عادي
مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الأول

أسعار الدروس الخصوصية تشتعل.. والميدان يستنفر

00:12 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري 2022-2023، اشتعلت أسعار بورصة الدروس الخصوصية؛ إذ بلغ الإقبال عليها ذروته، لا سيما من طلبة الثاني عشر بمساراته، فيما يُخيم على الميدان التربوي، حالة استنفار قصوى، استعداداً لاستقبال طلبة مراحل التعليم كافة، في قاعات امتحانية أكثر جاهزية.

مجتمع أولياء الأمور يعمل على قدم وساق، لتجهيز أبنائه لامتحانات نهاية الفصل الجاري، من خلال إيجاد معلمين متميزين، تسند إليهم مهام مساعدة أبنائهم في الفترة التي تسبق الامتحانات النهائية للفصل الأول؛ إذ يرون أن الدروس الخصوصية، وسيلة أثبتت فاعليتها خلال السنوات الماضية، ومكنت الطالب من التعاطي مع أسئلة الامتحان، وتحقيق معدلات متميزة، لا سيما في المواد العلمية «الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء».

تربويون أكدوا أن حالة الاستنفار في الميدان، تعد وضعاً طبيعياً لجاهزية المدارس لأولى محطات الامتحانات الختامية العام الجاري، والرواج المشهود في بورصة الدروس الخصوصية، يعود إلى هاجس الجاهزية، الذي يراود أولياء الأمور دائماً عند اقتراب موعد الامتحانات، لاسيما طلبة المرحلة الثانوية، على اعتبار أنها محطة انتقالية، تحدد مستقبل أبنائهم، فضلاً عن وجود أساليب جديدة مبتكرة في التدريس، وأدوات التقييم.

في المقابل رفض عدد من المعلمين الآراء التي تجرم الدروس الخصوصية في ظل احترامهم للتعليمات وتطبيق الإجراءات، مؤكدين أنه لا زيادة في أسعار الدروس الخصوصية كما يدعي البعض؛ إذ تتفاوت الأسعار بحسب المادة الدراسية التي يحتاج إليها الطالب.

«الخليج» تبحث مع الميدان التربوي سبل التأهب لامتحانات الفصل الدراسي الأول، وأسباب ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، وكيف أسهم المعلمون في وضع ملامحها؟

المشهد في الميدان

البداية كانت مع قراءة «الخليج» للمشهد في الميدان التربوي، خلال الفترة التي تسبق امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول؛ حيث من المقرر أن تبدأ امتحانات المجموعة (B) التي تضم «إدارة أعمال، التربية البدنية، الفنون، الاجتماعيات، والتصميم والتكنولوجيا» خلال الفترة من 18-24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وتبدأ امتحانات التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والعلوم الصحية في 25 نوفمبر وتنتهي 29 الشهر ذاته.

وتبدأ الامتحانات النهائية لمواد المجموعة (A)، التي تضم «اللغتين العربية والإنجليزية، والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات والعلوم الصحية»، خلال الفترة من 5 – 9 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، فيما تنعقد الامتحانات التعويضية للفصل الأول في 12 ديسمبر المقبل وتستمر حتى 16 منه.

رصد «الخليج»

وفي رصد «الخليج» لبورصة الدروس الخصوصية في هذه الفترة، جاءت المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء واللغة الإنجليزية، لتتصدر قائمة احتياجات الطلبة لدروس التقوية؛ إذ يراوح ثمن الحصة بين 150 درهماً و200 درهم في حال كانت مجموعة تضم أكثر من طالب، في المقابل انخفضت أسعار الدروس الخصوصية في المواد الأخرى مثل اللغة العربية وغيرها، لكنها لم تقل عن 100 درهم في الحصة الواحدة.

وفي ظل إجراءات الجاهزية للامتحانات والتي يشهدها الميدان التربوي، يحتاج الطالب إلى 12 حصة للمادة العلمية الواحدة، بواقع 3000 درهم شهرياً، وفي حال احتاج الطالب إلى مواد الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء واللغة الإنجليزية يحتاج إلى 15000 درهم شهرياً، وفي المقابل يحتاج شهرياً إلى 1200 درهم للمادة مثل اللغة العربية.

