المناخ.. قضية حياة أو موت

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

كان «المناخ» جزءاً من دراستنا لمادة الجغرافيا، ومازال رفيق الطلاب في المدارس، ولم يتجاوز في أذهاننا حدود الطقس والحر والبرد والمطر والفيضانات والصحراء والجفاف وتأثر الزراعة والمنتوج والاقتصاد.. وغيرها من العوامل المرتبطة بتغير المناخ، وفق مواقع الدول على خريطة العالم، وخط الاستواء والمدارين.. 
 هذا ما كان عليه الحال قبل أن يصبح المناخ جزءاً من هموم العالم، يهدد الحياة على كوكب الأرض كلها، والسبب الأول هو الإنسان وأفعاله، فكيف سينقذ نفسه، وينقذ الكوكب المؤتمن عليه قبل فوات الأوان؟ 
 المناخ صار قضية حياة أو موت، لذلك يعتبر مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «كوب 27»، المنعقد في شرم الشيخ في مصر، محطة مهمة جداً في حياة كل شعوب الأرض، بلا استثناء، فلا الدول الكبرى بمعزل عن التغير المناخي والتأثر بأضراره من ارتفاع في درجة الحرارة، أو الاحتباس الحراري والتلوث، وغيره.. ولا الدول الفقيرة قادرة على مواجهة أزمة التصحر والجفاف والظمأ والجوع وحدها؛ الكل متضرر، والكل عليه أن يسعى بكل جدية لالتقاط الفرصة والعمل فعلياً من أجل إنقاذ الأرض، والحد من الاحترار العالمي، والحفاظ على الأمن الغذائي، وحماية الكائنات الحية والطبيعة من الهلاك. 
 كل قادة دول العالم ورؤساء حكوماتها وممثلي الهيئات الدولية والمجتمعات المدنية، جاؤوا للعمل بشكل فعلي من أجل وضع النقاط الأساسية والمهمة للتوصل إلى حلول جذرية، فالمماطلة لم تعد في مصلحة أي طرف، ولا أي كائن حي على وجه هذا الكوكب. وأوراق العمل والخطط بعيدة المدى التي تبقى موضع جدل وأخذ ورد، لسنوات، من دون البت في أمرها، باتت كالخنجر الذي نطعن به كوكبنا وأنفسنا، كأننا نقضي على مستقبل أبنائنا بأيدينا.
أكثر من 200 دولة ممثلة في مؤتمر المناخ «كوب 27»، بينما تشارك الإمارات بوفود بلغت نحو 70 مؤسسة، حكومية وخاصة، وعدد من صانعي السياسات، والمفاوضين، وقادة الأعمال، ومجموعة متنوعة من قادة العمل النسائي والشبابي ومنظمات المجتمع المدني. الإمارات التي سترأس وتنظم هذا المؤتمر في دورته المقبلة «كوب 28» تسعى باستمرار من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس، ويهمها طبعاً متابعة ما سيتحقق من نتائج وتوصيات وقرارات المؤتمر الحالي «كوب 27»، والاستعداد لما يجب أن يكون عليه من مواضيع عاجلة ومشاكل وحلول في الدورة المقبلة.
الإمارات قدوة، وحضورها رئاسي، ودورها مؤثر، فهي «أول دولة في المنطقة التزمت بخفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد بأكمله، كما كانت الأولى في المنطقة التي تعلن عن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050»، وتحتضن اليوم ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية، وأقلّها كلفة في العالم. 
 لم تعد الخيارات وفيرة، ولا التريث ممكناً، فالعديد من القضايا والملفات الموجودة حالياً على طاولة مؤتمر المناخ ومسؤولي العالم مرتبطة بقدرة وعزيمة الدول على تعزيز الجهود، ومواجهة التغيرات المناخية، والحد من آثارها السلبية، والأهم ضمان التنمية المستدامة، وأمن الطاقة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhcdfxf

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"