لكننا متفائلون

«يشهد قطاع الطيران وصناعة السفر أوضاعاً غير مسبوقة، لكننا متفائلون بتجاوزها». بهذه الكلمات، أوجز الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، حالة صناعة الطيران التي تكاد تكون الوجه الأكثر وضوحاً للتأثيرات الاقتصادية لانتشار فيروس «كورونا»، الوباء العالمي الذي شلّ حركة النقل، وألزم الحكومات باتخاذ تدابير غير مسبوقة، ما أوقف أكثر من 90% من رحلات الطيران لمنع انتشار الوباء.
الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وهو يعلن بالأمس، أول وقف شبه كامل لرحلات الركاب بشكل مؤقت في تاريخ الناقلة، إنما أراد أيضاً أن يعطي النموذج في تعاطي الشركات أثناء الأزمات، كما أراد أن يؤكد أن أبواب الأمل مفتوحة، وأن المرحلة الصعبة لا بد أن تلحقها مرحلة مضيئة تأتي معها الفرص.
نعم، اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات الصعبة، ليست سمة يمتلكها الجميع، فرغم صعوبة القرارات اليوم، إلا إن الناقلة أثبتت على مدار تاريخها، بأنها بنيت على قاعدة صلبة مع وجود قيادة حكيمة تدير المقود إلى بر الأمان حتى في أحلك الظروف.
التحديات تصنع الفرص، إنه نهج دبي تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وها هي طيران الإمارات تستعد لاقتناص الفرص، ورغم توقف أغلبية الرحلات فإنها أبت أن تقوم بإلغاء وظائف، بل قامت بتخفيض الرواتب لفترة قصيرة، مستفيدة مما تمتلكه من سيولة وميزانية قوية، ولأنها تريد العودة بسرعة إلى التحليق عندما تسمح الظروف العالمية.
في أوقات الشدة، القرارات الجريئة والصائبة، تأخذ بالحسبان الصالح العام، تتحمل المسؤولية، وتستشرف المستقبل، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أمس: «نمتلك أفضل فريق للعبور نحو المستقبل، وعملنا في دولة الإمارات ومن أجلها مستمر».
وقطاع الأعمال كله مطالب بالتضامن مع نفسه؛ كي يحسن الاستفادة من التضامن الحكومي معه، فالحوافز تتوالى، ومن يستفيد منها أكثر هو من يعمل في ضوء التوجه التضامني لدولة الإمارات، والذي عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال: «لا تشلون هم».
طيران الإمارات نموذج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قصة نجاح حلقت بدبي وبدولة الإمارات، متخطية «المطبات» في رحلتها إلى ما هي عليه اليوم بين أكبر الناقلات الدولية.
قصة نجاح ساهمت وستواصل مساهمتها في تعزيز مكانة دبي عالمياً، ولن تقف عند أزمة عابرة، لا بل وستستمر في التخطيط ورسم المستقبل وفقاً لرؤية القيادة ورسالتها للعالم.. نحن هنا وسنبقى.