نهاية الاختبار الصعب

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

لم يعرف عالمنا المعاصر اختباراً صعباً يقلب كل الموازين بلمح البصر مثل اختبار «كوفيد- ١٩»، الذي وضع كل الدول من أكبرها إلى أصغرها في مواجهة مهاجم صغير الحجم كبير الأثر، شرس في معركته، أطاح بآلاف الأشخاص ولم يطرق باب إنسان دون أن يترك أثراً صعب التخلص منه. 
هذا الغريب الآتي ربما من مجهول وربما من تحالف قوى تآمرت على الإنسان نفسه، علمنا الكثير وعرى عورات في كل دول العالم، حيث انتبهنا إلى أن الجميع غير مجهزين لمواجهة الأزمات الصحية الكبرى، والقطاع الطبي حول العالم لا يأخذ حقه من رعاية الدول ومخصصاتها، وليس مستعداً لاستقبال حالات الطوارئ الجماعية، حين كانت الكرة الأرضية (في غالبيتها) عبارة عن مختبر وغرفة إنعاش يحاول فيها البعض إنقاذ البعض الآخر. 
الإمارات كانت من أولى دول العالم قدرة على مواجهة الأزمة الصحية والاقتصادية التي وضعنا فيها هذا الوباء. استطاعت وبشكل قياسي تجهيز الأطقم الطبية واستنفرت كل قواها لتتحول إلى ما يشبه المستشفى الكبير الذي يمكن لأي مصاب اللجوء إليه في كل وقت والخروج منه معافى.
خط الدفاع الأول، الذي ضم كل الأطباء والممرضين والعاملين في المجال الطبي، كان حائط الصد الأول الذي يحول دون امتداد هذا الفيروس اللعين إلى باقي الأشخاص والمناطق داخل الدولة، وساهم في إنقاذ المصابين، وبفضله توصلنا إلى حالة الرضا العامة التي نراها اليوم في الإمارات. 
القرار بدعم القطاع الطبي وتكريم أصحاب الأيادي البيضاء من أطباء وممرضين وفنيين أثمر نجاحاً لفت أنظار العالم إلى الإمارات، وذلك بفضل القرار الحكيم والمسؤول الذي تحلت به القيادة، حتى توصلت إلى مرحلة تعافي المجتمع من هذا الوباء وكل متحور يأتي من بعده وينبع منه، مرحلة استطاعت أن تعيدنا إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية بشكل تام، بعد كل ما عرفناه من خوف وتباعد وعزل. 
اليوم يضيف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى تكريم كل العاملين في خط الدفاع الأول تكريماً، من خلال رسالة التقدير التي وجهها إليهم، إلى كل الذين تصدوا لجائحة «كوفيد- ١٩»، حيث تعتبر هذه الرسالة هي الوسام الجديد على صدورهم، وتعد رسالة تقدير كفيلة بمنحهم المزيد من العزم والإرادة والحرص على المزيد من العطاء والتقدم، لأن القطاع الصحي يحتاج إلى أن يكون دائم الاستعداد وبجهوزية تامة لمواجهة كل الأزمات الصحية التي يتعرض لها البشر أو قد يتعرضون لها.
ما فعلته الإمارات في التصدي لجائحة كورونا، جعلها نموذجاً ومثالاً التفتت إليه دول العالم وأشادت به وسارت على دربه، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا وعي القيادة الرشيدة، ورؤيتها الصائبة وتقديرها للأزمة وأبعادها، وسرعة التحرك والتصرف من أجل المواجهة السليمة والتغلب على المحنة بذكاء، كما تجتاز الإمارات دائماً كل الأزمات وتقفز أكثر إلى الأمام.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5h9x2rf4

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"