عادي

بداية الخمسين

07:01 صباحا
قراءة 8 دقائق

آمنتْ باللهْ ومنْ يومِنْ بهْ يكسَبْ رضاهْ
                         ومنْ عاشْ باللهْ وللهْ تَصدِقْ أحلامهْ
متجَرهْ رابحْ وإذا يعطي فيبهِرْ عطاهْ
                          ومنْ حبِّهْ اللهْ نصَرْهْ ورفَّتْ أعلامهْ
والوقتْ يجري مايتوَقَّفْ ومِبعِدْ مداهْ
                            وعندي الوِطَنْ سيِّدٍ والكلْ خِدَّامِهْ
وفي كِلْ عامٍ هدَفْ نوصَلْ لهْ ونحظاهْ
                              وبدايَةْ الخمسين باكرْ أوَّلْ أيَّامهْ
هدَفْ نحِطَّهْ ونجِدِّ ونشتِغِلْ في لقَاهْ
                               بالجِدْ والجهدْ حَزَّةَ وافقْ بعامِهْ
لأجلْ الإماراتْ لي نالتْ مكانِهْ وجاهْ
                           والعالمْ أهدىَ لأجلها أرفَعْ وسامِهْ
شبابها همْ أمَلها ودومهمْ في إنتباهْ
                            هُمْ للوطَنْ عدِّتِهْ ورجواهْ وحزامِهْ
أدعي بها العامْ يبلِغْ شَعبنا لي رجاهْ
                        في الصَّفْ الأوَّلْ ودومَهْ رافِعْ الهامِهْ


ثقة بالشعب لبلوغ «قمة» الخمسين


دبي:«الخليج»

