخرين.

طابع مميز

فضل التميمي، مدير مسرح زايد للمواهب والشباب في أبوظبي، يقول: «نحن مشاركون في مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الحالية بمسرحية «آخر خبر» وهي من إخراج سمير البلوشي ومن تأليف الكاتب أحمد الماجد، حيث إن المهرجان في هذا العام يأتي بطابع متميز، ويقدم عروضاً شيقة ومتنوعه للجماهير، من خلال مسرحيات كوميدية وأكثر شعبية، حيث إن المنافسة قوية وتدفع الشباب لإخراج أفضل مواهبهم، وذلك يصب في مصلحة تطوير المسرح الإماراتي من قبل إبداعات الشباب.

وتقدم التميمي بجزيل الشكر والتقدير لهيئة دبي للثقافة والفنون، على اهتمامها بالمهرجان وإخراجه من دائرة الطابع التقليدي للمهرجانات، خاصة في الدورة الحالية، متمنياً التوفيق لجميع المشاركين، وموضحاً أن مسرح زايد للمواهب يحرص على استقطاب المخرجين الذين لديهم طموح، ويريدون تقديم الأفضل للمسرح الإماراتي ويقف معهم لإبراز مواهبهم وتقديم صورة مشرفة للشباب، ويقدم الدعم لهم للمشاركة في المهرجان، وفي مسرحية «آخر خبر» تم الدمج بين شاب له تطلعاته الإخراجية ومؤلف معروف بسمعته الجيدة في مسارح الإمارات ومهرجاناتها.

منافسة

الكاتب والمخرج المسرحي عبد الرحيم المجيني، يقول: «الشباب هم الركيزة الأساسية لتطور الشعوب وازدهارها في شتى المجالات العلمية والأدبية والفنية، ويأتي المهرجان، ليطرح فيه الشباب ما يخصهم وما يشكل اهتماماتهم وأولوياتهم، وكأنه امتداد للمسرح المدرسي، ثم المسرح الجامعي، بعدها يتم الانخراط في المسرح العام، وهو أرحب، وسينقل الشاب معه جميع الخبرات التي اكتسبها من خلال العروض والمناقشات وورش العمل، والندوات وأوراق العمل التي يتم طرحها في كل دورة من دورات المهرجان».

ويلفت إلى أن المهرجانات المسرحية الشبابية ذات أهمية كبيرة في تشكيل شخصية الشباب، فهم يشاركون بعمل تبرز من خلاله مواهبهم واهتماماتهم وتطلعاتهم فيما يقدمونه، خصوصاً في ظل التطور الهائل في التقنيات والأساليب..الخ.

ويوضح أن المهرجان يخلق منافسة حقيقية على مستويات عدة، منها التأليف والإخراج والتمثيل، إضافة إلى المنافسة بين المشتغلين على عناصر العرض المسرحي المختلفة، لذلك تجد المشاركين أمام مسؤوليات كبيرة في دعم فرقهم وتوفير كل ما هو مطلوب، ولكن المسؤوليات أكبر أمام المنظمين للمهرجان من حيث توفير كل ما يلزم لإنجاحه وضمان استمراريته وتشجيع الشباب على المشاركة فيه بتقديم كل ما هو مبهر ومبدع.

لحظات من الفرح

يقول عبد الرحمن المجيني: تشكل فترة انعقاد المهرجان مناسبة للجمع بين المسرحيين الكبار والشباب والصغار، وحضوره لا يقتصر على الشباب، وإنما على جميع أطياف المجتمع، لذلك هي لحظات من الفرح والسرور واكتساب الصداقات والمعارف في ما بينهم، إلى أن تنتهي تلك الأيام المعدودة وهم يحلمون بلقاءات جديدة في السنة المقبلة، وعندما يصل أحد المسرحيين إلى عمر لا يؤهله للمشاركة في المهرجان، نجده يشد من أزر زملائه ويشجعهم، وهم يتمنون له مسرحاً أكبر، ويذكرونه بأن يستقطبهم في أعماله القادمة، فالفن لا ينتهي عند حد معين، والإبداع لا يتوقف في مكان محدد، ويظل المسرح امتداداً للأجيال، جيلاً بعد جيل، فهنيئاً للمهرجان في احتضان هذه الكوكبة من عشاق المسرح.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rh42cay

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"