الفيروس التاجي لن يسبب وباء مثل سارز

خطره على الحجاج منخفض جداً ولا داعي لفحصهم
13:11 مساء
قراءة 4 دقائق

قال علماء إن الفيروس التاجي (متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي) الذي ظهر في السعودية العام الماضي لن يسبب على الأرجح وباء مثل التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) لأنه لا ينتشر بنفس السهولة على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات الحالية .

وفي أكبر تحليل اكلينيكي حتى الآن للفيروس الجديد الذي يعرف أيضاً باسم فيروس كورونا، قال باحثون بريطانيون وسعوديون إنه يوجد العديد من أوجه التشابه بين التاجي وسارز الذي ظهر في الصين عام 2002 وقتل حوالي 800 شخص في جميع أنحاء العالم ولكن هناك أيضاً اختلافات مهمة .

كان الفيروس التاجي (كورونا) الذي يمكن أن يسبب السعال والحمى والالتهاب الرئوي قد ظهر العام الماضي وانتشر من الخليج إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتونس وبريطانيا .

وتقول منظمة الصحة العالمية إن اجمالي عدد ضحايا المرض في انحاء العالم بلغ 45 حالة وفاة من أصل 90 حالة إصابة مؤكدة .

وأصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات لسفر الحجاج إلى السعودية وقالت إن الخطر الذي يمثله الفيروس التاجي على ملايين الحجاج المسلمين الذين يعتزمون أداء فريضة الحج هذا العام منخفض جدا، وانه ليست هناك حاجة إلى فحص الحجاج .

وقال علي زوملا أستاذ الأمراض المعدية والصحة الدولية في جامعة يونيفرستي كولدج لندن إن الأدلة من دراسته تشير إلى أن حدوث وباء يسبب مئات الضحايا بسبب الفيروس التاجي غير مرجح .

وقال لرويترز لن يترتب على ذلك أي وباء على الأرجح . الفيروس التاجي لن ينتشر على الأرجح بسرعة ومن ثم من غير المحتمل أيضاً أن يقتل نفس اعداد سارز .

وأشار إلى أن الفيروس التاجي تم تحديده أول مرة قبل 15 شهراً وسجلت 90 حالة إصابة حتى الآن . انتشر سارز بسرعة أكبر كثيرا وأصاب أكثر من 8000 شخص ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ويوليو/ تموز 2003 .

وكانت دراسة سابقة عن كيفية الإصابة بالفيروس التاجي كشفت أن المستقبلات التي ترتبط بها شائعة في الرئتين والجهاز التنفسي السفلي لكنها ليست في الأنف والحلق والجزء العلوي من الجهاز التنفسي .

ويعتقد بعض الخبراء أن هذا هو سبب أن الفيروس التاجي لا ينتشر حالياً بسهولة من شخص إلى آخر .

وكشفت الدراسة أن الفيروس التاجي قتل نحو 60 في المئة من المرضى المصابين الذين يعانون أيضاً أمراضاً كامنة أخرى مثل البول السكري وأمراض القلب .

لكن زياد ميميش وكيل وزارة الصحة السعودية الذي قاد فريق البحث قال إن ارتفاع معدل الوفيات زائف على الأرجح ويرجع ذلك إلى حقيقة أننا نحصي الحالات الحادة فقط ونتجاهل عدداً كبيراً من الحالات الخفيفة أو عديمة الأعراض .

وقال: حتى الآن ليس هناك سوى القليل الذي يشير إلى أن الفيروس التاجي سيتبع مساراً مماثلاً لسارز .

وتدعو منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى زيادة الوعي بالفيروس للمساعدة على الحد من تفشيه بين الحجاج لكنها قالت إنها لن تقترح أي قيود على السفر او التجارة .

ويسبب الفيروس أعراضاً من بينها السعال والحمى والالتهاب الرئوي .

وتقول منظمة الصحة العالمية إن إجمالي عدد ضحايا المرض في انحاء العالم بلغ 45 حالة وفاة من أصل 90 حالة إصابة مؤكدة .

وعبر بعض المسؤولين في مجال الصحة عن خشيتهم من تفشي المرض خلال موسم الحج الذي يتوافد فيه الملايين من الحجاج على السعودية . لكن منظمة الصحة العالمية قالت ان فرصة إصابة فرد بالفيروس التاجي الشبيه بسارز في الوقت الحالي تعد قليلة جدا .

يذكر أن لجنة الطوارئ التابعة للمظمة الدولية عقدت اجتماعها الثاني عن بُعْد برئاسة المديرة العامة مارجريت تشان في السابع عشر من يوليو/تموز 2013 الماضي بمشاركة خبير استشاري للجنة وممثلين عن الدول الأطراف االمتأثرة وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر وتونس والمملكة المتحدة .

وقامت اللجنة خلال الاجتماع باستعراض ومناقشة المعلومات الخاصة بمجموعة من الجوانب المتعلقة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي أعدتها أو نسقتها الأمانة والدول رداً على الأسئلة التي طرحها الأعضاء أثناء الاجتماع الأول .

وقررت اللجنة بالإجماع أنه في ظل المعلومات المتاحة الآن، والنهج المتبع في تقدير المخاطر، لم تتوافر حتى الآن الشروط اللازمة لتحديد أن الحدث يشّكل طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً .

وعلى الرغم من أن أعضاء اللجنة لا يعتبرون أن الحدث يشكل حالياً طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً فقد قدموا نصائح تقنية كي تنظر فيها المنظمة والدول الأعضاء بشأن مجموعة من المسائل بما فيها المسائل التالية:

* تحسين الترصد وقدرات المختبرات وتتبع المخالطين والفحص المصلي

* الوقاية من العدوى ومكافحتها والتدبير العلاجي السريري

* اتباع الإرشادات المتعلقة بالسفر

* الإبلاغ عن المخاطر

* الدراسات البحثية (الوبائية والسريرية والحيوانية)

* تحسين جمع البيانات وضرورة إبلاغ المنظمة على نحو كامل وفي الوقت المناسب عن جميع الحالات المؤكدة والحالات المحتملة للإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية طبقاً للوائح 2005 .

وبناءً على هذه الآراء والمعلومات المتاحة حالياً قبلت المديرة العامة تقييم اللجنة للوضع الراهن الخاص بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المتمثل في أن الوضع خطير ويثير قلقاً بالغاً ولكنة لا يشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً في الوقت الراهن .

وأعربت المديرة العامة عن امتنانها للجنة نظراً للمجموعة الواسعة من النصائح الخاصة بالإجراءات الصحية التي قدمتها كي تنفذها البلدان، وللنصيحة الخاصة بأعمال المتابعة التي ستقوم بها المنظمة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"