ها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يجدد وعده الذي قطعه في «وثيقة الخمسين» التي أطلقها في مطلع يناير/ كانون الثاني من العام الماضي 2019، والتي تتضمن تسعة بنود تعبر عن رؤية سموه لمدينة دبي المستقبل، والحياة التي يتمناها لكل من يعيش على أرضها، والتي وصفها سموه في حينه بقوله «هذه وثيقة تمثل عهدنا ووعدنا لكم في ما سنقوم به لتحسين الحياة بكل جوانبها في دبي خلال 2019». حيث تشكل بداية هذا العام 2020 انطلاقة جديدة لبدء مسيرة السنوات الخمسين اللاحقة في عمر الإمارات المديد بهمة وطموح لا يحده حد، وأمل وروح إيجابية لتحقيق المعجزات في كل مجالات الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية.
واليوم، ومع بداية العام الجديد، ها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدته «بداية الخمسين» يجدد عهده، وكله ثقة بشعبه وقيادته، على بلوغ قمة المدينة الفاضلة، مسنداً بثقة وولاء الشعب.. هو شموخ عال، يراود المستحيل، وهي روح متفائلة، تدشن بداية المشوار، ولنقل بداية السنوات الخمسين القادمة في عمر الإمارات، مزينة ومزدانة بالصورة الأبهى والأجمل، لمدينة دبي المستقبل في رؤيتها الواثقة، والطامحة، والمثابرة.
محمد بن راشد.. 50 عاماً مقبلة من الإنجازات
في أحدث قصائده بعنوان «بداية الخمسين» يرسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، صورة زاهية للمستقبل الذي يبدأ اليوم بعد بداية دخول الإمارات السنة الجديدة 2020، والتي هي مقدمة لوصول الدولة لعقدها الخامس.
إنها مسيرة من الإنجازات المتراكمة التي صنعتها الدولة في ظل قيادتها الرشيدة، وعبر همة شعبها وشبابها، في أقل من خمسين سنة، وها هي ستدخل الخمسين بعدها، بهمة أكبر، وعزم لا يلين على مضاعفة الإنجازات، وتحقيق ما عجزتْ عنه أمم كثيرة، ما يعدّ بحق معجزة تنموية من النادر أن تتحقق في هذا العمر القصير في حياة الشعوب.
أراد سموه بحكمته وبراعته الشعرية أن يخلّد اللحظة الخاصة، وأن يجعل الاحتفاء بالسنة الجديدة محملاً بمعان أكبر وأعمق من مجرد إضافة رقم جديد، وتغيير التقويم نحو تقويم جديد، أراد أن يلفت انتباه الجميع إلى عظمة ما تحقق، وأن يجعل الطموح دوماً متقداً لتكرار الإنجاز ومضاعفته في مقبل السنوات، والأيام.
ابتدأ سموه قصيدته بالحديث عن الإيمان بالله الذي هو في الحقيقة أساس كل تقدم، وعبر عن ذلك مبرزاً أن من عاش لله، وأعطى كل جهده في رضاه، حقق له حلمه، وأكرمه بالربح والانتصار، وأبهره بعطائه، وجعل رايته دوماً منصورة، وسموه يصوغ تلك المعاني في عبارات شعرية شفافة، وراقية، ومعبرة جداً، فيقول:
آمنتْ باللهْ ومنْ يومِنْ بهْ يكسَبْ رضاهْ
                         ومنْ عاشْ باللهْ وللهْ تَصدِقْ أحلامهْ
متجَرهْ رابحْ وإذا يعطي فيبهِرْ عطاهْ
                         ومنْ حبِّهْ اللهْ نصَرْهْ ورفَّتْ أعلامهْ
والحقيقة التي أراد سموه أن يؤكدها من خلال المقدمة الإيمانية لقصيدته هي أن الإيمان بالله هو أول الأسس التي يمكن أن تبنى عليها النهضة، وترسخ عبرها الإنجازات، ويُصنع من خلالها الأمل في الآتي، والثقة بالقدرة على تجاوز كل الصعوبات، وتحقيق ما كان بالأمس يعتبر عند البعض مستحيلاً.
