سوق السيارات ذاتية القيادة

02:33 صباحا
قراءة دقيقتين
د. عبد العظيم محمود حنفي

التنافس محتدم بين شركات صناعة السيارات في العالم، وجوهر الصراع هو السيارات الكهربائية ذاتية القيادة. حيث لن تكون السيارات مجرد وسائل نقل ومواصلات كما في السابق، وإنما ستصبح وسيلة تواصل مع كائنات وأجهزة أخرى كثيرة ومتنوعة، كالأجهزة المنزلية والإلكترونية والمتنقلة والمتحركة. وتدرك شركات السيارات العالمية أن عليها بذل جهود حثيثة، لمواكبة ذلك التطور المذهل المقبل. وسيكون العامان أو الأعوام الثلاثة المقبلة أعوامًا حرجة في تحديد مسيرة السباق. حيث تزايدت سرعة التحركات الرامية لتطوير تقنية القيادة الذاتية في السنوات العديدة الماضية. وكلما استولت السياراتُ ذاتية القيادة على خيال الجمهور؛تسارعت المنافسة الدولية الشرسة من أجل الهيمنة على سوق السيارات الذكية ذاتية القيادة. وميزة ذلك النوع من السيارات السير في الشوارع دون سائق، اعتمادا على تقنيات تشمل كاميرا تستطيع التصوير بزاوية 360 درجة، لتتيح رؤية كاملة للشوارع من جميع الاتجاهات، ونظام للتحكم في السير، ونظام رادار يقدم بيانات متعلقة بحالة الشوارع. إضافة إلى ذلك سيتم تزويد السيارات الذكية بنظام يتيح لها المناورة وتغيير الاتجاه بصورة طارئة لتفادي أي تصادم. وقد دخلت شركات السيارات العالمية العملاقة مثل «مرسيدس بنز» و«بي إم دبليو»، وأيضا شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل «جوجل» و«آبل»، في سوق السيارات ذاتية القيادة منذ فترة. وتتميز تقنية السيارات الذاتية القيادة بعدد من الفوائد، تتصدرها السلامة بالدرجة الأولى. فالخبراء يقولون إن نحو تسعين في المئة من حوادث المرور ناجمة عن أخطاء بشرية. ويمكن للأتمتة القضاء على هذا الخطر. وهناك توجهان جديدان لتحقيق القيادة الذاتية. الأول يقوده كبار صناع السيارات، ويتمثل بتطوير وتحسين تقنيات القيادة الذاتية الواحدة تلو الأخرى. أما التوجه الثاني فتشرف على تطويره شركات تجارية وشركات تقنية المعلومات وتهدف إلى تزويد ما يُطلق عليه خدمة التنقل، والتي سيتم استخدامها في نظام النقل الآلي الكامل ذاتي القيادة في مناطق محدودة وفي ظل شروط معينة. ومن المتوقع أن تقدم مثل هذه الخدمة حلاً لحوادث المرور التي يتسبب فيها السائقون.
وفي اليابان تجري دراسة جدوى اقتصادية للشاحنات ذاتية القيادة في محاولة للتعامل مع مشكلة نقص السائقين الحاد في قطاع التوزيع. وتشهد اليابان تراجعا في عدد السكان والقوة العاملة وسوف تعاني نقصا حادا في عدد السائقين في قطاع الخدمات اللوجستية.
وتحاول الشركات العملاقة السيطرة على سوق السيارات ذاتية القيادة والسيارات الطائرة والتاكسي الروبوتي وكل تكنولوجيا متقدمة أخرى جديدة في هذا القطاع. وتلك الشركات لا تحتاج فحسب إلى شريك يمكنها أن يتعامل مع عملية التصنيع، وإنما تحتاج أيضاً، مثل كثير من شركات التكنولوجيا الخالصة الأخرى، إلى المساعدة في الالتزام بمعايير السلامة المعقدة، وهو تحدٍ متزايدٍ لا يحظى بالقدر الملائم من الاهتمام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"