استراتيجيات جديدة

في وقفة مع أولياء الأمور، أكدوا أهمية الدروس الخصوصية لأبنائنا الطلبة، لاسيما الذين يدرسون في الصف الثاني عشر العام الجاري؛ إذ يقدم معلمو التقوية استراتيجيات جديدة في طرائق شرح الدروس غير موجودة بالمدارس؛ حيث تستند إلى التكنولوجيا والشرح وفق وسائل مختلفة «واقعياً وافتراضياً» الأمر الذي أسهم في انخفاض الأسعار مقارنة بالسابق، لكن تبقى حصص التعليم المباشر الأغلى سعراً، ومع زيادة عدد الطلبة في المجموعة الواحدة؛ يقل سعر الحصة؛ حيث لعبت التطبيقات الذكية، دوراً كبيراً في تنظيم المحاضرات والحصص للمتعلمين.

مرونة ولكن

وأكد أولياء الأمور سارة عبد السميع، ومها حسين، وسهام الأشقر، ومحمد جنيدي، وعلي عبد الله، أن المرونة المتوفرة في منظومة التعليم، غير كافية ليستغني المتعلمون عن دروس التقوية في بعض المواد، لاسيما العلمية منها، للارتقاء بمعدلاتهم النهائية، موضحين أنها أسهمت في رفع مستويات الطلبة ومهاراتهم في المواد الأساسية، وساعدتهم على فهم ماهية التعليم ومساراته والاستفادة من أدواته.

وقالوا: إن معلمي «التقوية»، يؤدون دوراً فاعلاً ومؤثراً يساعد الأبناء على فهم سيناريوهات التعليم ومستجداته سواء على مستوى المادة العلمية أو أداء الامتحان فيها، فضلاً عن تقديم طرائق تدريسية مبسطة رفعت مستويات الطلبة التعليمية، وبأسعار مناسبة مقارنة بالسنوات الماضية.

وفي حديثهم عن أسعار دروس التقوية، أفادوا بأن استخدام التقنية الحديثة، أسهم في تراجع أسعار الدروس الخصوصية، وخلق نوعاً جديداً من المنافسة بين المعلمين، فضلاً عن الرواج الدائم لبعض المعلمين، موضحين أن ثمن الحصة يراوح بين 100 و300 درهم، بحسب المادة الدراسية، وعدد الطلبة في المجموعة الواحدة في كل منصة تعليمية.

تعالج المهارات

وفي حديثنا مع طلبة وطالبات، أكد كل من محمد خالد، وخلود وائل، وصابرين الشرقي، وزايد حمدان، أن الدروس الخصوصية تعالج المهارات في 5 مواد دراسية منها، الرياضيات والمواد العلمية «الكيمياء والفيزياء والأحياء علوم عامة»، التي تشكل تحدياً لدى الكثير من الطلبة في المرحلة الثانوية.

وأفادوا بأن الأدوات المستخدمة خلال حصص التقوية مطورة، وطرائق الحصول على العلوم والمعارف سهلة ودقيقة؛ إذ إن جميع الدروس، عن بُعد، تعتمد على استخدام وسائل رقمية جديدة ومنصات وقنوات مختلفة، لشرح المواد، موضحين أن مدة الحصة مع طلبة الثانوية تصل إلى ساعتين، وينبغي أن يكون الدفع مقدماً.

وسيلة للارتقاء

دروس التقوية ليست جريمة، كما ينظر إليها البعض؛ بل هي وسيلة للارتقاء بمستويات الطلبة في مختلف المواد الدراسية، لاسيما الأساسية، كما أنها تخضع للعرض والطلب، ولا يتم إرغام الطالب عليها، والتطورات المشهودة في نظم التعليم، أتاحت للطالب حق اختيار معلمه، ومكان تعليميه وطرائق تدريسه، هذا ما أكده عدد من المعلمين؛ هم: عزة.م، ميساء.س، وسامح.ع، عبد الله.ح، مازن.ع.

وقالوا ل«الخليج»: إن تركيزهم ينضوي على تحقيق الاستفادة القصوى للطلبة وليس التربح، لا سيما أن أسعار الحصص تناسب جميع الفئات، وباتت أقل بكثير عمّا سبق؛ إذ يصحبها المزيد من التنظيم، والمرونة وجودة الأسعار، لا سيما في المواد العلمية والرياضيات التي تتصدر قائمة الرواج وإقبال الطلبة.

