أعلنت مختبرات الحاسوب في كل من إيران وروسيا والمجر عن اكتشافها لفيروس جديد يسمى فلايم، ووفقاً لمختبر (CrySyS) في المجر فإن هذا الفيروس يعتبر الأكثر تعقيداً بين البرمجيات الخبيثة .
وعلاوة على قدرته على التقاط صور لمستخدمي الحواسب المصابة، فقد قام فيروس فلايم بتسجيل الأصوات ومكالمات سكايب الصوتية، ونسخ المستندات، وتسجيل حركة المرور إلى الشبكة العنكبوتية، حيث يتم نقل هذه المعلومات إلى أحد الملقمات الرئيسية التي يسيطر عليها مصممو هذا الفيروس . ولم تستطع برامج الحماية من الفيروسات تعقب النشاطات المريبة لفلايم والذي كان يعمل بصمت طوال تلك الفترة .
لقد شكل فلايم صفعة قوية لبرامج الحماية التي عفا عليها الزمن . وفي الفترة الماضية، كتب ميكو هيب ونين، مؤسس ومدير البحوث في شركة F-Secure لمكافحة الفيروسات: إن فيروس فلايم يعد فشلاً لبرامج مكافحة الفيروسات، إذ كان من الواجب علينا اكتشافه منذ زمن طويل، لكننا للأسف فشلنا في ذلك، حيث كان في ملعبنا طوال تلك الفترة من دون أن نردي .
تعتبر برامج الحماية العمود الفقري والركيزة الأساسية في أمن حواسيب الشركات والأفراد والحواسيب الحكومية على حد سواء، حيث تقوم هذه البرامج بكشف التهديدات من خلال مقارنة رموز البرامج ونشاطها من خلال قاعدة بيانات عملاقة تحتوي على أسماء ونشاطات جميع البرامج الخبيثة والفيروسات المعروفة، ونتيجة لذلك فإن شركات الحماية مثل F-Secure ومكافي تبحث باستمرار عن البرامج الضارة الجديدة وتحديث قوائمها، بغية إنشاء جدار منيع يستطيع الحفاظ على الأسرار والمعلومات .
وفي السنوات الأخيرة، لم تكن إيران وحدها الهدف الرئيسي لتلك الهجمات بل حدثت العديد من الهجمات على حواسيب الحكومة الأمريكية، باستخدام برمجيات مثل فلايم والذي استطاع اختراق برامج الحماية بكل سهولة ويسر، وأشار الخبراء إلى أن العديد من شركات البرمجيات الأمريكية المتطورة مثل Google وRSA تم استهدافها بشكل روتيني أيضاً من خلال وسائل مماثلة وبرامج خبيثة أقل تكلفة .
ويقول بعض الخبراء والشركات بأن الوقت قد حان لتغيير استراتيجيات الحماية من من الفيروسات، حيث يشير نيكولاس كريستين، الباحث في جامعة كارنيجي ميلون: لاتزال هذه الاستراتيجيات القديمة جزءاً لا يتجزأ من الدفاعات الموجودة حالياً لاكتشاف البرامج والفيروسات الخبيثة، لكن هذا لا يمنع من تطويرها لتجعل من الأمر أكثر سهولة .
