عادي
50 عاماً على علاقات البلدين الأخوية

الإمارات ومصر.. محطات مضيئة في مسيرة نصف قرن

17:01 مساء
قراءة 3 دقائق
1



1

كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، عام 1971، وسارعت إلى الاعتراف بها، وقامت بتبادل العلاقات على مستوى السفارات، إلى جانب الكثير من المحطات البارزة في العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين.

وفي سنوات السبعينات الأولى، قامت القاهرة بدور كبير في دعم الإمارات دولياً وإقليمياً، كونها ركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة لقوة العرب.

وقد أهدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، في زيارته له سنة 1971 وشاح آل نهيان، تثميناً لدوره في مساندة قيام الاتحاد.

وقدمت مصر دعماً كبيراً لدولة الإمارات في هذه المرحلة المبكرة من علاقات البلدين، خصوصاً مع بعثات المدرسين والمهندسين والأطباء التي استقبلتها الإمارات، فضلاً عن فتح مصر ذراعيها لاستقبال الطلاب الإماراتيين بحفاوة وترحاب.

دعم إماراتي لا محدود 

عقب قيام ثورة 30 يونيو بمصر عام 2013، دعا سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 28 سبتمبر من العام نفسه، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصري، بما يعزز مسيرتها نحو التقدم والازدهار، وهو العام الذي شهد زيارة مهمة لسموّه إلى مصر.

وبادرت دولة الإمارات في مساعدة الجانب المصري، فضلاً عن الاشتراك في استثمارات كبرى لدعم الدولة، ولن ينسى التاريخ مقولة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال مشاركته في المؤتمر الاقتصادي المصري في مارس 2015؛ إذ قال: «إن وقوفنا مع مصر في هذه الأحوال ليس كرهاً في أحد، لكن حباً في شعبها، وليس منّةً على أحد؛ بل واجب في حقها». وتأكيد سموّه أن «دولة الإمارات ستبقى دائماً مع مصر».

«أمن الخليج من أمن مصر»

دائماً ما يكرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مقولة «أمن الخليج من أمن مصر» وهي مقولة صارت منهجاً لدى الدولة المصرية في المرحلة الأخيرة، تثميناً للدور الخليجي، لا سيما الإماراتي، في مساندة مصر وشعبها، بعد مرحلة عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي التي شهدتها بين عامي 2011 و2013.

وقد انضمت مصر لعملية «عاصفة الحزم» التي بدأت عام 2015، وشاركت في مواجهة تهديد الملاحة العالمية في مضيق «باب المندب»، التي تعد تهديداً للأمن القومي الخليجي، والأمن القومي العربي بأكمله.

وفي نوفمبر 2019، قلد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، حينما كان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس السيسي، وسام زايد، وهو أعلى وسام تقدمه دولة الإمارات لملوك الدول ورؤسائها وقادتها، تثميناً لدوره البارز في دعم العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة.

دور الأزهر

يحظى الأزهر الشريف، باحترام كبير من المسؤولين والمواطنين الإماراتيين، كونه واحداً من أهم المراجع الدينية المعتدلة في العالم الإسلامي، فضلاً عن وجود تعاون بين الأزهر وجامعته ووزارتي الأوقاف في كلا البلدين، لإصدار الكتب الدينية والمطبوعات للأزهر الشريف بدعم من الجانب الإماراتي.

وفي عام 2011 احتفل الأزهر بإنجاز «مشروع محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر ونشرها على الإنترنت»، الذي أقيم بمكرمة من سموّه، وت سلمت مشيخة الأزهر المشروع الذي يتضمن توثيق مخطوطات الأزهر البالغة 50 ألف مخطوطة وحفظها، تضم نحو 8 ملايين صفحة تشمل 63 فرعاً، وتخزين أكثر من 125 ألف مرجع وإنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسية.

ويتولى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئاسة مجلس حكماء المسلمين ومقره أبوظبي، ويضم نخبة من علماء العالم الإسلامي، ويقوم بدور عالمي رائد في نشر التسامح والاعتدال ومواجهة الفكر المتطرف. كما اشترك الطيب كذلك في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وقد استضافت الإمارات هذا الحدث العالمي الكبير في فبراير 2019. 

وافتتح الأزهر الشريف فرع جامعة الأزهر في الإمارات التي احتضنت أول فرع للجامعة في العالم خارج مصر. وقد بدأت عملها في مدينة العين، في العام الدراسي 2016، بثلاثة تخصصات هي: الدعوة والإعلام، والتربية الإسلامية، والدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية. كما أقامت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية مركزاً ثقافياً إسلامياً في مصر تحت اسم «مركز زايد للثقافة والتكنولوجيا» تابع لجامعة الأزهر الشريف. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4yzf4vvt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"