كل من يحب مشاهدة المسلسلات الدرامية في رمضان انتظرَه، وكل من تابع سلسلة «الاختيار» في السنوات الماضية وحتى مسلسل «العائدون» انتظرَه، ومن عنوانه واللقطات الأولى و«البوستر» شعرنا أننا سندخل مجدداً في قلب الملحمة الوطنية ونعيش مع أبطالها قصصاً حية ونتوحد بالمشاعر مع أهالي الشهداء ونزداد فخراً وحماساً للبطولات الوطنية، وما فعله المدنيون والعسكريون في دفاعهم عن مصر والحرب الشرسة مع الإرهابيين.
«الكتيبة 101» لا يحتاج إلى تمهيد كي نعرف ما هي طبيعته، ولأن ندخل في أجوائه مباشرة ومنذ المشهد الأول، ولعل رهاننا على ما سبق من مسلسلات خرجت عن إطار أي منافسة وغردت عالياً منفردة، وتوقعاتنا بأن هذا العمل سيكون على نفس المستوى وسنعيش معه نفس الإبهار، هو ما جعلنا نشعر بالخيبة أكثر فأكثر، وجعلنا نقارن بشكل تلقائي بين ما عشناه وشعرنا به وتفاعلنا معه سابقاً، وما نعيشه اليوم مع «الكتيبة 101»!.
طوال الحلقات الأولى كنت تسأل نفسك «ما الذي ينقص؟».. شيء ما ناقص، القصص الحقيقية هنا، الشخصيات من لحم ودم والممثلون يجيدون تجسيدها ببراعة غالباً، فأين الخلل؟
الخلل في ضعف الكتابة والإخراج، فبدا وكأن كاتبه أياد صالح جمع المعلومات ليضعها في قالب درامي مشوق، فبقيت المعلومات وغاب التشويق، جاءت الأحداث الدرامية عادية قللت من وهج الأحداث الحقيقية، خففت من حدتها ومن حجم الأمل والألم الكفيلين بدفع الجمهور إلى التعلق بالشخصيات والتعاطف معها والبكاء من أجلها أو عليها، والتفكير بها طوال الوقت والإقبال على متابعة المشاهدة بلهفة. يشارك صالح في تحمل مسؤولية هذا الخلل المخرج محمد سلامة الذي عجز بدوره عن الارتقاء بالعمل إلى مستوى الإبهار، فالعمليات والمداهمات والتفجيرات والاغتيالات جاءت بلا تشويق وأحياناً سريعة خاطفة، خصوصاً في الحلقات الأولى، وانتهت بعض الحلقات بلا أي حدث مشوق لنفاجأ في ختامها بذكر اسم شهيد.
العمليات باهتة إخراجياً، فهل هي مسألة تخفيض في الميزانية؟ الشهيدة مها أبو قريع التي قتلها التكفيريون لأنها كانت تبلّغ الجيش المصري بتحركاتهم، أدتها الممثلة وفاء عامر، لم يقدمها لنا المسلسل بشكل درامي محبوك كي ندخل بيتها ونعيش معها تفاصيل حياتها وخوفها على طفليها. ويضم المسلسل قائمة من الممثلين عمرو يوسف، آسر ياسين، فتحي عبد الوهاب، خالد الصاوي، أحمد صلاح حسنى، وفاء عامر، لبلبة، عمرو وهبة، عارفة عبد الرسول، وعدداً كبيراً من الفنانين وضيوف الشرف، ويتناول قصص أبطال حقيقيين ويكشف حقيقة الإرهابيين، لكنه جاء بمثابة دراما لا ملحمة وطنية.
[email protected]
https://tinyurl.com/36rff8jx
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![جون مايال](/sites/default/files/2024-07/6182564.jpeg)
![«دراجون أويل» تطوّر حقلين نفطيّين في مصر بالذكاء الاصطناعي](/sites/default/files/2024-07/6182382.jpeg)
![مجلس الأمن السيبراني](/sites/default/files/2024-07/6182340.jpeg)
![جاكمان ورينولدز يوجهان رسالة طريفة إلى محمد صلاح](/sites/default/files/2024-07/6182317.jpeg)
![تايوان تستعد لوصول الإعصار غايمي إلى البر](/sites/default/files/2024-07/6182314.jpeg)
![بايدن يرفض الحديث عن هاريس في أول ظهور بعد الانسحاب من سباق الرئاسة](/sites/default/files/2024-07/6182296.jpeg)
![clickout](/sites/default/files/2024-07/clickout%20media%20pr%20july%2024.png)
![شرطة أبوظبي تبدأ تسجيل فئة طلاب المدارس ضمن عضوية «كلنا شرطة»](/sites/default/files/2024-07/6182270.jpeg)