موجه لكل طالب وطالبة

الإرشاد المتخصص جزء لا يتجزأ من نجاح الكثير من الشخصيات والقيادية والبارزة في مجالات مختلفة مثل السياسية، ريادة الأعمال والرياضة، فهو علاقة تجمع شخصين أحدهما يمتلك من الخبرة والتجارب والعلم في مجال محدد ما يخوله للمساعدة في قيادة الطرف الآخر لأفضل الممارسات، وتقديم المساعدة الضرورية له، وربطه بالفرص الصحيحة وبالتالي تحويل رؤيته إلى حقيقة.
في عصر سِمته الانفتاح والاختلاط اللامحدود بالثقافات والأفكار من جميع أنحاء العالم، أصبح من المهم ألا تقتصر هذه الممارسة على مجالات أو فئات عمرية دون غيرها، بل وتمتد للفئات الأصغر سناً من اليافعين والشباب في المدارس والجامعات. لكن لمَ هي بهذه الأهمية؟ ومن المخول لأداء هذه المهمة؟
إن فكرة الإرشاد الأكاديمي والمهني ليست جديدة في المؤسسات التعليمية، فقد ساعد عشرات المرشدين في هذا المجال آلاف الطلبة لتحويل أحلامهم الأكاديمية والمهنية إلى واقع ملموس، لكن هل يدرك جميع الطلبة ماهية هذه الممارسة وقيمتها في حياتهم؟. 
الإرشاد لا يقتصر على الشقين الأكاديمي والمهني وحسب، بل هناك مساحات غير مطروقة في حياة أبنائنا مثل التنمية الذاتية والتعلم المستمر والثقافة المجتمعية، فمن يقوم بهذا الدور في حياتهم؟ صحيح أننا نعول وبشكل كبير على الأسر وأسلوب التنشئة وكذلك المناهج التي تغطي مواضيع مثل السنع، لكن هل ذلك كاف؟ إلى من يلجأ أبناؤنا عندما تواجههم تحديات في تقديم أنفسهم بطريقة متوازنة، أو يجاهدون للوصول إلى صورة ذهنية صحية أو مظهرية، أو يمرون بحالات قلق بسبب المشكلات الأسرية أو الصحية؟
إن وجود أشخاص ضمن أنظمة المؤسسات التعليمية يقومون بأدوار تعزز النمو الفكري والعاطفي، والمساعدة لتجاوز التحديات واتخاذ القرارات الصحيحة، وصقل المواهب والسمات الشخصية للطلبة، لا يقل أهمية عن وجود المعلمين داخل الفصول، ويمكن استقطاب هؤلاء الأشخاص من خارج المنظومة كمرشدين مقيمين ضمن النظام الأكاديمي، أو تطوير المهارة عند من يرغب من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية.
ثقافة موجه أو مرشد لكل طالب وطالبة ليست صعبة المنال، كما أن الهدف منها ليس منع الأخطاء ولكن تهيئة بيئة لارتكاب الأخطاء والتعلم منها، مع إدراك الفرد أن هذا النوع من الدعم موجود لأجله، فلا يضطر للبحث عن إجابات للأسئلة المؤرقة عبر قنوات ضررها أكبر من نفعها عليه وعلى أسرته ومجتمعه.
[email protected]