عادي
وزيرا الخارجية المصري والروسي أكدا رغبة مشتركة في توطيد العلاقات

شويغو ولافروف يدشّنان عهداً جديداً بين موسكو والقاهرة

05:10 صباحا
قراءة 4 دقائق
مقاتلة

اختتم وزيرا خارجية ودفاع روسيا سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أمس، زيارة إلى مصر . وغادر الوزيران القاهرة كل منهما على متن طائرة خاصة بعد زيارة لمصر استغرقت يومين لوزير الدفاع وعدة ساعات لوزير الخارجية . وأجرى الوزيران مباحثات مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، ثم شاركا في الاجتماع الرباعي مع وزيري خارجية ودفاع مصر نبيل فهمي والفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتناولت المباحثات بين الجانبين أحدث تطورات الوضع بالمنطقة وسبل دعم علاقات التعاون بين مصر وروسيا في كل المجالات .
وكان وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرغى لافروف عقدا مؤتمرا صحافياً في وقت سابق، أمس، حيث أكد فهمي أن بلاده تتطلع لتعاون مثمر مع روسيا في مجالات متعددة، مشيراً إلى أن مباحثاته مع لافروف تناولت العديد من القضايا الدولية والإقليمية وعدداً من الموضوعات الثنائية والعلاقات بين البلدين .
وقال فهمي إن المباحثات تطرقت أيضاً إلى الأوضاع في سورية والجهد المبذول لعقد مؤتمر "جنيف 2" سعياً للتوصل إلى حل سياسي للوضع بها وكذلك القضية الفلسطينية والمفاوضات مع الجانب "الإسرائيلي"، معرباً عن قلقه الشديد من أي ممارسات على الأرض تعكر صفو المفاوضات وتجعل الوصول إلى حل سلمي صعب .
وأضاف فهمي أن المباحثات تناولت أيضا الوضع في ليبيا والسودان وإفريقيا فضلاً عن قضايا الأمن الدولي والإقليمي والدعوة إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط . وأوضح فهمي أن "هناك اتفاقا بين الجانبين على أهمية عقد اللجنة الوزارية المشتركة لإعطاء التعاون الثنائي المزيد من الزخم وخاصة التعاون في المجال التنموي والطاقة وتوسيع التجارة والاستثمار والسياحة .
وأكد فهمي "أريد أن أكرر أن هناك رصيداً قديماً من التعاون الثنائي في مجالات متعددة بين البلدين" . وأضاف "وهناك تعاون عسكري بدأ نقاش حوله أمس الأول بين وزيري الدفاع في البلدين . وقال "زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة أقل ما يقال عنها إنها "تاريخية"، مضيفا "التعاون بين القاهرة وموسكو مفتوح من دون حدود في كل ما يحقق مصلحة البلدين" .
وعن المواقف المشتركة من القضية السورية قال وزير الخارجية نبيل فهمي "نحن ندعو إلى حل سياسي عاجل للقضية لإيقاف نزيف الدم السوري . . كما أن هناك تأييداً روسياً للدعوة المصرية والحرص على إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل من خلال التحرك على جميع المستويات لتحقيق ذلك .
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات المشتركة بين مصر وروسيا . وقال لافروف في المؤتمر الصحافي المشترك مع فهمي "إن هذه الزيارة تؤكد وجود رغبة روسية في توطيد العلاقات المصرية الروسية" . وأضاف "أن مصر بالنسبة لنا ليست فقط دولة رائدة في الشرق الأوسط لكنها صديق نرتبط معها بصداقة وتعاون مستمر منذ سنوات طويلة .
وأوضح لافروف أنه تناول مع الوزير نبيل فهمي الوضع في مصر، مؤكداً أن استقرار الأوضاع في مصر من مصلحة روسيا . ومن مصلحتنا أن تبقى مصر دولة مستقرة لديها اقتصاد قوي . وأضاف: ونحن نتمنى أن تحقق مصر أهدافها المنشودة وذلك من خلال العملية التي تجرى حاليا من الإعداد للدستور والاستفتاء عليه .
وأكد لافروف أن بلاده تنطلق من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وقال "إننا نحترم سيادة واستقرار مصر وحق المصريين في تقرير مصيرهم بأنفسهم .
وأشار سيرغي لافروف إلى أن المباحثات مع وزير الخارجية نبيل فهمي تطرقت إلى تعميق الحوار بين القاهرة وموسكو بما في ذلك استئناف عمل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين .
وشدد على أن بلاده لديها استعداد لمساعدة مصر في جميع المجالات التي تريدها القاهرة، وقال "إننا مستعدون لاستقبال أي مقترحات من شأنها تطوير العلاقات وجعلها تستمر" . وأوضح سيرغي لافروف أن المباحثات تطرقت إلى التعاون السياحي بين مصر وروسيا، مؤكدا أن استقرار الأوضاع في مصر ورفع حالة الطوارئ ستسمح باستئناف التعاون السياحي .
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى آفاق التعاون السياسي والعسكري، لافتا إلى المباحثات التي أجراها وزير الدفاع الروسي مع الفريق عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع . وأكد تطابق وجهات النظر بين القاهرة وموسكو فيما يتعلق بعقد مؤتمر "جنيف 2"، وقال "لدينا مواقف إيجابية مشتركة لما يجرى حالياً من عملية لتفكيك الأسلحة الكيماوية السورية . وقال "كما لدينا تفاهم عام فيما يجرى الآن من تغييرات جذرية يشهدها العالم العربي" .
وأكد لافروف دعم الجهود المصرية في إيجاد حل لتوفير الأمن في سيناء، إضافة إلى دعم الجهود المصرية في إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل .
ورداً على سؤال حول ما إذا كان التقارب المصري الروسي في الوقت الراهن موجهاً ضد أي طرف آخر، قال: "نحن لدينا صداقة مع الشعب المصري منذ عشرات السنين، وعلاقاتنا ليست ضد أي طرف" . وأضاف: "في العالم المعاصر لابد من التخلي عن هذا المنطق ونعيش الواقع . . وعلى كل بلد أن يحدد دائرة شركائه" .
وحول التطورات في سوريا، أعاد لافروف تأكيد أن موقف بلاده واضح، وهو عدم قبول الحل العسكري، وقال "نحن مع الحل السياسي وندعم عقد مؤتمر "جنيف 2"، ونرحب بمشاركة مصر في المؤتمر . وأكد ضرورة التفاهم على خطر الإرهاب في سوريا الذي امتد إلى العراق .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"