عادي
عبق الأدب يفوح في مهرجان الكتاب

سعيد بن طحنون: العين منارة ثقافية

00:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
سعيد بن طحنون خلال زيارة مهرجان العين للكتاب

العين: منى البدوي

أكد الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان أن مهرجان العين للكتاب يشهد تطوراً وتميزاً من نسخة إلى أخرى، ما رسخ حضوره على الأجندة الثقافية السنوية، مشيداً بمستوى تنظيم هذه النسخة، ورصانة البرنامج الثقافي والفعاليات المقامة في إطاره، لافتاً خلال زيارة للمهرجان إلى أن مدينة العين إحدى أهم منارات الثقافة والأصالة والتراث في الدولة بما تضمه من تاريخ ومعالم تراثية وثقافية أصيلة.

ويضم المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والتفاعلية التي تسلط الضوء على التراث الثقافي للدولة وتحفز الإبداع والابتكار. وتقام العديد من فعالياته في المعالم الشهيرة في مدينة العين وتشمل العروض الموسيقية والمسرحية وعروض الدمى ومسابقات ولقاءات متنوعة مع الأطفال الموهوبين وتوقيع الكتب والأنشطة المتنوعة لجميع أفراد الأسرة، كما تم تخصيص ركن للأطفال يشمل ورش عمل علمية وفنية ومسابقات إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأنشطة والمشاريع التي تجمع بين التعلم والمرح.

يفوح عبق الكتب والأدب والفنون من مدينة العين، وتتنوع الفعاليات والأنشطة التي يحتضنها المهرجان الذي رفع شعاراً يعكس جوهر المدينة؛ وهو «العين أوسع لك من الدار»؛ حيث تتواصل فعالياته وأنشطته الثقافية والأدبية والتفاعلية المتنوعة والتي اجتذبت أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم وثقافاتهم واهتماماتهم. زوايا مختلفة بعضها بين حنايا الكتب، وأخرى في منحنيات الورش والأمسيات الثقافية، بعضها تجمع ضمن إطارها ما بين الحراك الثقافي والفني والأدبي وغيرها تتلمس جماليات روح العرس الثقافي، وغيرها الكثير من المشاهد التي قد لا يلحظها البعض خلال الجولة في مختلف الفعاليات، إلا أنها لفتت أنظار المحترفين وهواة التصوير الذين وجدوا في المهرجان بيئة خصبة لإظهار مواهبهم.

وقال خالد الساعدي، مصور محترف: إن الأجواء الثقافية الممزوجة بجماليات الموقع، تثير عدسة المصور الذي يستطيع رصد لقطات من زوايا مختلفة، لإبراز صور حضارية، وجمالية قد لا يلحظها الشخص عند التجول في الموقع.

وأشار خالد البلوشي مصور محترف، إلى أن المهرجان يعد فرصة للإبداع في مجال التصوير الضوئي والفيديو؛ حيث إنه يعد من المواقع الغنية بالأفكار المتنوعة والتي من خلالها يستطيع المصور المحترف أو الهاوي التقاط صور إبداعية.

وذكر محمد الشكيلي من هواة التصوير، أن موقع المهرجان وفعالياته تشكل في مجملها فرصة لهواة التصوير، يمكنهم من خلالها تنمية مهاراتهم وإبراز إبداعاتهم؛ حيث إنه يتضمن آلاف الزوايا والمواضيع التي يمكن من خلالها أن يوثق هذه النوعية من الأحداث بطريقة فنية وإبداعية. وضمن فعاليات المهرجان استضاف بيت محمد بن خليفة بمدينة العين ثلاث أمسيات ناقشت موضوعات ثقافية واجتماعية مختلفة، وحضرها عدد كبير من المهتمين بالفن والثقافة من داخل الدولة وخارجها.

شارك في الأمسية الأولى التي أقيمت بعنوان «كلّ وقت وله آذان» العازف والباحث في علم النغم، مصطفى سعيد، وتناول تاريخ تطور أساليب المؤذنين في العواصم الإسلامية المختلفة، والعلاقة بين الآذان والنغم، مشيراً إلى اتجاه بعض الأساليب التاريخية المتطورة للآذان للاندثار من عواصم عربية كبرى كالقاهرة ومدن الشام.

