المعلم عن بُعد

05:10 صباحا
قراءة دقيقتين
ميثا السبوسي

بتوجيهات من حكومة دولتنا الرشيدة يستمر التعليم، فلا توقفه الأزمات والمحن. والجهود المبذولة في القطاع التعليمي جبّارة للخروج بأقل الأضرار وأعلى نتائج بإذن الله.
ووسط ذلك كله، تتأكد لنا من جديد عبر التعليم عن بعد عظمة المهمة الملقاة على عاتق المعلم والتحديات التي تواجهه لتوصيل الرسالة المراد توصيلها لتعود بالفائدة والنفع على الطالب.
التعليم ليس وظيفةً كباقي الوظائف، المعلم عليه، في الظروف العادية، دور كبير في إدارة الفصل وتهيئة البيئة الصفية للطالب وتحقيق النظام وسيادته ببعض الأعمال والنشاطات لتسهل عليه العملية التدريسية، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من مهارات الطلاب وذلك بفتح الآفاق من خلال مناقشتهم ومحاورتهم لتنصهر جميعها في بوتقة التعليم.
يكفينا للتدليل على قيمة المعلم وكبر مهمته أن نرى الآن الصعوبة لدى أولياء الأمور في تحقيق انضباط الطلاب في الحضور عن بعد والالتزام بحل الواجبات المدرسية وإنهائها في الوقت المحدد.
مهمة المعلم لا تقتصر على التدريس فقط، فوجوده وتواصله مع الطلاب فترة زمنية طويلة نسبياً يجعلان الاحتكاك كبيراً بينهم فيفهم ظروفهم ويسهم في حل مشاكلهم، والتأثير عليهم في بناء شخصيّاتهم.
والمعلم حريص على ما يبدر من الطالب من كلمة أو تصرف، وبذلك هو قدوةٌ لطلابه، وله الدور الأكبر في تحفيز المبدعين والموهوبين منهم، ونقل المعارف المتنوعة، وغرس الأخلاق الحميدة، وهو مسؤول عن السلوك الاجتماعي في الصف بترك أثر إيجابي واضح في سلوك المتعلمين، ودفعهم إلى طريق النجاح بتوضيح المستقبل أمامهم ومشاركتهم في التخطيط له، فهو يعتبر مستشاراً للطالب يرشده ويساعده على اختيار المسار العملي له. وراء المخترع والفيلسوف والطبيب والمهندس والطيار معلم، يقع على عاتقه تطور المجتمع ويعتبر أساس نهضته.
بعد تجربة التعليم عن بعد بدأنا استيعاب الصعوبات التي يعانيها المعلم، فمهما تكالبت عليه الأمور، ومهما كانت ظروفه خارج الصف يجب المحافظة على بريقه ولمعانه داخله والبقاء شامخاً معطاءً، وعليه احتواء السلوك الخطأ للطالب وتقويمه.
لقد أصبحت أعي تماماً دور المعلم الذي تضاعف مرات في هذه الفترة ليأخذ من راحته ويعطي لطلابه، حتى عن بعد، فتحية إجلال وتقدير له.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"