عشر سنوات من المعرفة

23:08 مساء
قراءة دقيقتين

د. رفيعة عبيد غباش

عشر سنوات ننشر بهجة المعرفة، ونستعيد التاريخ، متحف المرأة هو الصرح الثقافي الأول في العالم العربي، بدأ العمل على إنشائه في 2009م، وافتُتِحَ في نهاية 2012م، وها نحنُ –اليوم- نحتفل بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وقد نجح في نشرِ رسالته الوطنية التوثيقية لسيرة مجتمعٍ لولا قوةُ جذورهِ في تاريخ الأرضِ، لاغتالته الصحراء بقسوةِ الحياة فيها. لقد اختار المتحف لغة خاصَّةً جدًا به، هي لغة العلم والفن الذي جمعَ بين الخط والتصوير والمنحوت، وغيره بدقة بالغة الصدق والشمولية، وبكل ما أتيح من أدواتٍ كتب ووثق وعرض ما وجده من لآلئ في بحار السِّيَرِ المكافحةِ لِنِساء شامخات تفانين في عطائهن الخيريّ المتعدد الأبعاد، حتى أزهرت الذاكرةُ بِهِنَّ أدباً وشعراً وفكراً على درجة - من الإبداعِ- أجبرت التاريخَ على أن يعاملَ ذِكراهنَّ كما نعاملُ الكنوز.

لقد تعددت أدوارهن، منذ تحملن مع الرجل مسيرة البناء، وتحدين ظروفًا بيئية قاسية، ليصغْنَ واقعاً ومستقبلاً أجمل، ومن هنا بدأ تأريخُ المجتمَع الإماراتي، فكان حرصنا (أنا د. رفيعة ود.مريم سلطان لوتاه) على تخليد هذه الأرضِ في قلوب الأحفاد والحفيدات، بإحياء ذكرى أمجاد أمهاتنا وجدَّاتنا في السياسة والاقتصاد والتعليم والطب والحركة المجتمعية بصفة عامة. هنا.. أتاح متحف المرأة - للأجيال الشابة - فرصة التعرُّفِ إلى نساء استثنائيات، انتمين لوطنهنَّ بكل ما أُوتِينَ من أملٍ ورؤية أشرقَتْ شموس آثارها في أنحاء الإمارات على نحو ما نواه في هذا الضوء الحضاري الحالي.

ولقد ظل المتحف منذ تأسيسه مقصداً للزائرين والمقيمين في دولة الإمارات، واستطاع بما احتوته زواياه من مادة توثيقية، أن ينقل – وبمصداقية - التاريخ الاجتماعي والثقافي العام من خلال حالة خاصة، كالقصيدة البديعة التي تقول كل شيء من خلال شيء واحد، فالمرأة هنا لم تكن ذات دور واحد فقط، إنما كانت أماً، وسيدة أعمال داخل المنزل، وخارجه، ومتعلمة داخل الوطن وفي الجامعات الكبرى خارجه، وفي ظل المفهوم القبلي المحافظ، وضغوط التطورات الحديثة المستوردة، استطاعت أن تتقدم، وفي قلبها كامل هويتها الأولى، لم تتخل عنها، كما يمكن أن يحدث في شعوب كثيرة مع أول دفقات الاختلاط بثقافات أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6mzmh7uw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

مقالات أخرى للكاتب