الاتصال الحكومي

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

أيام قليلة تفصلنا عن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2020 في دورته التاسعة، ناقش الكثير من القضايا والملفات المحلية والعربية والدولية، وعرض الكثير من التجارب سواء كانت ناجحة من وجهة نظر البعض أو غير ذلك من وجهة نظر آخرين، إلا أنها بالمحصلة تجربة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها، أو الاتعاظ منها وبالتالي الابتعاد عنها.
المنتدى استضاف في دوراته الثماني الماضية أسماء كبيرة من رؤساء دول أو حكومات، وشخصيات لامعة في القطاع الخاص، ومختلف قطاعات الحياة، ولا ننسى مشاركة ميخائيل جورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفييتي، عندما حل ضيفاً على المنتدى في دورة 2014، حيث علق عليها البعض حينها بأن هذا الرجل فكك الاتحاد السوفييتي، فما التجربة التي لديه، وهم لم ينتبهوا أن تفكيك دولة بحجم الاتحاد السوفييتي، هي من أكبر تجارب التاريخ.
غير هذا الرجل، حل الكثير على المنتدى، واستعرضوا ما لديهم من تجارب، وممارسات بعضها غيرت حياة أصحابها، حتى صنعوا ثروات وأصبحوا من كبار مشاهير عالم المال والسياسة، وبعضها الآخر غير من حياة البشرية بأكملها، كمشاركة ستيف وزنياك، شريك ستيف جوبز، وصاحب فكرة إطلاق أول حاسوب شخصي من «أبل».
الأسماء التي مرت على المنتدى أكثر من أن تحصى، بيد أن منتدى هذا العالم يحمل في جعبته أربعة محاور رئيسية كما أعلن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، تتناول ترسيخ ثقافة الاتصال والتكنولوجيا المتاحة والاتصال عبر الثقافة والرفاه وجودة الحياة، وهي تشمل مرافق الحياة كافة، وتؤكد أن الاتصال الحكومي أصبح مسألة في غاية الأهمية، ولم يعد ترفاً مجتمعياً قد تمارسه الحكومة أو لا تمارسه، لأنه أمر لا بد منه في ظل الثورة الرقمية القادرة على قلب الحقائق وكيانات الشعوب ما لم يحسن استخدامها.
أهمية حسن توظيف «الاتصال الحكومي»، أنه يلجم كل ما قد يشوش صفو الحياة ويعكر المزاج، ويجعل الناس في ضبابية، ما يبقيهم تحت رحمة الطابور الخامس، الذي يستخدم وسائل «السوشيال ميديا» كالنار في الهشيم، إذ إن تأثير هذا الطابور في السابق كان محصوراً بالأدوات التقليدية المتاحة، ولكنه يملك الآن أدوات أقوى من السلاح والطائرات.
الاتصال الحكومي ليس ترفاً، وحسن استخدامه متطلب حياتي، وهو أقل ما يمكن أن تقدمه الحكومات الناجحة تجاه شعوبها، و«المنتدى» بلا شك منصة مهمة في هذا المجال يمكن الاستفادة منه والبناء عليه، والمسؤول الذي يحضر «المنتدى» ويخرج منه ليطلب من موظفيه تلميع صورته لم يستفد شيئاً مطلقاً.
وفي التجارب الحياتية عن كيفية الاتصال الحكومي، فلنا مع عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وتعاطيه مع أخبار فيروس «كورونا» خير دليل، فلو تلكأ العويس أو تردد لكان الوضع أسوأ بكثير، ولكن بشفافيته وثقته بمعلوماته، ملك زمام الأمر، وطمأن الناس، ونال احترامهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"