بعد ذلك يتحدث سموه عن قيمة الوقت في حياة الشعوب، وكيف أنه يجري وينطلق ولا يلحقه إلا من جعل همته في السبق الدائم والتصدر العالمي في التنمية ومتطلباتها، وفي بلوغ الأهداف التي لم يبلغها أحد من قبل، وفي تصدر المؤشرات الاقتصادية العالمية، وهو ما فعلته الإمارات طيلة ما فات من عمر الدولة، وما تستعد الآن لتواصله في خمسينيتها القادمة، خصوصاً في هذا العام المميز الذي سيشهد حدثاً عالمياً هو إكسبو دبي 2020، ولا يكتفي سموه بالإشارة في الأبيات اللاحقة إلى قيمة الوقت في سباق التقدم، بل يؤكد كذلك على مكانة الوطن عنده وكيف أن الكل خدام له ويقول معبراً عن ذلك:
والوقتْ يجري ما يتوَقَّفْ ومِبعِدْ مداهْ
                      وعندي الوِطَنْ سيِّدٍ والكلْ خِدَّامِهْ
ثم يتحدث سموه بعد ذلك عن الأعوام التي انقضت من عمر الدولة، وكيف أنه كان لكل عام هدف، وتم تحقيقه بنجاح طيلة التسعة والأربعين عاماً الماضية، وهنا على القارئ أن يتوقف ليسترجع بشكل سريع كيف أن الإمارات استطاعت خلال فترة وجيزة لا تكاد تُذكر عادة في حياة الشعوب، أن تقهر الزمن، وتتفوق على كل التصنيفات الاستراتيجية التي كانت ترى أن تلك الفترة وجيزة جداً قياساً لما تتطلبه التنمية من فترات زمنية، ومن استعدادات كبيرة، وسموه يشير إلى عوامل النجاح الإماراتي في تحقيق تلك المعجزة التنموية، وأهم الأسس التي انطلقت منها، وهي وضع الأهداف بشكل واضح، وتحقيقها في الوقت المحدد لها بدقة واحترافية عالية، ثم الانتقال إلى هدف آخر أكبر، هذا المسار المنظم خلال كل تلك الأعوام والذي سيستمر بتوفيق الله في الخمسين، وما بعدها، هو ما عبر عنه سموه قائلاً:
وفي كِلْ عامٍ هدَفْ نوصَلْ لهْ و نحظاهْ
                            وبدايَةْ الخمسين باكرْ أوَّلْ أيَّامهْ
‏هدَفْ نحِطَّهْ ونجِدِّ ونشتِغِلْ في لقَاهْ
                              بالجِدْ والجهدْ حَزَّةَ وافقْ بعامِهْ
ويؤكد سموه من جديد وفي الأبيات اللاحقة أن كل ذلك كان من أجل الإمارات، هذا الوطن الغالي الذي استحق ما يناله الآن من مكانة وجاه على المستوى العالمي، ويقول سموه معبراً عن ذلك:
لأجلْ الإماراتْ لي نالتْ مكانِهْ وجاه
                           والعالمْ أهدىَ لأجلها أرفَعْ وسامِهْ
ويثمّن سموه دور شباب الإمارات في كل تلك الإنجازات، في لفتة أبوية حكيمة أراد منها أن يجعلهم فخورين بأن ما ساهموا به في رفعة الوطن سيبقى محفوظاً في الذاكرة، وهو ما يجعل الأجيال الجديدة تتوق إلى أن تتلقى التكريم نفسه، والاحتفاء نفسه من سموه، فتنبري للمساهمة بدورها في رفعة هذا الوطن، وازدهاره. إنه فعل تربوي عميق يخلق التنافس في حب الوطن بين شبابه، وهو فعل يليق بحكمة سموه، ويعبر عنه قائلاً:
شبابها همْ أمَلها ودومهمْ في إنتباهْ
                            هُمْ للوطَنْ عدِّتِهْ ورجواهْ وحزامِهْ
ويختم سموه قصيدته الرائعة هذه بدعوة صادقة أن يبلغ الشعب الإماراتي الأصيل المُجدّ رجاءه، وأن يحافظ دوماً على مكانته المتصدرة في العالم، وأن يستمر في الطريق نفسه لتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز، ويقول سموه:
أدعي بها العامْ يبلِغْ شَعبنا لي رجاهْ
                           في الصَّفْ الأوَّلْ ودومَهْ رافِعْ الهامِهْ


