أبناؤنا ونعيم العلم

03:21 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

تتصاعد الأحداث التي يشهدها العالم، مؤخراً، بوتيرة متسارعة جداً؛ حيث أربكت حكومات عدة؛ بسبب تفشّي فيروس «كورونا» المستجد؛ (كوفيد-19)، الذي أصاب المجتمعات بالشلل، وما تزال رحلة البحث عن «المصل» مستمرة.
ولعل أبرز الأحداث التي استوقفتني، خلال الأيام القليلة الماضية، جاءت في إعلان منظمة «اليونيسكو» عن أن أكثر من 850 مليون طالب وطالبة، أي ما يعادل «نصف الطلبة في العالم»، تعرضوا للضرر؛ جرّاء الانقطاع عن الدراسة في المدارس والجامعات؛ نظراً لقرارات تعليق الدراسة التي توالت في معظم البلدان، وانتشرت انتشار «النار في الهشيم»، لتشمل 113دولة، بواقع 102 أغلقت بشكل كامل، و11 جزئياً، وهنا نرى تجسيداً واقعياً لمضمون وأبعاد الأزمة التي أربكت العالم.
نعم الإمارات جزء لا يتجزأ من دول العالم، ولا ننكر أن ما تشهده المجتمعات من تداعيات «كوفيد-19»، طالت القاصي والداني، ولم تستثنِ أحداً؛ لكن الحق يقال إن القيادة الرشيدة للدولة، أدارت الأزمة بحكمة وحنكة ومسؤولية منقطعة النظير، ولم تدخر جهداً في وضع خطط واستراتيجيات وإجراءات؛ بحيث تُحجم مخاطر تلك الأزمة؛ بل إنها ذهبت تسخر الإمكانات كافة؛ لحماية المجتمع بأفراده، من مواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة، وجعلت سلامة الجميع أولوية قصوى لا تسبقها أية أولوية مهما كلف الأمر.
وهنا علينا أن نحمد الله الذي رزقنا بهذه القيادة الرشيدة، التي ركزت على الأجيال وتعليمها، وجعلت أبواب العلم مفتوحة على مصاريعها للجميع، على الرغم من تداعيات أزمة «كورونا» وآثارها السلبية، التي لم تترك مجتمعاً، إلا وتركت تداعياتها في مؤسساته وأفراده وأبنائه.
يحسب لإنجازات وزارة التربية والتعليم، مبادرة «التعلم عن بُعد»، التي وظفت التكنولوجيا بالشكل الصحيح؛ تحقيقاً لاستدامة التعليم، لينعم أبناؤنا بالعلم، وتتخطى العلوم والمعارف جميع الحواجز، وتبقى منابر العلم وشعلتها مضيئة في وطن الخير، مهما كانت الظروف والتحديات والتداعيات.
في الواقع.. إن المنصة الإلكترونية المجتمعية التي أطلقتها هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، لدعم المجتمع التعليمي، بمختلف فئاته، تعد خطوة جادة، تجسّد مشهداً مجتمعياً راقياً.
ولا ننكر على مؤسسات التكنولوجيا، وتقنية المعلومات والاتصالات، مبادراتها الفاعلة؛ لدعم منظومة «التعلم عن بُعد»؛ لكن يبقى على المجتمع بفئاته كافة، الالتزام بجميع التوجيهات والتعليمات التي تأتي من الجهات المعنية، لاسيما المتعلقة بالتعليم، والتعامل بمسؤولية وضمير؛ للمحافظة على سلامة الجميع، وتعليم الأبناء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"