عادي
جلسات ملهمة في الاجتماع العربي للقيادات الشابة

تجارب للإبداع الشبابي تبدأ من الحرف والمحتوى لتبلغ الفضاء

17:34 مساء
قراءة 3 دقائق
عمران شرف
خالد غطاس
أحمد غندور
محمد النغيمش
هنادا طه

دبي: «الخليج»

قدّم مجموعة من الخبراء والمختصين الذين شاركوا في «الاجتماع العربي للقيادات الشابة» المنعقد ضمن أعمال «القمة العالمية للحكومات» سلسلة تجارب نوعية، جمعت بين علوم الفضاء وصناعة المحتوى الرقمي المؤثر وتنمية السلوك الإنساني وفنون الإدارة والحوار وبحوث تعليم اللغة العربية، أضاءت على قدرات الشباب وإمكاناتهم والفرص التي يمكنهم صناعتها إذا ما توفر لهم الدعم اللازم والموارد.

الحلم معاً

وعرض الدكتور عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، تجربة «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» (مسبار الأمل) الذي حمل العرب إلى المريخ، وأثبت أن الشباب العربي قادرون وبجدارة على إثراء المعرفة، والمساهمة في المجتمع العلمي العالمي.

وقال «في نهاية عام 2013 التقى معنا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، طالباً أن نبدأ مشروعاً يبعث الأمل في الشباب العربي في منطقة كانت عبر العصور والحضارات مهداً للعلوم والبحوث. وفي صيف 2014 أعلنت دولة الإمارات أنها سترسل مسباراً إلى المريخ. وكانت أمامنا ست سنوات فقط، لإطلاق المهمة الفضائية التي تحتاج عادة من 10 إلى 12 عاماً. والجميع قالوا إن الأمر مستحيل، لكننا خرجنا بنهج إماراتي عربي مبتكر استفاد من تجارب الآخرين عبر فريق من 200 إماراتي. ولم نبدأ من الصفر بل من حيث انتهى الآخرون وتعاوننا مع المجتمع العلمي العالمي. ونجحنا ووصلنا بالعرب لأول مرة في تاريخنا إلى المريخ».

وختم شرف قائلاً «بفعل مشروع مسبار الأمل والنجاح الذي حققه، أنشئ لاحقاً مجلس علماء الإمارات وقطاع متخصص بوزارة الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة».

عبّر بالعربية

وقالت الدكتورة هنادا طه، مديرة مركز «زاي» لبحوث تعليم اللغة العربية، في جلستها «ثنائية اللغة والشباب»: «السؤال يجب أن يكون: ماذا تستطيع اللغة العربية أن تقدم للشباب؟ وهنالك توقعات بأن يتراجع عدد السكان في عدد من مناطق العالم، لكن بالمقابل قد يزيد عدد سكان المنطقة العربية إلى ثلاثة أرباع مليار، خلال عقود، وهذا سيكون حدثاً وازناً في السردية العربية، ويمنحنا المزيد من الفرص لتحقيق أحلامنا».

وأضافت «عرفنا من استبانة مركز الشباب العربي بأن 72% من الشباب العربي يريدون أن يؤسسوا مشاريع خاصة بهم. ووجود 60% من الشعب العربي دون سن 30، يعني هناك فرص كبيرة للشباب ومن يفكر في مشاريع في المحتوى العربي مثلاً. ومهم أن نقف متجذرين في مكان ما ونقول نحن عرب من هنا من هذه الأرض. وسنفوز بأن نحوّل اللغة العربية إلى فرص ومشاريع وسلطة. اللغة العربية احتمالات مستقبلية».

تقريب البعيد

وقال الدكتور محمد النغيمش، الكاتب والباحث المتخصص في الإدارة الرئيس التنفيذي ل «الروافد الاستشارية» في ثقافتنا العربية أشياء جميلة سهلة قد لا ننتبه إليها، كالمجلس الدائري أو الطاولة المستديرة التي تمنح الجميع قيمة متساوية على الطاولة. ألم يحن الوقت لإعادة تأهيل من يتولون أمر الشباب ليستطيعوا استكشاف المواهب والمبتكرين والمبدعين ومحبي العلوم؟ يجب أن يكون عندنا نظام الكشّاف عن الكفاءات، كالذي يبحث عن المواهب الرياضية.

وأضاف «ربع من حصلوا على جائزة نوبل هم من الشباب. وهذا يعني أن شباب هؤلاء كان زاخراً بالمعرفة والتحصيل والعلم».

واستشهد النغيمش بشدة انضباط نجيب محفوظ الذي كان يكتب ثلاث ساعات فقط في اليوم لا أكثر ولا أقل، مبيناً أن مثل هذا الرتابة الممنهجة تصبح عادة إيجابية تحقق الإنجازات.

وختم جلسته بعنوان «نحن والآخر» باقتراح إطلاق مبادرة من الاجتماع العربي للقيادات الشابة بعنوان «بنك أفكار الشباب».

الأسلوب والمضمون

وعرض الإعلامي أحمد غندور، لكيفية تطوير المحتوى لتعزيز الصورة، معدداً المكوّنات والتقنيات المطلوبة لإعداد المحتوى الرقمي المؤثر الذي يصل ويشرك الشباب.

وقال غندور المعروف لدى جمهور عربي عريض بالدّحيح: «إن عظمة نظرية النسبية أنها جامعة، لكنها غامضة بالنسبة للناس. لذلك فإن الحقائق تحتاج إلى حكاية تقرّبها إلى الناس. ولو لم نمتلك سرديتنا سيحاول غيرنا التحدث بدلاً عنا، وليس بالضرورة أن نتفق مع حديثه. فليس كافياً أن تمتلك الحقيقة، بل أنت بحاجة إلى شرحها».

وختم بالقول إلى العلم بحاجة إلى الإعلام كي يصبح شعبياً ومرغوباً ومطلوباً لدى الشباب.

مرونة بذكاء

وقدّم الدكتور خالد غطاس، المؤثر والمتخصص في السلوك البشري، تصوراً لقيمة السرد القصصي في تشكيل الهوية والسمعة للشباب العربي في عالم سريع التغيّر.

وأوضح أن سردية الشباب العربي يجب أن تروي قصته هو، وأن استيراد أي سردية لا يمكن أن يعيش. ونحن بحاجة إلى بحث إنساني دقيق لإنتاج سرد متفرد ينبع من مجتمعنا.

وبيّن أن الانقطاع في السرد يقتله، وأن الهوية مثل المعرفة شيء يتراكم. وأضاف «لا يمكن لأي سردية أن تنجح دون عاطفة. ويجب أن يكون الشباب هو ناقل السرد نفسه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8w4937

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"