وأفادوا بأن المتغيرات والتطورات المتوالية أفرزت دوراً فعّالاً لدروس التقوية، على اعتبار أنها وسيلة فاعلة، تساعد على الارتقاء بمستويات الطلبة العلمية والتعليمية، وتسهم في تهيئة الطالب للامتحانات النهائية، واعترضوا على وصفها بالظاهرة التي تضر بالمجتمع التعليمي وفئاته.

الكسب والتربّح

في المقابل أكد عدد من المعلمين، التزامهم بالابتعاد عن الدروس الخصوصية كوسيلة للكسب والربح، اكتفاء منهم بالعمل في مدارسهم؛ إذ أكد كل من «غ، عطا، أ.ق، وعاطف.ح، وإبراهيم. ب، أن التطورات الأخيرة في الساحة التعليمية، أسهمت في تغير مفهوم الدروس الخصوصية من حيث طرائق التدريس، وأسعارها؛ إذ باتت تعتمد على التكنولوجيا وإجراء المحاضرات عن بُعد وبشكل مباشر، معتبرين أنها خطوة مهمة في الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين، لمواكبة المتغيرات وتوظيف التقنية في العملية التعليمية بحرفية ومهارة فائقة، والأفضل أن تكون هناك لوائح تديرها وتشرف عليها.

وأكد عدد من مديري المدارس (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) تركيزهم في هذه الفترة على التجهيزات التي تسبق الامتحانات، وتجهيز القاعات والكوادر التي تشرف على الاختبارات وتذليل العوائق أمام الجميع، لتمكين الطلبة من الانخراط في سباق الامتحانات من دون معوقات.

وفي حديثهم عن الدروس الخصوصية، قالوا إنها ممنوعة جملة وتفصيلاً على جميع كوادر التدريس العاملين في مدارسهم، تجنباً لأي خلاف خارجي قد يحدث بين المعلم وولي الأمر، وتحقيقاً لمبدأ عدم الانحيازية لطالب على حساب آخر، وتطبيق المساواة في فرص الحصول على التعليم لجميع المتعلمين، معتبرين أن المدارس الساحة الحقيقية لتلقي المعارف والعلوم، لاسيما أنها تُبنى على سياسات واضحة وإدارة منتظمة تستطيع معالجة التحديات والإشكاليات.

تقنين الدروس

الجهات المسؤولة عن التعليم، تركز على تقنين الدروس الخصوصية؛ إذ وضعت آليات جديدة لها، لا سيما أنها ترى أن القانون أتاح تقديمها بشرط الحصول على رخصة معلم دروس خصوصية، وفق نظام يكفل رفع مستوى الطلاب وكفاءتهم الدراسية، ويضمن قدرة المدرس الخاص على تطوير قدراته وتحسين نتائجه. وزارة التربية والتعليم أطلقت في وقت سابق، استفتاء استهدف المعلمين في مجتمع التعليم، للوقوف على مدى أهمية الدروس الخصوصية كوسيلة جيدة لكسب دخل إضافي.

إعادة هيكلة

أكد عدد من مديري مراكز التقوية في مختلف إمارات الدولة «ح.ا، س.ك، ع.م» تراجع أعداد الطلبة في مراكزهم، بسبب المنافسة الكبيرة من قبل المعلمين الذين ابتكروا وسائل جديدة تسهل على المتعلمين الوصول إلى المحتوى العلمي والشرح والتدريب، مما دفعهم إلى إعادة هيكلة طرائق التدريس في المراكز واستخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية، للتواصل مع الطلبة وإعطائهم دروس التقوية وفق وسائل مختلفة وبأنماط متنوعة، مع إعادة هيكلة أسعار الحصص، التي تقل النصف عن كُلفة المعلم الخصوصي.

وقالوا: إن دروس التقوية أخذت اتجاهاً جديداً مطوراً، يستند إلى توظيف التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي، لمواكبة المتغيرات والمستجدات، الأمر الذي أسهم في مرونة العملية التعليمية، وشغف من الطالب، ودافعية نحو التعليم، فضلاً عن التركيز على المادة العلمية والتفاعل الإيجابي من الطلبة من خلال المنصات التعليمية، معتبرين أن الرواج في دروس التقوية، نتيجة طبيعية لاقتراب موعد الامتحانات النهائية للنصف الأول من العام الدراسي الجاري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2drskysc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"