عادي
تفاصيل استجابة «إس في بي» الفاشلة تظهر التآكل السريع للثقة بالمؤسسات المالية

مكالمة هاتفية من «موديز» وراء انهيار «بنك وادي السيليكون»

20:17 مساء
قراءة 3 دقائق
متابعة: قسم الترجمة

في منتصف الأسبوع الماضي، أبلغت وكالة «موديز إنفستورز سيرفيس» مجموعة «إس في بي» المالية، الشركة الأم لبنك وادي السيليكون، عبر الهاتف، أنها تستعد لخفض التصنيف الائتماني للبنك. ومع تلك المكالمة، بدأت يوم الجمعة عملية الانهيار المريع للبنك الذي يركز على الشركات الناشئة، وهو أكبر فشل مصرفي منذ الأزمة المالية لعام 2008. وتسبب انهيار يوم الجمعة بتوترات في الأسواق العالمية، وأسهُم البنوك المتعثرة، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة الفيدرالية، سعياً لكبح التضخم، تكشف نقاط الضعف في النظام المالي.

تظهر تفاصيل استجابة بنك «إس في بي» الفاشلة لاحتمال خفض التصنيف، مدى السرعة التي يمكن أن تتآكل بها الثقة في المؤسسات المالية. وقد تسبب الفشل أيضاً في حدوث موجات من الصدمة باقتصاد الشركات الناشئة في كاليفورنيا، لأن العديد من تلك الشركات غير متأكدة من مقدار الودائع التي يمكنها استردادها والقلق بشأن تأمين كشوف الرواتب. وخوفاً من أن يؤدي خفض التصنيف الائتماني إلى تقويض ثقة المستثمرين والعملاء في الوضع المالي للبنك، اتصل الرئيس التنفيذي للشركة جريج بيكر، بمجموعة «غولدمان ساكس» للحصول على الاستشارات اللازمة وتوجه فريق من البنك إلى نيويورك لحضور اجتماعات مع «موديز» وشركات التصنيف الأخرى.

وتلا ذلك محاولات «إس في بي» خلال عطلة نهاية الأسبوع العمل على خطة لتعزيز قيم أصولها تتضمن بيع ما قيمته أكثر من 20 مليار دولار من السندات منخفضة العائد، وإعادة استثمار العائدات في الأصول التي تحقق عوائد أعلى. وقالت المصادر إن الصفقة ستؤدي إلى خسارة، لكن إذا تمكنت الشركة من سد فجوة التمويل هذه عن طريق بيع الأسهم، فإنها ستتجنب خفض التصنيف متعدد المستويات.

  • نتائج عكسية

لكن الخطة أسفرت عن نتائج عكسية. فقد أثارت أخبار بيع الأسهم الذعر في نفوس العملاء، وخاصة الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، التي سارعت لسحب ودائعها، ما أدى إلى تدخل هيئات التنظيم يوم الجمعة، وإغلاق البنك الذي وضع تحت الحراسة القضائية.

وقالت المصادر إن المسؤولين التنفيذيين في البنك كانوا يناقشون موعد المضي قدماً في جمع الأموال، وقد سمعوا من وكالة «موديز» أن التخفيض سيعلن هذا الأسبوع.

وقالت المصادر إن البنك تواصل مع شركة الأسهم الخاصة جنرال أتلانتيك، التي وافقت على شراء 500 مليون دولار من عملية بيع الأسهم البالغة 2.25 مليار دولار، في حين قال مستثمر آخر إنه لا يمكنه التوصل إلى اتفاق بشأن الجدول الزمني لشركة إس في بي.

وبحلول يوم الأربعاء، كانت شركة «إس في بي» قد باعت محفظة السندات مقابل خسارة 1.8 مليار دولار. وكان البيع أحد الأسباب التي دفعت «موديز» لخفض التصنيف من A1 إلى Caa2، إضافة إلى خطة زيادة رأس المال.

من الناحية المثالية، كان سيتم الانتهاء من بيع الأسهم قبل افتتاح السوق يوم الخميس، لتجنب تعرض البيع للخطر بسبب أي انخفاض في أسعار أسهم البنك بمجرد انتشار أخبار البيع. لكن ذلك لم يكن خياراً نظراً لضيق الجدول الزمني.

  • الإجراءات التحضيرية

كما أن البنك لم يتخذ الإجراءات التحضيرية اللازمة لتوقيع اتفاقيات سرية مع المستثمرين الذين قد يلتزمون بصفقة بهذا الحجم. وقالت المصادر إن محاميه أبلغوا البنك بأن المستثمرين سوف يحتاجون إلى 24 ساعة على الأقل لاستيعاب التوقعات المالية المتشائمة الجديدة وإتمام البيع.

وقد انخفض سعر سهم البنك بسبب أنباء بيع الأسهم، حيث أنهى يوم الخميس منخفضاً بنسبة 60% عند 106.04 دولار. وقالت المصادر إن مصرفيي بنك غولدمان ساكس ما زالوا يأملون في أن يتمكنوا من إغلاق الصفقة عند 95 دولاراً.

ثم جاءت أنباء عن قيام شركات رأس المال الاستثماري بتقديم المشورة للشركات الناشئة التي استثمرت في البنك لسحب الأموال منه خوفاً من تدهور البنك الوشيك.

وسرعان ما تحولت التوقعات إلى حقائق، حيث تخلت شركة جنرال أتلانتيك ومستثمرون آخرون، وانهارت عملية بيع الأسهم. وقد أغلقت هيئات تنظيم الخدمات المصرفية في كاليفورنيا البنك يوم الجمعة وعيّنت هيئة تأمين الودائع الفيدرالية للتصرف في أصوله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yn39zxd7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"