أثر العملات على البيئة

تتحدث بعض الدراسات البيئية الكندية، بأن بعض البلدان الغربية تنظر في أثر عملاتها على البيئة، ومدة بقاء هذه العملات في حالة جيدة وكذلك وسائل حمايتها وأمنها. وعلى مر السنين تمت صناعة النقود من مجموعة متنوعة من المواد - من الجلود في الصين في عهد أسرة هان، إلى الأصداف، والمعادن الثمينة، والورق، وقد صدرت أولى العملات الورقية الحديثة في أوروبا من بنك ستوكهولم عام 1661، حيث أصبحت العملات الورقية هي العملات المفضلة في جميع أنحاء العالم، وظلت كذلك لعدة قرون. ومع التطورات التكنولوجية الحديثة، أصبحت أوراق النقد ذات الغشاء البلاستيكي توفر مزايا أمنية إضافية إلى جانب طول العمر وكفاءة استخدام الطاقة. حيث تم إصدار أوراق النقد المصنوعة من أدة البوليمر لأول مرة عام 1988 في أستراليا ويستخدم الآن البوليمر في أكثر من 20 بلداً مختلفاً مثل أستراليا وفيجي وموريشيوس ونيوزيلندا، وبابو غينيا الجديدة ورومانيا وفيتنام وكندا، حيث بدأ البنك المركزي الكندي التحول إلى أوراق النقد المصنوعة من البوليمر عام 2011.
وتقول هذه الدراسات أن البوليمر قد تفوق على الورق في جميع الفئات والمراحل ؛ فورقة النقد المصنوعة من البوليمر ستؤدى إلى انخفاض احتمالات الاحترار العالمي بنسبة 32 % مع انخفاض الاحتياجات الأساسية من الطاقة بنسبة 30 % مقارنة بالنقود الورقية، والأهم من ذلك أن عمر النقود المصنوعة من البوليمر يزيد على ضعف عمر النقود الورقية - كما أن الفئات الأعلى، التي يكون استعمالها أقل يكون عمرها أطول من ذلك، وهذا يعنى أنه يتعين صناعة وتوزيع كمية أقل من نقود البوليمر خلال حياة السلسلة. ونظرا لأن وزن نقود البوليمر أقل مقارنة بالنقود الورقية، يكون حملها وتوزيعها أسهل على البيئة.وفي نهاية دورة حياة النقود الورقية، عادة ما يتم تمزيقها ونقلها إلى موقع دفن النفايات. أما أوراق البوليمر التي تسحب من التداول فيتم تمزيقها وتحويلها إلى حبيبات واستخدامها في صناعة المواد البلاستيكية اليومية مثل أساس الحدائق. وقد أمضى بنك انجلترا المركزي ثلاث سنوات في دراسة التأثير المحتمل للتحول عن استخدام النقود الورقية المصنوعة من القطن والكتان، وخلص إلى أن البلاستيك هو البديل المناسب، وفي عام 2016 تم البدء في ذلك، حيث صدرت ورقة بوليمر من فئة خمسة جنيهات تحمل صورة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني فترة الحرب العالمية الثانية
وأعلن محافظ بنك انجلترا وقتها «أن أوراق البوليمر تتميز بجودة أعلى وهي مزودة بوسائل حماية إضافية ضد التزييف، ويمكن إنتاجها بتكلفة أقل على دافعي الضرائب».
ويقول المعارضون للنقود البلاستيكية إن هذه الأوراق تلتصق ببعضها بعضا بسبب الطاقة الساكنة ولا يمكن طيها ببساطة مثل النقود الورقية عندما تكون جديدة.
ولكن الثابت أن مميزاتها البيئية أكبر بكثير من نواقصها، ذلك أن أوراق نقدية بقيمة 3 مليارات يورو تم إنتاجها عام 2003 وحده يعادل الأثر البيئي الناشئ عن قيادة سيارة حول العالم 9235 مرة. ولابد من التأكيد أن المواد المستخدمة في صناعة النقود على مر العصور، تعكس المناخ الاجتماعي والسياسي السائد في ذلك الوقت، فضلا عن التكنولوجيا والموارد المتاحة.