شهيد يرتقي.. ووطن يزهو

05:21 صباحا
قراءة دقيقتين

مناسبتان وطنيتان غاليتان، تعيشهما دولة الإمارات هذه الأيام؛ يوم الشهيد الذي حدده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليكون في ال 30 من نوفمبر، واليوم الوطني الذي يوافق مرور 48 عاماً على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ال 2 من ديسمبر 1971، لتؤكد بهاتين المناسبتين أنها بلاد تعشق الحياة والمنجزات، وهو ما حققته على مدى مسيرتها في هذه الأعوام الثمانية والأربعين، وتقدم لأجل حماية هذا المنجز الغالي والنفيس، حفاظاً على ترابها، وكرامتها لتمنح حياتها كل قيمة ومعنى.
الشهيد الذي يضحي بحياته، يبذلها غالية في سبيل أن يحيا الوطن ويزدهر، ويستمر عطاء الشعب في البناء والتطوير والابتكار، ليعيش حاضره بأحسن حالٍ، ويبني مستقبله الآمن له وللأجيال القادمة، يدافع عن المبادئ والمثل العليا، ويناصر الحق ويواجه الباطل والظلم والعدوان، ولذلك بات من حقه على الأحياء، تكريمه بإبقاء ذكراه العطرة حية، وتثمين تضحياته الغالية بجعلها منارة ومرشداً تقود الجميع إلى ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
والاتحاد هو الذي صنع الإمارات العصرية، بفضل قيادتها الحكيمة، وتسخيرها كل الطاقات والموارد لتنمية البلاد والسير بها على طريق العلم والإنتاج والبناء والحداثة، باستخدام آخر ما وصلته التكنولوجيا من تقنية وتطور فاق كل الوصف.
وكانت البداية تفجير معركة البيئة والتصحّر والجفاف ونقص الموارد المائية الطبيعية، واستمرت طوال العقود الماضية، وعلى الرغم من أن الظروف لم تكن مواتية، فإنها نجحت في نشر الخير في كل مكان.
تنوعت المعارك التي خاضتها الإمارات، لتتحول خلال بضعة عقود تقارب الخمسة، إلى دولة عصرية بكل المقاييس العالمية؛ مطارات وموانئ وطرق ومؤسسات صحية وتعليمية وأندية رياضية وثقافية وترفيهية، ومنتجعات ومبانٍ وأبراج عملاقة تناطح السحاب، وصولاً إلى اختراق الفضاء، برحلة الرائد هزاع.
ومنذ اللحظة الأولى كانت المواجهة الكبرى التي بدأت ولا سبيل لتوقفها، وهي إعادة بناء الإنسان، بتسليحه بالعلم وأدوات العصر وتقنياته، وإعداده وتأهيله، ليقود مسيرة التنمية والبناء على امتداد مساحات الوطن، بكفاءة واقتدار، فكان بناء الجامعات والارتقاء بمخرجاتها سبيلاً ناجحاً لتجهيز قادة المستقبل وصانعي الغد المبشر بالخير للجميع.
الإمارات تكرم شهداءها بتخليدهم ليبقوا أحياء في ذاكرة أبنائها، وترعى أبناءهم وأسرهم، اعترافاً بجميل الشهيد الذي يضحي بحياته، ليحيا الآخرون بعز وحرية وإباء، وتبني حاضرها وتؤسس للأجيال القادمة، لينعموا بخيرات وطنهم، كما ينعم الجميع برغد العيش والحياة الآمنة المطمئنة.
وستبقى المسيرة الظافرة تدين بنجاحاتها العملاقة، لقادتها الذين يصلون الليل بالنهار، لتكون بلادهم أحدث البلاد، وشعبهم أسعد الشعوب، يؤدون جميعاً دورهم في خدمة الإنسانية بمواظبة تثير إعجاب القاصي والداني.
عاش اتحاد إماراتنا.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"