عادي
فضاء ثقافي يحتفي بلغة الضاد في مكتبة محمد بن راشد

قصائد من ماء البحر لإبراهيم محمد وكريم العراقي

23:58 مساء
قراءة 3 دقائق
توقيع كتب وأمسية شعرية /تصوير محمد الطاهر/١٩/١٢/٢٠٢٢
توقيع كتب وأمسية شعرية /تصوير محمد الطاهر/١٩/١٢/٢٠٢٢

دبي: عثمان حسن

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام نظمت مكتبة محمد بن راشد مساء أمس الأول، الاثنين، في مقرها في دبي أمسية ثقافية مزجت بين القراءات الأدبية والشعرية والموسيقى.

حضر الأمسية الأديب محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة المكتبة، والدكتور محمد سالم المزروعي عضو مجلس إدارة المكتبة وعدد كبير من المثقفين.

استهلت الأمسية بقراءة وتوقيع رواية «دائرة التوابل» للكاتبة الإماراتية صالحة عبيد وكتاب «الأسماء» للشاعر البحريني - البريطاني طاهر عادل من ترجمة الإعلامية صفية الشحي، أدارت الأمسية الكاتبة إيمان الحمادي.. وتضمن الحفل في جزئه الثاني أمسية للشاعرين المتميزين الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم، وكريم العراقي من العراق، وأدارت الأمسية الكاتبة سلمى الحفيتي، التي عرّفت بتجربة الشاعرين إبراهيم والعراقي بما يليق بهما.

استهل كريم العراقي المعروف بمفرداته البسيطة، ولكن العميقة بما فيها من إحساس شعري لافت، بقصيدة شجنية وفاء لوالده وهي بعنوان «يا أبي» وجاء فيها: (رحم الله أبي / آه كم أشتاق أيام أبي / ذلك الرجل الرهيب العصبي العصبي / إنه أورثني الحزن. ولكن مدّني / بالعزم والعزة والصبر الأبيّ / فحملت العِبء طفلاً ودُموعي لُعَبي).

البلياردو

وواصل كريم العراقي وسط أجواء تفاعل الجمهور مع أشعاره قراءة مجموعة أخرى من قصائده بينها واحدة بعنوان «البلياردو» التي كتبها من واقع قصة حقيقية حدثت له، حيث التقى بسيدة جميلة هزمته بعطرها في «البلياردو» لكنه كما يقول «فاز بقصيدة» وجاء فيها:

الأخضر.. المستطيل.. جاهز / والزوايا مفتوحة لابتلاع الكرات / ابدئي أنت أولاً فالبدء للفاتنات / رتّبتها.. بعثريها / سكّنتها.. حركيها / فرّقيها كقلبي.. إلى جميع الجهات / ها أنا أرفع المثلث عنها / فاعصفي بالمدوّرات / كالناي بين يدي عازف ساحر النغمات / يا لك من محظوظة من أول الضربات / كراتك كالأرانب تجري وكراتي كالسلحفاة.

وردت على هذه القصيدة الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري بقصيدة جاء فيها: بعثريها.. بعثرت بالبعد عمري / بعثريها.. بعثرت أنت حياتي / حركيها.. حركت تمثال صبري / حركيها.. حركت صمت الشفاه / لم تكن تلك يا عزيزي كرات / ذاك قلبي في آخر الشبكات / إلى أن تقول: حين تأتي سأفرش العمر وردا / وأمد الفضا حنينا وودا / لا، تمهل / ماذا سأفعل أيضا / لست أدري خذ كل حياتي / وإذا بالنهار يخجل مني / وورودي مؤودة النسمات / كنت أهفو لأن أراك، ولكن / هرب الدفء من يد اللحظات / وافترقنا ما عاد يغري يدينا / مستطيل ولا زوايا الكرات.

وقرأ إبراهيم محمد إبراهيم، وهو شاعر ذو تجربة خصبة بتعبيراتها الدلالية والشعرية قصيدته الطويلة والشهيرة «حوار ساخن مع البحر» وجاء فيها:

للبَحْرِ زُرْقَتُهُ / وللشُّبّاكِ آلاءٌ تدل على النّزيلْ / والوجْهُ وجْهي / حيثُما يمّمْتُ لي وطَنٌ / ولكني أَحِنُّ إلى النّخيلْ / ما زادَني التِّرْحالُ / إلا رَغْبَةً في المُكْثِ / لكِني أبَيْتُ المُكْثَ / حتى يُبْعَثَ السِّرُّ الذي دفنوهُ / في جَوْفِ القَتيلْ / أمضِي / وتَتْبَعُني ظِلالُ السَّمْرِ أنَّى رُحْتُ / يَدْفَعُني إلَيَّ المُسْتَحيلْ / بين الشَّبابيكِ التي غادَرْتُها / والبحرِ / سِرٌّ ليسَ تمحوهُ الرِّياحْ / أشْفَقْتُ من حُمّايَ / ذاتَ صَبيحَةٍ عمياء / مُنْتَصِباً / على قدمينِ من ثلْج ٍ/ تَكَسَّرَ عندَ أوّلِ نسمةٍ / يا بحرُ / لاتدع ِ السَّواحِلَ تُشْتَرى باللُّؤْلُؤِ المسمومِ / لا تدَع ِ النِّساءَ / يَلُذْنَ بالحُجَج ِ الرَّخيصةِ / إذْ يَبُحْنَ بِسِرِّكَ الأَزَلِيِّ / في سوقِ الإماءْ / لا تُلْقِنا حُمَماً / تَبَدَّدُ في صهيلِ الرِّيح / أُغنِيَةً يُحَرِّفُها السّفيهُ كما يشاءْ / بينَ الشَّبابيكِ التي غادَرْتُها والبَحْرِ.

وقرأ إبراهيم قصائد قصيرة مكثفة الدلالة، وتنطوي على تصوير شعري لافت.

واحدة بعنوان «تباعد»، يقول فيها: (كنا نشرب من فنجان واحد / نصف القهوة لي والنصف لها / صرنا نشرب من فنجانين / على طاولة / ثم على طاولتين / وها نحن اليوم نخطط / كي نسكن في بيتين).

وفي قصيدة معاكسة للسابقة من حيث المعنى، قرأ إبراهيم محمد قصيدة «تقارب»: (كنا نسكن في بيتين / صرنا نسكن في بيت / ونصبّ القهوة في فنجانين / على طاولتين / أهلكنا الشوق / فأحرقنا طاولة / ووضعنا فوق الطاولة الأخرى الفنجانين / وازداد الشوق بنا / فكسرنا فنجانا / وملأنا الآخر / نصف القهوة لي / والنصف لها).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s44dmj4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"