عادي

تشويه اللوحات.. احتجاجات فنية

22:57 مساء
قراءة 3 دقائق
لوحة الموناليزا ملطخة في متحف اللوفر بباريس
فتاتان شوهتا لوحة فان جوخ بالحساء

الشارقة: زكية كردي

فان جوخ، دافنشي، بيكاسو، مونيه، بانكسي، وغيرهم من الفنانين الذين تصدرت أعمالهم صالات المتاحف وتاريخ الفن، فصارت هدفاً للراغبين بشد أنظار العالم إلى قضاياهم وسماع صوتهم، ووسيلة للتعبير عن الاحتجاج من خلال محاولة تخريب هذه الأعمال المرتفعة القيمة مادياً ومعنوياً، وإن تمعنا في تاريخ الاعتداء على الأعمال الفنية سنرى أن الأمر أولاً وأخيراً يتعلق بالقيمة.

انشغل العالم قبل أيام بمحاولة تخريب لوحة «دوار الشمس» لفان جوخ من قبل ناشطتين بيئيتين كانتا تحاولان استفزاز العالم لينتبه إلى اعتراضهما على مشاريع الطاقة والنفط في ظل التغير المناخي، من خلال رمي حساء الطماطم على اللوحة الشهيرة، وقبلها ببضعة أشهر كانت الموناليزا (اللوحة الأشهر في العالم) تتلقى محاولة مماثلة للسبب نفسه في متحف اللوفر بباريس، من قبل شاب تنكر بزي امرأة عجوز على كرسي متحرك برمي قطعة من الكعك ومسحها على زجاج اللوحة وهو يصرخ موضحاً أنه يفعل هذا ليطلب من الناس التفكير بالأرض ويخبرهم عن أولئك الذين يدمرونها، وقد تعرضت رائعة دافنشي إلى الكثير من الحوادث عبر التاريخ من محاولات تشويه وسرقات.

من تاريخ الاعتداءات التي طالت الأعمال الفنية، نستذكر بعض الحوادث مثل ما حصل مع لوحة «حوض أرجنتوي مع مركب شراعي واحد» للفنان الانطباعي كلود مونيه عام 1914، حيث قام شخص بتوجيه لكمة للوحة محدثاً فجوة في اللوحة، ليقوم المسؤولون عن المتحف بحمايتها من خلال وضعها داخل صندوق زجاجي بعد ترميمها.

لوحة الجارنيكا الشهيرة للفنان بابلو بيكاسو تعرضت أيضاً للاعتداء عام 1974 حيث ذكرت مجلة «Daily Art» أن تاجر اللوحات توني شافرازي استخدم طلاءً أحمر اللون ليكتب على اللوحة عبارة «أقتل كل الأكاذيب» احتجاجاً على عفو الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عن ويليام كالي، المدان في مذبحة ماي لاي بفيتنام. ويليام كالي، المدان في مذبحة ماي لاي بفيتنام.

في عام 2018 كانت لوحة «إيفان الرهيب وابنه إيفان» للفنان الروسي إيليا ريبين هي المستهدفة من قبل شخص مخمور حاول تخريبها، فحطم إطار اللوحة وحطم صندوق العرض، كما خرق اللوحة في ثلاثة مواضع، وكانت بحاجة إلى الترميم.

أيضاً الفنان الغامض «بانكسي» الذي اشتهر بإخفاء هويته وبلوحاته المفاجئة في الشوارع بمدن مختلفة حول العالم، تعرضت لوحته الخاصة بعيد الحب هذا العام للتخريب، حيث استخدم أحدهم بخاخاً وردياً لتشويه اللوحة المرسومة على أحد جدران مدينة بريستول لطفلة تحمل مقلاعاً بيدها وتصوبه على كومة من الزهور الحمراء وكأنها فجرتها.

وتعرضت لوحة فنية لتخليد ذكرى البطل الوطني الجزائري الأمير عبد القادر الجزائري للتخريب قبل تدشينها مطلع هذا العام في فرنسا، وأصيب الجزء السفلي من المنحوتة بأضرار كبيرة، وهي معروضة في بلدة أمبواز (وسط) حيث تم اعتقال الأمير عبد القادر مع عدد من أفراد عائلته من 1848 إلى 1852.

قد يعتقد البعض أن وضع الحواجز أمام الأعمال الفنية في المتاحف، أو حمايتها بحاجز زجاجي يفسد تجربة التذوق لهذه الأعمال، لكن تاريخاً طويلاً يصعب حصره من محاولات الاعتداء على الأعمال الفنية ومحاولات سرقتها وتشويهها يفرض هذه الاحتياطات الأمنية لحفظ هذه الأعمال التي تعدت قيمتها الواقعية كلوحة وتحولت إلى شاهد على مرحلة في التاريخ، ورمز معنوي ملموس لتطور التجربة الإنسانية الثقافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fwzx38r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"