هنيئاً للشعر بسلطان

02:16 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد عبدالله البريكي

من الأبيات الشعرية العربية الخالدة ذلك البيت الذي يتحدث عن ألم الفراق، ويتجلى في النهايات التي تعلن عن بدايات جديدة قادمة، بيت الشاعر العباسي ماني الموسوس من قصيدته «يا راهب الدير»:

إن البدور التي قد جئت تنشُدُها

                 بالأمس كانوا هنا واليومَ قد رحلوا

وفي كل عام ونحن نحتفل بعرس الشارقة الشعري من خلال مهرجان الشعر، يتقدم هذا البيت في الأيام الأخيرة، ليكشف ما بداخل النفس من محبة وحميمية سادت المكان لدرجة ارتباطها بالعين الباكية عند إعلان بداية مغادرة الضيوف عائدين إلى أوطانهم ترافقهم أرواحنا المحبة لهم.
هذه اللقاءات الثقافية تجعلنا نعود إلى ذكر بعض تفاصيل هذا العام ونقول إن إمارة الشارقة لا تشعر بالتعب أو الملل وهي تقطع المسافات حاملة زاد العلم والمعرفة والتواصل الإنساني إلى الآخرين، فهي دائمة السعي من أجل أن ينتشر ورد الروح وعطر الأدب إلى الآخرين، وفي مسيرتها هذه تتنفس أكسجيناً نقياً يمنحها طاقة إيجابية عالية في مضاعفة الجهد، ذلك الأكسجين هو دعم ورعاية المحبة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ودعم سموه المتواصل للشعر ولبيت الشعر في الشارقة ولمهرجانه السنوي، أهدى إلى الثقافة العربية مبادرة سموه لإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي والتي أطلقها سموه من خلال مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته السابقة 2015 لتنطلق دائرة الثقافة والإعلام وبيت الشعر في الشارقة بهمة وبفرح من أجل أن تنفذ هذه المبادرة وتوصل هدية سموه إلى كل مثقف عربي، واحتفلت أربع دول بوصول هذه الهدية خلال العام الماضي بدءاً من محافظة المفرق بالأردن ونواكشوط بموريتانيا والأقصر بمصر والقيروان بتونس، والعمل متصل لافتتاح بيوت أخرى في بلدان عربية مختلفة، وبيت الشعر في الشارقة يسعى إلى أن يعمل على اختيار الأجمل لهذه المبادرة من خلال البيوت التي يتم تكليفه بها من قبل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، فاختيار من يفعل برامج البيت هو من أساسيات هذا العمل، فإن كان الاختيار مناسباً سيكون دور تلك البيوت سليماً في المحافظة على الشعر العربي وأصالته وعلى اللغة العربية، ولهذا فإن بيت الشعر سعى إلى أن يلتقي مديرو بيوت الشعر في الشارقة من خلال ندوة في هذه الدورة من المهرجان للتباحث والتشاور والتنسيق واستشراف القادم، للعمل على تحقيق هذا الهدف حتى لا تشوه صورة الشعر وتنحى إلى منحى لا يتوافق مع رؤية صاحب هذه المبادرة والهدية الغالية.
مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الرابعة عشرة لعام 2016 واصل الالتقاء بالعديد من المبدعين في دورته الحالية، وكانت شارقة سلطان الباسمة مظلتهم التي بثوا فيها عبق شعرهم وجميل بوحهم.
كما أن هذا المهرجان ناقش الدور الحضاري للشعر العربي المتناغم مع مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة حول بيوت الشعر، وأقام ندوة المهرجان الفكرية بمشاركة بعض النقاد العرب.
وجمع المهرجان العديد من الطاقات الإبداعية العربية تحت مظلة الشارقة التي تحتضن دائماً رؤاهم وألحانهم وتجلياتهم الشعرية، وتشعرهم بأهمية ما يكتبونه من سحر الكلام.

كما أكد مهرجان هذا العام على ضرورة الشعر في الوقت المعاصر، كون الشعر يجسد حقيقة إنسانية الإنسان، وله أهمية في تفعيل دور التواصل بين المجتمعات بثقافاتها ورؤاها المختلفة، كما أن للشعر دوراً مهماً في ترسيخ الهوية الوطنية والحضور بقوة في المجتمعات ليعالج بورد الكلام وعطره الكثير من القضايا المتجددة مع متطلبات الحياة.

نقول لكل مبدع شارك في هذا المهرجان:

إني على العهد لم أنقضْ مودتهم

                 يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا

طاب اللقاء بكم في «منابع العز» إمارة سلطان الباسمة، وهنيئاً للشارقة وللثقافة والأدب والشعر ومن يرتبط بهذه الأشكال الإبداعية والإنسانية بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي نسأل الله سبحانه أن يمد في عمره ويمنحه الصحة والسعادة لننعم بهذا العطاء العظيم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"