قصيدة معطرة بشذا الوطن ونبل أهله


نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قصيدة جديدة من أشعاره بعنوان «بداية الخمسين»، وهو تاريخ الوعد الذي قطعه سموه في «وثيقة الخمسين»، وتتضمن 9 بنود لتحسين الحياة في مدينة دبي، والعمل على تطويرها وازدهارها، ولاستمرار الرخاء وتسارع المسيرة، وأبيات القصيدة هي بمثابة تذكير بالوثيقة، وشرح لمعانيها، وقد أطلق سموه على الوثيقة اسم «بداية الخمسين» تيمّناً بمرور خمسين عاماً على تولي أول مسؤولية له في خدمة الشعب، وهي كذلك بمثابة تفاؤل بخمسين عاماً مقبلة يستهدف سموه من خلالها تحقيق حلم المدينة الفاضلة كاملة، التي ترفرف فيها رايات المحبة، وتظلل أهلها سماوات التسامح، ويعيش أهلها في انسجام ومحبة، يتمتعون بالاحترام، ورغد العيش، وتداعب أحلام الجيل القادم كل أسباب الطموح، والنجاح.
القصيدة تستحضر كل هذه البشارات، في استهلال شعري باذخ اللغة، وبديع المعاني، بشعرية عالية، تنتمي إلى السهل الممتنع، وتبعث برسائل العزم، وتستنهض الهمم، وتبشر بوعد جديد، ويأتي مستهل القصيدة وهو يحمل معاني الإيمان بالله رب العالمين، فالمؤمن هو الذي يكسب رضا الخالق سبحانه وتعالى، ومن كانت حياته لله تعالى ومن أجله، فهو موعود بتحقيق أحلامه وطموحاته، فهو المعطي الوهاب الذي لا تنفد خزائنه، الخالق الذي لا حدود لعطائه، سبحانه وتعالى. والإنسان الذي ينال حب الله عز وجل، لا شك في أنه منصور بقوته وفضله، وهو لا محالة سينال المكانة والمجد بفضل محبة ربّه له:
آمنتْ باللهْ ومنْ يومِنْ بهْ يكسَبْ رضاهْ
                             ومنْ عاشْ باللهْ وللهْ تَصدِقْ أحلامهْ
متجَرهْ رابحْ وإذا يعطي فيبهِرْ عطاهْ
                              ومنْ حبِّهْ اللهْ نصَرْهْ ورفَّتْ أعلامهْ
ثم يمهد سموه لما يريد أن يفصح عنه من إعلان لبداية «الخمسين»، بكلمات تتناول قيمة الوقت الذي يمضي، ولابد من أن يستثمر في العمل من أجل الوطن والإعلاء من شأنه، وإبراز مكانته التي يستحقها، فلابد لأبناء الوطن من أن يعملوا لأجله، ورفع راياته، لترفرف بين الأمم والشعوب المتقدمة بالعلم، والأخلاق، والقيم، والتقاليد الفاضلة المستمدة من موروث عروبي وإسلامي مجيد، ويشيدوا على مبادئه، وفضائله، أنوار الحاضر والمستقبل.
يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدته المعطرة بشذا الوطنية والنبل، التي تنهل من منابع جمال صاف، بداية «الخمسين»، ذلك المشروع الذي يحفز الهمم والطاقات وكوامن الإبداع من أجل عمل استثنائي ومؤسس في كل القطاعات، بوحدة الفكر والموضوع حتى يكون عام 2020، هو مدخل يرتفع فيه سقف الطموحات ليعانق اليوبيل الذهبي للدولة في عام 2021، وهو العام الذي تتلفت فيه القلوب بمحبة وتقدير لجيل المؤسسين الذين بدأت على أياديهم المسيرة في عام 1971، عندما نهضت الدولة موحدة معلنة بداية السير نحو المجد، والسمو، والسؤدد، على يد الآباء الذين وضعوا النهج القويم الذي تسير عليه البلاد، والمبادئ التي تقوم على الأخلاق والقيم الفاضلة والإنسانية، حتى أصبح للبلاد شأن عظيم بين دول العالم في جميع المجالات، لتكون الأعوام الخمسون الجديدة التي أعلن عنها سموه في الوثيقة، بمثابة استكمال للمشوار، تحشد فيها الطاقات، وتوضع الأهداف بدقة، وتبذل فيها الجهود من أجل أن تصبح الخطط واقعاً ينهض بالدولة في سماوات جديدة، وتحتشد القصيدة بمعاني الجد والسير في ركاب الأمم المتقدمة والمتطورة، بعزم لا يلين، وهمة عالية لا تفتر، فهي تحض على العمل، والبذل، والعطاء، من أجل الدولة:
والوقتْ يجري مايتوَقَّفْ ومِبعِدْ مداهْ
                               وعندي الوِطَنْ سيِّدٍ والكلْ خِدَّامِهْ
وفي كِلْ عامٍ هدَفْ نوصَلْ لهْ ونحظاهْ
                                  وبدايَةْ الخمسين باكرْ أوَّلْ أيَّامهْ
هدَفْ نحِطَّهْ ونجِدِّ ونشتِغِلْ في لقَاهْ
                                    بالجِدْ والجهدْ حَزَّةَ وافقْ بعامِهْ
ثم تحمل القصيدة في أبياتها الهدف الذي من أجله تصنع الخطط، والمبادرات، والمشاريع، فكل ذلك يأتي من أجل الدولة التي نالت مكانة سامقة بين كل الدول، حتى غدت من البلدان العظيمة التي استحقت العز والجاه بفضل جهد مؤسسيها من الآباء، وبفضل الأبناء الذين ساروا على الدرب، فاستحقت الدولة محبة شعوب العالم.
وفي القصيدة آمال عظيمة وكبيرة في جيل الشباب، الذين هم أملها في صناعة مستقبل يليق بها، وهم قادرون على ذلك بفضل ما وفره لهم الوطن من إعداد، حتى صاروا للوطن عدّته، فالشباب هم الذين يشيدون مستقبل الدولة التي سلّحتهم بالعلم والمعرفة.
لأجلْ الإماراتْ لي نالتْ مكانِهْ وجاهْ
                         والعالمْ أهدىَ لأجلها أرفَعْ وسامِهْ
شبابها همْ أمَلها ودومهمْ في إنتباهْ
                        هُمْ للوطَنْ عدِّتِهْ ورجواهْ وحزامِهْ
وكما الاستهلال، جاء ختام القصيدة مسكاً، ويعبّر سموه في بيتها الأخير عما يحمله من آمال وأمنيات للشعب في مطلع العام الجديد، وأن يصبح أبناء الإمارات في مقدمة صفوف شعوب العالم، مرفوعة هاماتهم تعانق السماء بما ظلوا يحققونه لدولتهم من بذل وعطاء حتى صارت لها مكانتها المميزة، والقصيدة تحيط بتلك المعاني، في نظم بلاغي بديع، فتأتي الكلمات معبرة تماماً عما يجول في النفس من أمنيات، تتبعها إرادة العمل من أجل تحقيقها:
أدعي بها العامْ يبلِغْ شَعبنا لي رجاهْ
                     في الصَّفْ الأوَّلْ ودومَهْ رافِعْ الهامِهْ

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"