وفي أمسية بعنوان «أمومة اختيارية» أدارتها الدكتورة بروين حبيب، الناقدة والإعلامية البحرينية، استعرضت الدكتورة عائشة البوسميط تجربتها الاجتماعية في الاحتضان؛ حيث أكدت أن عدم زواج المرأة أو إنجابها لا يعني بالضرورة حرمانها من ممارسة أمومتها مع أطفال آخرين، تستطيع أن توفر لهم الدفء الأسري، من خلال احتضان الأطفال الذي يفتقدون لوجود الأسر، وهو ما يسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، مشيرة إلى أن الاحتضان تترتب عليه مسؤوليات لا تقل عن مسؤولية الأمومة البيولوجية؛ من حيث ضرورة الاعتناء بكل تفاصيل التربية للطفل المحتضن باعتباره أمانة يجب أن يلتزم بها من اختار احتضان أحد الأطفال. وأشارت إلى التطور الكبير الذي حققته دولة الإمارات في مجال القوانين المتعلقة بالاحتضان، وهو ما أسهم في إحداث تطور مجتمعي يتقبل هذه الفكرة، موضحة أنها تسعى إلى نشر التوعية داخل المجتمع الإماراتي بأهمية الاحتضان بين جميع الأسر، وليس فقط بين من حُرِم من الإنجاب لسبب أو لآخر.

تجارب مضيئة

وسلطت الأمسية الثالثة الضوء على النماذج النسائية المضيئة والمشرفة لإماراتيات قدمن تجاربهن الناجحة في خدمة المجتمع؛ حيث استضاف بيت محمد بن خليفة كلاً من فتحية النظاري، وهي من أوائل النساء المتطوعات في دولة الإمارات، والدكتورة شيرين الزعابي، الطبيبة الاستشارية، وشيخة الزعابي، التي تعمل برتبة رائد في شرطة أبوظبي.

وفي الحوار الذي أدارته الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، قالت فتحية النظاري: إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أسسا لنهج العمل التطوعي، ولتمكين المرأة من المشاركة في كل مجالاته سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها، واستعرضت النظاري العديد من الجهود التي بذلتها دولة الإمارات خلال جائحة كورونا لمساعدة المحتاجين والمرضى، داخلياً وخارجياً، فضلاً عن جهود الإمارات الإغاثية في العديد من دول العالم.

وأشارت الدكتورة شيرين الزعابي، إلى الاستجابة السريعة التي تفاعلت بها الإمارات مع جائحة كوفيد19، مؤكدة أن الكوادر الطبية واصلت الليل بالنهار لمواجهة الجائحة وتقديم الخدمة الطبية لجميع المصابين، وكان ذلك سبباً في مواجهة كل العقبات ونشر التوعية بأعراض المرض وطرق الوقاية منه، وهو ما مكن الإمارات من تجاوز الجائحة بأقل عدد من الخسائر.

الكلمة المغناة

في قلعة المويجعي، أقيمت الأمسية الثانية لبرنامج «الكلمة المغناة»، بمشاركة كل من المخرج ياسر النيادي،و سعود محمد الدرمكي، والباحث فهد المعمري، والمطرب خالد محمد، والإعلامي عيضه بن سعود الذي أدار الجلسة الافتتاحية للأمسية التي حظيت بحضور كبير على أنغام موسيقى القوات المسلحة التي رحبت بالضيوف على إيقاع الطبول العسكرية، وعزفت النشيد الوطني الإماراتي ومجموعة من المقطوعات الوطنية.

استهل الأمسية الباحث الإماراتي في التراث والشعر فهد المعمري، بسرد سيرة الشاعر الإماراتي الراحل محمد سلطان الدرمكي الملقب بفارس القوافي، الذي ولد عام 1940 في مدينة العين مستعرضاً تجربته الإبداعية التي أسست لنهضة وازدهار الشعر النبطي ونشره عبر نطاق واسع في الإمارات، في الثمانينات من القرن الماضي. وأضاف أن الشاعر الراحل عمل جاهداً على زيادة بريق الشعر وتألقه في تلك الفترة الزمنية، وأبدعت موهبته التي استشفها من طبيعة الحياة الإنسانية في مدينته العين التي أسهمت في إثراء كلماته التي أصبحت تجول الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rbxdzwby

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"