عادي
صحف إسبانيا تتحدث عن «موت بطيء» أمام المغرب

جدار «أسود الأطلس» ينهي أسطورة «الاستحواذ»

22:35 مساء
قراءة 4 دقائق
حكيمي يسدد «بانينكا»
إنريكي لا يصدق الخسارة
صرخة قائد الأسود رومان سايس
جواد اليمق يحتفل في الشباك

الشارقة: ضمياء فالح

حصد الحارس المغربي ياسين بونو، حارس إشبيلية حصة الأسد من المدح في الصحف العالمية بعد تصديه لركلتي ترجيح أمام إسبانيا واصطدمت الثالثة في القائم، ليقود «أسود الأطلس» إلى صنع ملحمة كروية في استاد لوسيل بتأهله إلى ربع نهائي مونديال 2022 ومواجهته البرتغال في الدور المقبل.

وكتبت صحيفة «الجارديان» البريطانية: «يوم جميل لبونو والمغرب»، أما «ديلي ميل» فعنونت: «ياسين بونو البطل، ساعد فريقه على التأهل إلى ربع النهائي».

وكانت الصحف الإسبانية، قاسية على منتخبها، وقالت إن ما حدث في استاد لوسيل يشبه «الموت البطيء».

وعنونت صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية: «ضربة قاضية في المونديال»، وقالت إن «إسبانيا تحطمت مرة أخرى في ثمن النهائي بعد فشلها في اختراق دفاع المغرب الجيد وتسجيل ولو ركلة ترجيح واحدة».

وقالت الصحيفة إن «سارابيا وسولير وبوسكيتس أهدروا ركلاتهم، وحكيمي، بتسديدة على طريقة بانينكا، أرسل الإسبان لبيوتهم».

من جانبها، اعتبرت صحيفة «ماركا»، أن «المونديال كبير علينا»، مشيرة إلى «فشل ذريع لإسبانيا».

وبصورة لإنريكي وهو يضع يديه فوق رأسه عقب الهزيمة، افتتحت صحيفة (آس) عددها الصادر أمس بعنوان «قضي الأمر»، مشيرة إلى أن «إسبانيا تغادر المونديال بركلات الترجيح عقب استحواذ يصل إلى حد الملل وقليل جداً من التسديد».

وأشارت إلى أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم أصبح لديه شكوك بشأن استمرار لويس إنريكي في منصبه.

بدورها، انشغلت الصحف العامة الإسبانية بوداع المنتخب الوطني لمونديال قطر، حيث خصصت (إل باييس) جزءاً كبيراً من صفحتها الرئيسية للموضوع وعنونته «إسبانيا تسقط بكثير من الاستحواذ الذي لم ينفع في شيء».

وأبرزت الصحيفة في عنوان فرعي أن «لا روخا كان عاجزاً أمام صلابة المغرب. لم ينجحوا في التسجيل على مدار 120 دقيقة وأهدروا ثلاث ركلات ترجيح حاسمة».

ضربة بانينكا

ونفذ النجم المغربي أشرف حكيمي (24 عاماً)، المولود في مدريد والظهير الأيمن لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي حالياً وريال مدريد سابقاً، ركلة الترجيح الحاسمة، والأهم في تاريخ الكرة المغربية لتصبح المغرب أول بلد عربي على الإطلاق يتأهل لدور الثمانية.

تماسك حكيمي قبل أن يسدد في شباك الحارس الإسباني أوناي سيمون، ثم قدم احتفالية البطريق تقليداً لنجم نادي ميامي دولفينز لكرة القدم الأمريكية جايلين وادل.

المغرب هي أيضاً أول بلد إفريقي منذ غانا في مونديال 2010 تصل لدور الثمانية، كما أن ركلة حكيمي ذكرت عالم الكرة بـ«بانينكا» الإيطالي بيرلو في شباك الحارس الإنجليزي جو هارت ببطولة يورو 2012.

الجناح المغربي سفيان بوفال أيضاً جذب الأنظار بتلاعبه بنجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد ماركوس لورينتي؛ إذ راوغه يميناً ويساراً بالكرة ثم عاد لموقعه وهرب وعلق مشجع: «بوفال أرسل لورينتي للتسوق» ورد عليه آخر: «لا، بوفال أعاد لورينتي لدكة أتلتيكو مدريد».

