دهاليز قطر الإرهابية

02:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

منذ قطع العلاقات مع قطر من جانب الدول الأربع المكافحة للإرهاب، فإن كثيراً من دهاليز قطر الخفية انكشفت للعالم، وبالأخص للمواطن العربي، وأحد هذه الدهاليز هو أن عمليات التفجير التي كانت تقع في بعض الدول العربية قد قلت، وليست كما كانت قبل المقاطعة. والحقيقة أن التفجيرات قبل المقاطعة كانت بشكل يومي في بعض الدول التي تشهد عدم استقرار أمني، وأما بعد المقاطعة فلم يعد الأمر كذلك، فقد أنهك قطر تراجعها السياسي والاقتصادي، ومشاكلها الداخلية، وأصبحت تحت المجهر العالمي. فقد انكشفت دهاليزها، وخططها في زرع الإرهاب في الدول العربية أمام الرأي العام، ومن قبل الدول المكافحة للإرهاب، ولذلك تراجعت قطر خشية الملاحقات القانونية الدولية، ولا تخفى كثرة قضايا قطر الإرهابية أمام المحاكم الدولية التي قدمتها دول عربية في حقها.
تراجعت الثقة بقطر اليوم حتى لدى مرتزقة الإعلام، والذباب الإلكتروني، وهي مستمرة في لعب الأدوار السيئة بتشويه صورة الدول الأربع المقاطعة، ورموزها، وتمويلها بعض القنوات في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما وأنهم يدفعون ملايين الدولارات للمرتزقة. وأيضا تشن قنوات قطر وخاصة قناة الجزيرة حرباً إعلامية غير أخلاقية على الدول الأربع، ويتسترون بغطاء يظهرون من خلاله أنهم على حق، وأنهم غير متأثرين بالمقاطعة، وباطنه يحمل الكره والحقد للدول الأربع، ورموزها، ويحمل كل أشكال الخسائر الاقتصادية، والتراجع الواضح في نمو الاستثمار في قطر، ومن ضمن أهدافها أيضاً أنها تسعى إلى تشتيت الرأي العام العربي والدولي للتغطية على جرائمها الإرهابية التي ارتكبتها منذ سنوات، فنظام الحمدين اليوم حمَّل الحكومة القطرية جرائم كبيرة في حق أشقائهم العرب بالتواطؤ مع قوى الشر العالمية، ويرجع ذلك إلى وعود قدمت لها بأنها سوف تكون قوة عظمى في المنطقة العربية، بسبب أن لديها «فوبيا» من جيرانها الذين اعتبروها ومنذ عقود طويلة أنها دولة جارة شقيقة، تربطهم بها صلة الدم، والعروبة، والجيرة، إلا أن قطر سلكت طريق دعم الإرهاب، وتمويله، ونزع الثقة التامة عن أشقائها العرب.
قطر تبنت الحركات الإرهابية في المنطقة، وقبل عزل حمد بن خليفة أمير قطر السابق، ووضع تميم بن حمد الأمير الحالي لقطر، من قبل قوى الشر، كان «نظام الحمدين» يلعب دورا مهماً في تغيير التوازنات والقرارات لبعض الدول العربية التي سيطر عليها بعض قوى الإرهاب قبل فشلهم وعزلهم، ومن ضمن دهاليزها المظلمة أن حكومات بعض الدول كانت تتفاوض معها بسبب خطف المنظمات الإرهابية لأفرادها، ومواطنيها، فكانت هي حلقة الوصل بين الدول وبين العصابات والمرتزقة، مثل «داعش»، وجبهة النصرة، وهذا إن دل على شيء فيدل على أنها صاحبة قرار لدى المنظمات الإرهابية، ويرجع ذلك للتمويل الضخم الذي تتلقاه هذه المنظمات من الحكومة القطرية، وأصبحت هذه الحقائق في متناول المواطن العربي، ومنتشرة في الشبكة العنكبوتية، فاليوم لا تعاطف مع النظام القطري الذي يسعى بشكل كبير لخدمة أجندات خارجية مثل «إسرائيل» وغيرها من قوى الشر العالمية التي هدفها الوحيد هو السيطرة والتوسع في الوطن العربي.
قطر هي الأفعى التي نشرت سمومها في كل الدول العربية، بلا استثناء، وجميع الدول العربية تضررت منها، سواء بطريقة مباشرة، أو عن طريق المنظمات الدولية الإرهابية، وبعض هذه الدول لا يزال يتجرع سموم قطر إلى اليوم، مثل لبنان، وليبيا، والعراق، وسوريا، وفلسطين، وغيرها، والبعض الآخر فضل قطع علاقته معها لكي يحمي أمنه القومي، ومواطنيه، من سمومها، مثل مصر والإمارات والسعودية والبحرين التي عانت سمومها كثيراً، فلم ترحم قطر بإرهابها دول الجوار. وبمجرد قطع العلاقات معها توقف تفجير مساجد الله في هذه الدول، وحمى أرواح مواطنيها، وتوقفت التدخلات ودعم المنظمات الإرهابية، وهكذا هي قطر الوجه الأول للإرهاب في الشرق الأوسط.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"