عادي

ارتفاع معدلات الاقتراض يلقي بظلاله على أسعار العقارات الأمريكية

19:41 مساء
قراءة 3 دقائق
  • وسيط عقاري يؤكد أنه الوقت الأفضل للشراء منذ عامين
  • معدل القروض العقارية الأعلى في 21 عاماً
  • تراجع متوسط سعر العقار الواحد 11% وتوقعات بانخفاض 2.8%

تفقد العقارات الأمريكية جاذبيتها مع الارتفاع الحاد في معدلات الاقتراض وانهيار عمليات البيع والشراء، غير أن الأسعار صامدة عند مستوياتها، لا سيما في الأسواق المحمومة من جائحة «كوفيد-19».

في نوفمبر/تشرين الثاني، أظهرت مبيعات المنازل القديمة في الولايات المتحدة انخفاضاً بأكثر من 38% مقارنة بأرقام يناير/كانون الثاني التي كانت ذروة العام 2022، بحسب الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين.

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، بلغت معدلات القروض العقارية لمدة 30 عاماً - وهي المعيار في السوق الأمريكية - نسبة 7,16% على أساس سنوي، وهي أعلى نسبة مسجلة منذ 21 عاماً. انخفضت قليلًا مذّاك الحين حتى سجّلت 6,58% نهاية ديسمبر/كانون الأول.

في مارس/آذار، بدأ التشديد النقدي الذي يمارسه البنك المركزي الأمريكي للحدّ من التضخم، ووضع حداً لعصر الأموال الرخيصة، الذي كان قد بدأ مع بدء انتشار «كوفيد-19».

ويقول الوسيط العقاري في شركة «كومباس» ديفيد شليشتر في مدينة دنفر في ولاية كولورادو: «من الواضح أن السوق قد اتخذت منعطفاً».

ويضيف: «انتقلنا من السوق الأكثر غلياناً في التاريخ، مع سلع كان معظمها يُباع بأعلى من سعرها» في غضون أيام قليلة، إلى بيئة أصبح فيها إبرام الصفقات بأقل من المبلغ المطلوب في البداية عادياً.

ويقول دريك الذي فضّل عدم الكشف عن كنيته، والذي يستعدّ لإنهاء صفقة شراء منزل في أوستن في ولاية تكساس بأكثر ب4% من السعر المعروض بالأساس: «الآن هو أفضل وقت لشراء (العقارات) منذ عام ونصف العام أو عامين، إذا كانت لديكم وظيفة مستقرة إلى حد ما ودخلكم معقول».

ومنذ الذروة التاريخية المسجّلة في يونيو/حزيران، تراجع متوسط سعر العقار الواحد بنسبة 11% إلى 370,700 دولار. لكنه يبقى أعلى بنسبة 3,5% من السعر المسجّل العام الماضي في الفترة نفسها وبنسبة 30% من مايو/أيار 2020، قبل حمى الاستثمارات بالعقارات التي ولّدتها الجائحة.

وتتوقع شركة «كور لودجيك» تراجعاً طفيفاً بنسبة 2,8% لمعدّل السعر بين نوفمبر 2022 نوفمبر 2023.

لا توقعات بتكرار أزمة الرهن العقاري، التي ضربت قطاع العقارات الأمريكي لعدة سنوات، بحيث تراجعت أسعار المنازل القديمة 27% بين ذروة الأزمة في يونيو 2008 وأدنى مستوياتها في يناير 2012.

سوق يهيمن عليه البائعون

يكمن أول مؤشر لاستقرار السوق في الولايات المتحدة في تحول مشهد الاقتراض العقاري. انخفضت نسبة الاقتراض بفوائد متغيرة من نحو 35% في العام 2006 إلى أقل من 10% حالياً.

بالاستفادة من سعر الفائدة الثابت، فإن الأغلبية العظمى من المقترضين محميون من تشديد شروط الائتمان التي تسببت في حالات تخلف عن السداد خلال أزمة 2008 المالية.

ويرجّح لورنس يون، وهو خبير اقتصادي لدى الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، ألّا تكون زيادة مخزون العقارات «كبيرة جداً»، رغم ترجيح تسجيل ركود معتدل هذا العام وارتفاع نسبة البطالة التي قد تدفع البعض إلى بيع عقاراتهم.

وبالكاد يصل عدد العقارات في الولايات المتحدة حالياً إلى 25% من المستوى الذي كان مسجلًا قبل أزمة الرهن العقاري، ما يحدث نقص توازن بين العرض والطلب.

وبالحديث عن نسبة البناء الجديد، يقول يون: «خلال العقد الأخير، لم يُنتج البناة ما يكفي من المنازل».

ويقول إنه، على مستوى الطلب، ساهمت الأسعار المرتفعة مع زيادة معدلات الائتمان في إبعاد العديد من الزبائن من السوق، موضحاً، «العديد من الشباب الذين يرغبون في الشراء ليس لديهم الموارد المالية اللازمة».

ويقول الوسيط العقاري ليفي لاساك في دالاس في ولاية تكساس: «لا نزال في سوق يهيمن عليه البائعون».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8u4cx6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"