خطة الفوز

بقي وليد الركراكي مدرب المغرب وفياً لخطته التكتيكية التي اعتمدها منذ بداية البطولة وتشكيلته المثالية التي لا مساس بعناصرها مركزاً على سد المنافذ من المدافع الأول قلب الهجوم يوسف النصيري، مروراً بخط الوسط بقيادة الرباعي سفيان أمرابط وسليم أملاح وحكيم زياش وعز الدين أوناحي، ورباعي الدفاع مع القائد رومان سايس ونايف أكرد والظهيرين نصير مزراوي وأشرف حكيمي، وصولاً إلى حامي العرين ياسين بونو.

عشية المباراة مع إسبانيا، أكد الركراكي في مؤتمر صحفي أن إسبانيا «تستحوذ على الكرة كثيراً وستقوم بذلك أمامنا، يعملون على إرهاق وتنويم الخصوم وحتى الجماهير عبر تمريرات بين رودري وبوسكيتس وألبا وغافي ثم رودري وألبا وهكذا إلى أن يجدوا الثغرة، وهذا ما يجب أن ننتبه له».

وبالفعل حصل ما قرأه الركراكي، لكن لاعبيه كانوا في الموعد ولم يسأموا أو يستسلموا وقاوموا حتى أوصلوا المباراة إلى ركلات الترجيح.

عقب المباراة، قال المدرب المغربي الذي اهتزت شباك فريقه مرة واحدة ومن النيران الصديقة في سبع مباريات منذ استلامه مهامه أواخر أغسطس الماضي: «قبلنا ألا نحتفظ بالكرة ليس خوفاً أنا مدرب منطقي، تابعت آخر 20 مباراة لإسبانيا وكان لديهم 70% استحواذ، لكننا لسنا فرنسا أو إنجلترا لننافسهم في هذا الجانب».

عمل رائع

وأضاف: «حتى المنتخبات الكبرى لم تفلح في مجاراة إسبانيا في الاستحواذ. أن تصمد 120 دقيقة دون استقبال هدف هذا أمر رائع، خط الوسط أغلق المساحات، وقام بعمل رائع رفقة المهاجمين».

فرض لاعبو المنتخب المغربي ضغطاً كبيراً على حامل الكرة ومنعوا الإسبان من اللعب بأريحية مطلقة وتمرير الكرات فيما بينهم خصوصاً البينية على مشارف أو داخل منطقة الجزاء. وقال القائد وقطب الدفاع رومان سايس: «المنتخب الإسباني يفضل الاستحواذ على الكرة، لذلك كان رهاننا ألاّ نترك لهم المساحات وأن نكون أكثر تركيزاً وحذراً». وقال لاعب الوسط سفيان أمرابط الذي لعب بحقنة مسكنة لآلام في الظهر أبقته مستيقظاً حتى الساعة الثالثة صباحاً ليلة المباراة: «لا يمكنني التخلي عن اللاعبين وبلدي».

هل انتهت «التيكي تاكا»؟

سؤال تم طرحه لأن الصحف الإسبانية شددت على أن إنريكي العاشق لـ«تيكي تاكا» قد لا يبقى في منصبه.

يعلق لويس إنريكي: سيطرنا على منتصف الملعب ولم نسجل أهدافاً، حاولنا خلق الفرص، لكننا واجهنا خصماً بمؤهلات وخصائص دفاعية عالية، كان يتعين علينا أن نكون أكثر فاعلية، لم تكن أمامنا مساحات، سعيد بما قدمناه وهنيئاً للمغرب، كان أفضل منا في ركلات الترجيح، ياسين بونو كان مدهشاً وأتمنى لهم التوفيق في الدور التالي.

وقال لاعب وسط أتلتيكو مدريد ماركوس لورنتي الذي كان أحد الأوراق المفاجئة في التشكيلة عندما أشركه مدافعاً أيمن على حساب سيسار أسبيليكويتا وداني كارفاخال: كانت المباراة صعبة جداً سواء من الناحية البدنية أو النفسية، المغرب قدم مباراة جيدة أيضاً، أنا مندهش من لياقتهم البدنية، أحياناً أشعر بأنهم مرهقون، لكنهم يركضون دون توقف.

وأضاف: الحارس ياسين بونو كان جداراً منيعاً، لقد صنع الفارق.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9fh2x5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"