على خطى زايد وقابوس

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

ترك القائدان الكبيران المؤسسان المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، إرثاً ونهجاً في العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، فاليوم ينعم الشعبان الإماراتي والعماني بهذا الإرث الأخوي، وعلاقات الأخوة والجوار والقواسم المشتركة التي تربط بينهما من الدم والدين والعادات المشتركة والثقافة واللغة، وغيرها من الجوانب المترابطة بين البلدين، فأصبحت هذه العلاقة نموذجاً يحتذى به خليجياً وعربياً.
إن المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس، كانا على إيمان تام بأن العلاقات الأخوية التي تبنى على نهج الأخوة تبقى إلى الأبد، واليوم هذه الثمار نراها على أرض الواقع، فالعماني اليوم في دولة الإمارات، يعيش في رخاء وسعادة وأمن واستقرار، وكأنه في السلطنة، فالخدمات التي تقدم له جعلت من دولة الإمارات البلد الثاني للعمانيين، وكذلك الإماراتي إذا زار سلطنة عمان، يجد كل الحفاوة والترحاب والسعادة في بلده الثاني، وكذلك مشاركة الإماراتيين والعمانيين في الاحتفالات الوطنية؛ حيث يعبر كل من الشعبين عن سعادته ومحبته للشعب الآخر في هذه الاحتفالات، فالإماراتي عماني، والعماني إماراتي، تجسيداً لعلاقة الأخوة المتينة بينهما.
وعلى الصعيد السياسي، فقد حرص الراحلان العظيمان، رحمهما الله، على مشاركة الأمة الخليجية والعربية والإسلامية، الأهداف والأحلام، فقراراتهما الصائبة، جعلت المنطقة أكثر استقراراً وأمناً، واليوم تكمل هذا المشوار بين البلدين القيادة الرشيدة للبلدين التي تحرص على استمرار هذا النهج والإرث الذي رسم الاستقرار السياسي وأرسى دعائم الأمن والأمان، وتزداد هذه العلاقة قوة ورسوخاً، وهي متحصنة بالمحبة والحكمة. ولذلك فقد خابت مساعي الحاقدين الذين يخططون لتدمير العلاقات بين البلدين باستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي بعدما فشلوا في المحاولات الأخرى. فالعلاقات بين البلدين، تشهد اليوم هجوماً شرساً من قوى شر تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار بين البلدين الشقيقين، لكن القيادات الرشيدة في البلدين وشعبيهما أكثر حرصاً على تقوية العلاقات، وصد كل المحاولات التخريبية. وإن المشهد الأخير بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان، حفظهما الله ورعاهما في واجب العزاء في وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، الذي اتسم بالمحبة والحفاوة المتبادلة بين القائدين تعكس عمق هذه العلاقات، التي بنيت منذ عقود وسنوات طوال على أساس متين وقوي لا تستطيع أي قوة المساس بها.
تتنوع أوجه العلاقات بين البلدين، وعلى الصعيد الاقتصادي، فالسلطنة هي ثاني أهم شريك غير نفطي لدولة الإمارات، وبلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 45 مليار درهم في عام 2018، وهذا دليل على التعاون التاريخي المستمر بين البلدين الشقيقين وهي علاقات تتسم بالشفافية والتفاهم.
ما يربط بين دولة الإمارات وعمان أكبر بكثير من التاريخ المشترك والجوار الجغرافي، إنها علاقات أزلية ممهورة بالدم وتعززها روح الأخوة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"