إعداد: محمد ياسين
كعادة دولة الإمارات التي تسبق الزمن بخطوات، سعياً منها إلى تحقيق الريادة في مختلف القطاعات، فقد فاجأت العالم بإعلانها عام 2018 إطلاق بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية على هامش أعمال الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات.
ودُشن بنك البيانات اللوجستية في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بإمارة دبي، التي أصبحت مرتكز المساعدات العالمية في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، لما تمتلكه من مقومات جغرافية تربط دول العالم.
قال المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية جوسيبي سابا، إن بنك البيانات اللوجستي أثبت فاعليته خلال جائحة كورونا، حيث وفر المعلومات الآنية عن وضع مخزون الأدوية وموقع الشحنات التي انطلقت من المدينة لغوث المحتاجين في العالم.
وأضاف: إن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي تمكنت فور الإعلان جائحة كورونا من توسيع القسم الخاص بتخزين الأدوية في أماكن مبردة لتحافظ على صلاحيتها وفعاليتها خلال التخزين، وأثناء شحنها، ما مكّن المجتمع الإنساني من التعامل مع المتطلبات الهائلة للأدوية والإمدادات الطبية والمواد المختبرية وسلع أخرى كانت أساسية لمواجهة جائحة «كوفيد-19» في مختلف مناطق العالم.
وتابع جوسيبي، أن العالم يمتلك 11 مركزاً للمساعدات الإنسانية الدولية من بينها 3 مراكز ضمن قاعدة بيانات البنك، من بينها دبي وإيطاليا وبنما، مشيراً إلى السعي في الوقت الحاضر لأان يشمل البنك اللوجستي كل مراكز المساعدات الإنسانية حتى يتمكن العالم من التعرف إلى ما لديه من مواد إغاثية.
تسريع الاستجابة
ويسهم بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية في جمع ومشاركة المعلومات بصورة لحظية بما يخدم في تسريع وتيرة الاستجابة في حالات الطوارئ ويساعد على تقليل النفقات ذات الصلة، كما يسهم بنك البيانات في معالجة إحدى المشكلات التي تدور حول مسألة التنسيق ونقل وتوزيع المعونات والتي تعد المشكلة التي كان لها أثرها السلبي الواضح في عدد من أسوأ مواقف الطوارئ والأزمات حول العالم.طفرة مهمة
ويساعد البنك اللوجستي في تحقيق طفرة مهمة في مجال الدعم الإغاثي والمساعدات الإنسانية على مستوى العالم أجمع، حيث يعمل البنك اللوجستي على مشاركة المعلومات من أجل رفع درجة الاستعداد العام وتعزيز قدرة العالم على التجاوب مع الحالات الطارئة بأسلوب فعال، حيث تسهم تلك المنصة في جمع ومشاركة المعلومات بصورة لحظية، بما يخدم في تعجيل وقت الاستجابة في حالات الطوارئ ويساعد على تقليل النفقات ذات الصلة.معالجة المشكلات
وعمل البنك البيانات على معالجة إحدى المشكلات التي ارتبطت بعمليات الإغاثة والدعم الإنساني والتي تدور حول مسألة التنسيق ونقل وتوزيع المعونات، وهي المشكلة التي كان لها أثرها السلبي الواضح في عدد من أسوأ مواقف الطوارئ والأزمات حول العالم.
ويوظف بنك البيانات ميزة التتبع الآلي لحركة المعونات الإنسانية بناء على البيانات الجمركية الواردة من الموانئ البحرية والمطارات، وغيرها من نقاط الدخول التي تمر بها تلك المعونات، حيث يزود البنك جهات الإغاثة بمعلومات دقيقة حول مواضع التمركز الحقيقية لمواد الإغاثة الأكثر أهمية ومنها الغذاء والدواء وتجهيزات الإيواء.
دقة البيانات
ويمكّن بنك البيانات وكالات الإغاثة من التعرف بدقة إلى المواقع التي تتواجد فيها مواد وتجهيزات الإغاثة، سواء كانت تلك المواقع تابعة للأمم المتحدة، أو تابعة للمنظمات غير الحكومية حول العالم، بما لذلك من أثر في تشكيل صورة كلية عن المواد المتوفرة وأماكن تواجدها.
ويمد بنك البيانات مجتمع الإغاثة العالمي بالمعلومات المحدثة حول المواد الخاصة بجهود الإغاثة حول العالم، ويمكّن من معالجة تلك المعلومات بصورة فورية على كل المستويات، المحلية والإقليمية والعالمية.درجة الاستعداد
ومن بين الآثار الإيجابية للبيانات اللوجستية رفع درجة الاستعداد العام وتعزيز قدرة العالم على التجاوب مع الحالات الطارئة بأسلوب فعال ومؤثر، حيث تسهم تلك المنصة في جمع ومشاركة المعلومات بصورة لحظية حول كل الموجودات الخاصة بالمعونات والإغاثة الإنسانية، بما يخدم في تعجيل وقت الاستجابة في حالات الطوارئ ويساعد على تقليل النفقات ذات الصلة.
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تزايدت فيه الحاجة إلى مزيد من الدعم الإنساني على مستوى العالم بشكل غير مسبوق، منذ الحرب العالمية الثانية، جراء تصاعد وتيرة النزاعات السياسية والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، حيث تزيد أعداد من هم بحاجة إلى معونات إغاثية وحماية حول العالم.
تصميم البنك
قام بتصميم بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية فريق من المهندسين المختصين واستشاريّي تقنية المعلومات وعدد من الخبراء في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية. ويشرف على بنك البيانات اللوجستية جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، والرئيس السابق لوحدة الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ويحظى البنك بدعم العديد من المنظمات ووكالات الإغاثة الدولية، ومنها برنامج الأغذية العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، و«اليونيسيف»، والتعاون الوثيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.المدينة العالمية
وتعتبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي أمر بتأسيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الّله، عام 2003 المنطقة الحرة الإنسانية الوحيدة غير الربحية والمستقلة، وتستضيف مجتمعاً متنوعاً من 87 عضواً، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية غير الحكومية، والمنظمات الحكومية الدولية، والشركات التجارية. ويتكون المجتمع الإنساني الدولي في دبي من نحو 500 شخص يمثلون أكثر من 68 جنسية.
موقع استراتيجي
في عام 2011، انتقلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى موقعها الاستراتيجي الحالي بالقرب من مطار آل مكتوم، وعلى مقربة من ميناء جبل علي، من خلال مضاعفة حجمها ثلاث مرات، من 30 ألف متر مربع سابقاً، إلى 90 ألف متر مربع، ومنح الأعضاء القدرة على نقل الشحنات من البحر في أقل من 10 دقائق. وتوسعت مكاتب ومستودعات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى 135000 متر مربع في الحجم، كما تواصل المدينة العالمية مع المجتمع الإنساني من أعضائها، رحلة الإعداد لمواجهة أي تحديات جديدة، وخلق شراكات جديدة مع المبتكرين، إضافة إلى الشراكة مع لاعبين من القطاع الخاص يعملون بمعايير عالية المستوى.
همزة وصل
تتميز المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بموقع استراتيجي في دبي التي تعتبر همزة وصل بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، ما يسمح لأعضاء المدينة العالمية بالوصول في غضون 4-8 ساعات إلى ثلثي سكان العالم الذين يعيشون في مناطق معرضة للخطر. وكان المجتمع الإنساني للمدينة الإنسانية الدولية قادراً على إرسال وخدمة السكان المتضررين من الكوارث في جزر المحيط الهادئ وكذلك في منطقة البحر الكاريبي، ما يثبت دوره الدولي.
